قتل شخص وأصيب 3 من رجال الشرطة في حادث إطلاق رصاص بالعاصمة الدنماركية كوبنهاغن خلال اجتماع عام عقد في مركز ثقافي شارك فيه سام الكاريكاتير السويدي لارس فيلكس الذي كان تلقى تهديدات بالقتل منذ قيامه بنشر رسوم ساخرة لنبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم. ولم يصب فيلكس والسفير الفرنسي الذي حضر الاجتماع أيضا بأذى.
وأكدت الشرطة أن شخصا واحدا فقط يقف وراء إطلاق النار باتجاه مبنى كان يستضيف جلسة نقاش حول التيارات المتشددة وحرية الصحافة في كوبنهاغن، ونشرت صورة لهذا الرجل الذي قتل شخصا. والصورة التي نشرتها الشرطة بواسطة بيان على الإنترنت، تشير إلى رجل ملثم يرتدي معطفا داكن اللون ويحمل كيسا أسود. وأعلنت الشرطة أيضا أن السيارة التي استقلها منفذ الهجوم، عثر عليها على مقربة من مركز الهجوم فارغة. وكانت قوات الأمن نشرت في وقت سابق رقم لوحة السيارة وهي من طراز فولكسفاغن بولو. وكانت الشرطة اشتبهت في البداية أن الهجوم نفذه شخصان إلا أنها عادت في وقت لاحق وأكدت أن هناك منفذا مفترضا واحدا.
ووصفت رئيسة وزراء الدنمارك هيلي ثورنينغ شميت الهجوم بأنه «إرهابي» مؤكدة أن البلاد في حالة تأهب قصوى بعد العملية. وقالت ثورنينغ شميت للصحافيين قرب موقع إطلاق النار: «نحن على ثقة الآن بأنه هجوم له دوافع سياسية ومن ثم فهو هجوم إرهابي. نحن في أقصى حالات التأهب في جميع أنحاء البلاد».
وقالت وكالة الأنباء الدنماركية (ريتساو) إن فيلكس والسفير الفرنسي لدى الدنمارك حضرا الاجتماع، ولم يصب أي منهما، لكن 3 من رجال الشرطة أصيبوا. وكتب السفير الفرنسي فرنسوا زيمراي في حسابه على موقع «تويتر» بأنه «لا يزال حيا في الغرفة». ونقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية قوله: «لقد أطلقوا النار علينا من خارج المبنى، وكان الهدف هو تكرار ما حدث مع (شارلي إيبدو) باستثناء أنهم لم يستطيعوا الدخول». ونقلت وكالة «رويترز» عن هيلي ميريت بريكس منظمة الاجتماع روايتها لما حدث بالقول: «صاح حراس الأمن: ليخرج الجميع. وتم دفعنا خارج الغرفة». وأضافت: «حاولوا دخول قاعة المؤتمرات بإطلاق النار. شاهدت أحدهم يجري وهو يرتدي قناعا. لم أستطع رؤية وجهه لست متأكدة حتى إن كان هناك واحد أم اثنان».
ومنذ أكثر من شهر قتل 17 شخصا في فرنسا خلال 3 أيام من العنف بدأت بقيام مسلحين اثنين باقتحام مبنى صحيفة «شارلي إيبدو» الأسبوعية الساخرة وفتحا النار انتقاما من قيام الصحيفة بنشر صور مسيئة للإسلام.
وكان فيلكس أثار جدلا عام 2007 بنشره رسوما كاريكاتيرية مسيئة للإسلام. وتلقى فيلكس عدة تهديدات بالقتل وظل يعيش وسط حراسة مستمرة من الشرطة السويدية منذ عام 2010. وبعد عامين من ذلك حكم على أميركية تدعى جهاد جين بالسجن 10 سنوات بتهمة التآمر لاغتيال فيلكس.
وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف سيتوجه إلى كوبنهاغن بأسرع ما يمكن. كما دان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس «بأشد العبارات، الهجوم الإرهابي» الذي وقع في كوبنهاغن. وقال الوزير الفرنسي في بيان إن «هجوما إرهابيا استهدف اجتماعا عاما في كوبنهاغن، كان يشارك فيه السفير الفرنسي في الدنمارك. أدين بأشد العبارات هذا الاعتداء وأؤكد أن فرنسا تقف إلى جانب السلطات والشعب الدنماركيين في مكافحة الإرهاب».
وقررت الشرطة الاتحادية الألمانية المشاركة في البحث عن منفذ عملية كوبنهاغن. وقال متحدث باسم الشرطة الألمانية إن قوات الأمن الدنماركية طلبت هذا الدعم من الجانب الألماني. وينحصر مجال البحث عن الجناة في تعزيز الرقابة وإجراءات التفتيش في منطقة الحدود بين الدنمارك وألمانيا.
المصدر: الشرق الأوسط