قال رئيس مبادرة السكتة الدماغية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، استشاري طب الأعصاب أخصائي السكتة الدماغية بمستشفى راشد، الدكتور سهيل عبدالله الركن، إن هناك 7000 مصاب بالسكتة الدماغية سنوياً في الإمارات، بمعدل شخص كل ساعة، ومن مسبباتها ارتفاع ضغط الدم، والسكري، والسمنة، والتدخين، مؤكداً ضرورة بناء مزيد من المراكز المختصة في علاج السكتة، وتوعية المجتمع بأعراضها، خصوصاً أن هناك أفراداً لايزالون يتعاملون مع حالات الإصابة باعتبارها أعراض سحر وحسد وصرع.
وتفصيلاً، ذكر الركن، لـ«الإمارات اليوم»، أن السكتة الدماغية تعد من أخطر الأمراض، رغم وجود أدوية حديثة تسهم في علاج أو تقليل مضاعفاتها، لافتاً إلى أنها المسبب الأول للإعاقة لدى البالغين، وكانت السبب الأول للوفاة في العالم عام 2004.
وشرح، على هامش مؤتمر صحافي عقد في اسطنبول للإعلان عن برنامج شامل لإدارة السكتة الدماغية في المنطقة تتبناه أكاديمية بوهرنجر إنجلهايم، إن هناك مسببات رئيسة للسكتة، أبرزها ارتفاع ضغط الدم، الذي يعانيه ثلث المجتمع الإماراتي، ونصف هذا الثلث لم يتم تشخيص المرض لديهم، أي أنهم مصابون بالضغط ولا يتلقون علاجاً.
وتابع أن السبب الثاني هو ارتفاع السكري في الدم، وتراوح نسبة الإصابة به بين المواطنين بين 19% و20%، ثم مرض الارتجاب الأذيني الذي يشخص ويعالج أحياناً بطريقة خاطئة، مشيراً إلى أن التدخين يعد من أبرز أسباب الإصابة بالسكتة الدماغية، إذ يتسبب في انسداد الشرايين، وبالتالي لا يتدفق الدم بشكل طبيعي إلى المخ، كما حذر من اندفاع الكثيرين في المجتمع على تدخين التبغ بأنواعه المختلفة.
يشار إلى أن «الإمارات اليوم» حذرت من انتشار تدخين المدواخ بين فئات عمرية مختلفة، في ظل تقرير دولي لمنظمة الصحة العاليمة يفيد بأن نسبة من يتعاطون التبغ في الإمارات «المدواخ أو الشيشة» تراوح من 27% بين الذكور و2.4% بين الإناث.
وأوضح الركن أن هناك مظاهر معينة تدل على الإصابة بالسكتة، تشمل عسراً في النطق أو الفهم، وارتخاء في جانب من الوجه، وضعف الذراعين، مؤكداً أن الحل الوحيد في هذه الحالات هو الاتصال مباشرة بالطوارئ 999، وعدم إعطاء المصاب إسبرين أو أي أدوية أخرى.
وأشار إلى أن الإشكاليات الحالية في مكافحة السكتة الدماغية بالدولة، تتمثل في عدم وجود عدد كافٍ من المراكز المختصة، إذ يتوافر مركز في مستشفى راشد في دبي، ووحدة أخرى أنشئت وباشرت عملها أخيراً في العين، ومن المقرر حسب المبادرة التي انطلقت من دبي لمواجهة هذا الخطر على مستوى المنطقة أن يتم إنشاء ثلاثة مراكز أخرى في الدولة، و17 مركزاً في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وأشار إلى أن من الإشكاليات أيضاً نقص التوعية المجتمعية، إذ لايزال أشخاص يجهلون أعرض الإصابة بالسكتة الدماغية، ويعتبرونها نوعاً من الحسد أو السحر أو الصرع، ويضيعون الوقت في إعطاء المصاب مشروبات سكرية، أو التعامل معه بشكل بدائي، ما يؤدي إلى تلف ملايين من خلايا مخه، موضحاً أن نحو 80 مليون خلية تموت خلال 90 دقيقة فقط.
وحول درجة الاستجابة للسكتة الدماغية على مستوى أجهزة الطوارئ، قال الركن، إن إسعاف دبي يعد الأفضل من نوعه على مستوى الشرق الأوسط، حيث تم تدريب أفراده على كيفية التعرف إلى أعراض المرض، وهناك حالة لزوجة طبيب من جنسية دولة خليجية أصيبت بالسكتة الدماغية أثناء وجودها في فندق على أطراف دبي، وطلب زوجها من الإسعاف نقلها إلى أفضل مستشفى خاص، لكن الإسعاف أصر على نقلها إلى مستشفى راشد، لأن به وحدة مختصة، وبالفعل تم إنقاذها باحترافية رجال الإسعاف.
الساعة الذهبية
قال رئيس مبادرة السكتة الدماغية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الدكتور سهيل عبدالله الركن، إن المبادرة انطلقت من دبي، إذ أنشئت أول وحدة معتمدة لعلاجها خارج أوروبا، ومنذ ذلك الحين حدث انخفاض حاد في مضاعفات المرض، وساعد ذلك بقدر كبير في تقليل مؤشر الوفاة الناتجة عنه.
وأفاد بأن الهدف من المبادرة التي تبنتها مؤسسة بوهرنجر إنجلهايم، التقليل المستمر من الساعة الذهبية، وتمثل الفاصل الزمني بين استقبال المريض في المستشفى وبدء العلاج، وتمكين ممارسي الرعاية الصحية من أطباء وممرضين من المعرفة العلمية التقنية لبرنامج وحدة السكتة الدماغية، ودعم جودة الرعاية والمرافق من خلال اعتماد الوحدات المتخصصة وأحدث المواد العلمية.
المصدر: الإمارات اليوم