صحت صنعاء على هدوء نسبي، قبل أن يعلن الحوثيون عن مقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح، بعد ليلة عنيفة ودامية لم تكن كسابقاتها، حيث شهدت أحياء في العاصمة اليمنية خاصة في جنوبها، مواجهات دامية بين قوات المؤتمر الشعبي وميليشيات الحوثي، اتسمت في أحياء منها بالكر والفر، استخدمت خلالها أسلحة خفيفة ومتوسطة وثقيلة.
وتبادل الطرفان السيطرة على المواقع خلال ساعات الفجر، غير أن ميليشيات الحوثي مُنيت بخسارة كبيرة في صفوفها، في حي حدة السياسي على يد قوات المؤتمر، غير أن الأولى ركزت ضغطها على المربّع السكني لصالح وأقاربه في شارعي صخر والجزائر، اتضح لاحقاً أنها تمكنت من إجبار صالح على الخروج من منزله في شارع صخر، بعد انهيار جانب من دفاعاته.
وتجددت الاشتباكات مع نهاية مساء أول أمس الأحد، لترتفع وتيرتها خلال ساعات الفجر، وتبدأ بالخفوت مع صباح أمس، وخلال ذلك نشب قتال شرس في الأحياء الجنوبية للعاصمة صنعاء، فيما كثف التحالف العربي من غاراته على مواقع الحوثيين فيها.
ودارت المواجهات في شارع الجزائر والحي السياسي والسبعين، وشارع مجاهد وجولة المصباحي، وسقط عدد من مسلحي الطرفين قتلى وجرحى، خصوصاً مع احتدام القتال بعد منتصف الليل. وفرض الحوثيون حصاراً على قوات صالح ومنزله، وعدد من أفراد عائلته، وسمع دوي الانفجارات على نحو واضح في أنحاء العاصمة.
وذكر شهود عيان أن العشرات من مسلحي ميليشيات الحوثي سقطوا قتلى وجرحى، في كمين محكم نصبته قوات المؤتمر قرب منزل فارس مناع في منطقة حدة، حيث تم استدراجهم للتوغل في المنطقة قبل أن تلتف عليهم وتحصدهم.
ولجأ الحوثيون إلى تعزيز مواقعهم بدبابات ومدرعات وأسلحة ثقيلة، وتعززت قدراتهم باستجلاب تعزيزات بعشرات المسلحين من خارج صنعاء، قادمين من محافظة صعدة، ومحافظة عمران، شمالي العاصمة.
إلى جانب ذلك شنت مقاتلات التحالف سلسلة من الغارات الجوية فجر أمس الاثنين، واستهدفت مواقع للحوثيين في صنعاء وضواحيها، وسط أنباء عن سقوط أعداد كبيرة من مسلحي الحوثيين. وتم رصد غارات طالت مدرسة الحرس بمنطقة الجراف الغربي، وملعب الثورة وتبة التلفزيون، ومعسكر الصباحة، وموقعاً أمنياً في ذهبان.
المصدر: الخليج