تحمل مشاركة الامارات في اولمبياد لندن 2012 صفة التاريخية ان كان من حيث عدد الرياضيين او الالعاب التي تخوض منافساتها للمرة الاولى في الحدث الرياضي الاضخم على مستوى العالم.
تشارك الامارات ببعثة هي الاضخم في تاريخ مشاركاتها التي بدأت في اولمبياد لوس انجليس عام 1984، قوامها 32 رياضيا ورياضية حقق معظمهم ارقاما تأهيلية في 7 العاب هي: كرة القدم، العاب القوى، الالواح الشراعية، الرماية، السباحة، رفع الاثقال والجودو.
ورغم العدد الكبير من الرياضيين المشاركين، فان الامارات تعول فقط على الرماية لتكرار الانجاز الذي حققه الشيخ احمد بن حشر آل مكتوم في اولمبياد اثينا 2004، عندما اهدى بلاده ميداليتها الوحيدة بعد فوزه بذهبية مسابقة الدبل تراب.
سيكون احمد بن حشر موجودا مجددا في الاولمبياد، لكن هذه المرة بصفته مدربا لمنتخب الرماية وليس مشاركا في المنافسات، على امل ان يلهم رماة الامارات لتكرار انجازه الذي حققه قبل 8 سنوات. ويمثل الامارات في الرماية ثلاثة رياضيين هم الشيخ سعيد بن مكتوم في منافسات السكيت، الشيخ جمعة بن دلموك (اطباق الحفرة المزدوجة – دبل تراب) وظاهر العرياني (الحفرة – تراب).
المشاركة الرابعة لسعيد بن مكتوم
يشارك الشيخ سعيد بن مكتوم في الاولمبياد للمرة الرابعة على التوالي، وهو يسعى الى تجاوز اخفاقه في دورات سيدني 2000 واثينا 2004 وبكين 2008، معتمدا على النتيجة الجيدة التي حققها بفوزه بذهبية بطولة العالم للسكيت في اكتوبر عام 2011 في مدينة العين الاماراتية.
اما الشيخ جمعة بن دلموك فتأهل الى اولمبياد لندن بفوزه بذهبية بطولة آسيا لمنافسات دبل تراب التي اقيمت في قطر في يناير الماضي، في حين نال ظاهر العرياني المركز الرابع في التراب ضمن البطولة ذاتها.
وسيكون منتخب الامارات لكرة القدم في الواجهة بعدما ضمن مشاركته للمرة الاولى في تاريخه بتصدره المجموعة الآسيوية الثانية المؤهلة الى الاولمبياد والتي ضمت استراليا والعراق واوزبكستان، مع العلم بانه سيكون الممثل الوحيد لمنتخبات عرب آسيا في الالعاب.
مهمة صعبة
ووقعت الامارات في النهائيات ضمن المجموعة الاولى التي تضم بريطانيا الدولة المنظمة والاوروغواي والسنغال. ورغم صعوبة المهمة امام منتخبات قوية تمثل قارات اوروبا واميركا الجنوبية وافريقيا، فان الثقة كبيرة بتخطي المنتخب الاماراتي الذي يطلق عليه لقب “الفريق الحلم” الدور الاول على الاقل، بالنظر الى نوعية اللاعبين الذين يضمهم.
وسبق للجيل الحالي من اللاعبين ان احرز لقب كأس آسيا للشباب عام 2008 في السعودية، كما تأهل الى ربع نهائي مونديال الشباب عام 2009 في مصر، ونال فضية دورة الالعاب الآسيوية في غوانجو 2010 في الصين.
ويستعد المنتخب الاماراتي لاولمبياد لندن بمعسكرين مغلقين في سويسرا، الاول الذي بدأ في 18 يونيو الماضي انتهى، والثاني يتابع حاليا حتى موعد السفر الى لندن في 20 الحالي تأهبا لانطلاق المنافسات.
مشاركة نسائية نوعية
على غرار دورة بكين الاخيرة عام 2008، تشارك الامارات بعنصرين نسائيين هما خديجة محمد الخميس في وزن 75 كلغ (رفع اثقال) والهام بيتي في 1500 م (العاب قوى).
