لم يعد الدخول إلى شبكة الإنترنت، واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي حكرا على الشباب في اليمن، بل إن هذا العالم الافتراضي صار يجذب الكثير من الشيوخ، من بينهم زعماء قبائل ومسؤولون كبار في الدولة. وظهرت في الآونة الأخيرة العشرات من الصفحات الخاصة بشيوخ القبائل وقادة عشائريين، فضلا عن رموز الدولة، يتقدمهم الرئيس عبدربه منصور هادي، ووزراء حكومته، إضافة إلى الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.
ويرى سياسيون ومحللون أن اهتمام السياسيين وزعماء العشائر بهذا المجال، يأتي نتيجة التحولات في المجتمع، والواقع الجديد الذي فرضته ثورة 2011، التي قادها الشباب.
ووفق نائب رئيس الدائرة الإعلامية لحزب التجمع اليمني للإصلاح، عدنان العديني، فإن دلالات هذا التوجه هي التعبير عن قلق سياسي، من البقاء خارج الزمن، ومحاولة للإطلالة عبر نوافذ أكثر قدرة على الإلمام والتعريف لدى الآخرين.
وقال إن الأطراف السياسية، التي أطاحتها الثورة، تحاول اختراق الجيل الذي كان سبباً في إطاحتها، للاندماج في الواقع الذي اختطته الثورة، كي تنجو من قدر الغياب والتواري والنسيان.
ويشير الصحافي والناشط على مواقع التواصل الاجتماعي، رياض الأحمدي، إلى أن منشورات السياسيين ـ ممن كان لهم السبق في فتح صفحات خاصة على «فيس بوك» ـ كانت تعد أخباراً يتم تداولها بوسائل الإعلام المختلفة، الأمر الذي دفع آخرين للسعي إلى الانضمام والمنافسة لتحقيق انتشار أكبر.
من جهته، أشار هائل البكالي السكرتير الصحافي للشيخ صادق الأحمر، إلى أن الحراك الاجتماعي داخل هذه المواقع، أجبر السياسيين ومشايخ القبائل على استخدامها، كونها الوسيلة الوحيدة القادرة على جمع كل فئات المجتمع، وإتاحة الفرصة للتواصل مع الرأي العام.وقال إن الثورة اليمنية خلقت رغبة ـ لدى المشايخ والسياسيين ـ في معرفة الأحداث اليومية، ومتابعة ما يستجد، وكسر الحواجز، والتواصل المباشر مع كل فئات المجتمع، بعيدا عن النمط السائد سابقا. واعتبر أن بروز شيوخ القبائل على مواقع التواصل الاجتماعي ظاهرة صحية ذات دلالة كبيرة.
المصدر: الامارات اليوم عن صحيفة «الصحوة نت» اليمنية