وكان اولمبياد بكين شهد اول حضور نسائي للامارات عبر سمو الشيخة ميثاء بنت محمد بن راشد آل مكتوم في رياضة التايكواندو، والشيخة لطيفة آل مكتوم في الفروسية. ويكتسب الحضور النسائي في اولمبياد لندن اهميته كونه سيكون الاول للامارات في لعبتين لم يسبق لها المشاركة فيهما من قبل، وهما رفع الاثقال والعاب القوى.
تشارك خديجة الخميس بعدما تم اختيارها لتمثيل الامارات لنيلها اكبر عدد من النقاط اثر احتلال منتخب رفع الاثقال للسيدات المركز الخامس في بطولة آسيا التي اقيمت في كوريا الجنوبية، في حين تأهلت بيتي بعد فوزها بذهبية مسافة 1500 م في لقاء الدار البيضاء في 9 يونيو الماضي في المغرب.
كما ستتمثل الامارات للمرة الاولى برياضيين في العاب القوى بعد تأهل محمد عباس مؤخرا للمشاركة في منافسات الوثب الطويل، اثر تحقيقه الرقم المطلوب في البطولة التي اقيمت في بلغاريا في 9 يوليو الحالي.
مشاركة رمزية في الجودو والسباحة
وتعتبر مشاركة الامارات في الجودو والالواح الشراعية والسباحة رمزية ومن اجل اكتساب الخبرة فقط، لصعوبة منافسة رياضييها على احدى الميداليات بوجود ابطال العالم في هذه الالعاب. ويشارك حميد الدرعي في الجودو، وعادل خالد في الشراعية، ومبارك بن بشر في السباحة ببطاقات دعوة.
على خطى ابن حشر
تمنى يوسف السركال النائب الاول لرئيس اللجنة الاولمبية الاماراتية رئيس اتحاد كرة القدم ان “يحذو رياضيو الامارات في مشاركتهم المقبلة في اولمبياد لندن حذو الشيخ احمد بن حشر الذي سبق ان فاز بذهبية تاريخية في اولمبياد اثينا 2004”. ورأى ان “المنافسة لتحقيق ميداليات لن تكون سهلة، الا ان التأهل الى دورة رياضية كبرى مثل الاولمبياد يعد انجازا بحد ذاته ويتطلع اليه كل رياضي في العالم”.
واكد السركال ان “هدف البعثة الاماراتية هو تحقيق انجاز ثان على غرار ما فعله الشيخ احمد بن حشر قبل 8 سنوات، واذا لم يتحقق ذلك فسيكون الهدف بلوغ مراحل متقدمة في اي مشاركة لرياضيينا خلال الاولمبياد”.
واعتبر ان “المنتخب الاولمبي لكرة القدم يمكن الرهان عليه، فهو اثبت جدارته في كل بطولة شارك فيها، ومبني على أسس متينة وتم اعداده خلال سنوات طويلة ومبرمج بطريقة فنية وعلمية جيدة ما اكسبه التجانس المطلوب”.
مشاركة متأخرة
بدأت الامارات مشاركتها في الاولمبياد في لوس انجليس 1984 بعد 4 سنوات من قبول عضويتها في اللجنة الاولمبية الدولية.
تمثلت الامارات بلعبة واحدة هي العاب القوى في المشاركة الاولى، قبل ان تشارك في لعبتي السباحة والدراجات في اولمبياد سيول 1988، وبالسباحة والدراجات والعاب القوى في اولمبياد برشلونة 1992، والسباحة والرماية والدراجات والعاب القوى والبولينغ في اولمبياد اتلانتا 1996، وبالرماية والسباحة والعاب القوى في اولمبياد سيدني عام 2000.
وتعتبر مشاركة الامارات في اولمبياد اثينا عام 2004 تاريخية بعدما شاركت بالعاب الرماية والسباحة والعاب القوى، واهداها الشيخ احمد بن حشر آل مكتوم اول ميدالية بفوزه بذهبية الرماية في الدبل تراب.
شاركت الامارات بسبعة رياضيين في 7 العاب في اولمبياد بكين 2008 دون ان يتمكن اي منهم من تحقيق نتيجة تذكر.
المصدر: البيان