حاصل على درجة الدكتوراه في علم الاجتماع الجنائي - جامعة مانشستر عام 1996. خلال عامي 1997 و 1998عمل رئيساً لقسم المحليات في مؤسسة البيان للصحافة والطباعة والنشر. شغل منصب رئيس قسم البحوث والتخطيط بمؤسسة " البيان " للصحافة خلال الفترة من 1999الى 2002. من مؤلفاته: "في رحاب الإمام الشافعي" و "في رحاب الإمام أحمد" و"الخليج رؤى مستقبلية".
بعد انتخاب السيسي يبدأ العمل الذي يؤسس لمرحلة مختلفة عن كل ما جرى في الماضي القريب والبعيد، نريد لمصر النهضة الحقيقية التي توفر لها استحقاقات المستقبل ومتطلبات الحاضر.
نهضة مصر من نهضة العرب بهذا جاء السيسي إلى سدة الحكم وفق إرادة الشعب الحرة في اختياره الاستقرار بدل الفوضى غير الخلاقة، والأمن بدل التطرف وعنفه وإرهابه.
مصر اليوم حسمت أمرها في العودة إلى قلب كل عربي وبصر كل غيور على حصانته ضد الاختطاف مرة أخرى، مصر اليوم لابد أن تصبح غير الأمس الذي عانت فيه ويلات التجاذب بين أطراف الصراع الذي كاد يودي بمصر الحضارة والدولة في آن واحد.
يقول أحدهم إننا شعرنا يوم التنصيب بعودة الحس القومي إلى مشاعرنا التي كادت تتبلد بفعل موجات اليأس والقنوط من عودة مصر إلى أحضان مستحقيها.
على رغم تراكم حجم المشكلات في العالم العربي وخاصة في البلدان التي لا زالت تدفع ثمناً باهظاً لنتاج «ربيع عربي» بمقاييس بالية لم تكن مخرجاته ولا تغذيته الراجعة بقدر المأمول، إلا أن حجم التركيز على مصر قلب الأمة العربية النابض طغى على كل تلك المآسي التي خرجت من حصار ذلك «الربيع» الخادع.
مصر اليوم في موقع «النموذج» الذي من خلاله تتطلع الأمة إلى مستقبل مختلف عما كان يُكاد لها في الخفاء والعلن، فقد تحررت من أثقال الحمولات الدينية التي أريد من ورائها إلهاب فتنة لا تذر فيها أخضر ولا يابساً، وهي نقطة في غاية الدقة والخطورة لو تركت مصر في يد شريحة أرادت بيعها للمجهول بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيها من الزاهدين.
إننا أمام موقف مهيب وخاصة من قبل دولة الإمارات والسعودية الثقل الثاني في الأمة بعد ثقل مصر الأول عندما أبت إلا أن ترى مصر واقفة على قدميها بعد ما أراد أصحاب فكر الإرهاب والتطرف بتر ساقيها، إلا أن الله سلّمها من ذلك المصير ومن ثم وقوف الأشقاء مع إعادة مصر إلى مكانتها الحقيقية في الأمة جمعاء وليس كدولة مفردة.
المعادلة الصعبة وليست المستحيلة في مصر هي صناعة الرافعة الاقتصادية التي توفر للناس عيشاً كريماً ولقمة هانئة وهي ما لا يمكن تحقيقه إلا بدعم كل سبل الأمن والاستقرار والأمان في البلد بالدرجة الأولى، فلا تنمية بلا أمن في كل مجالات الحياة.
مصر الاستقرار والأمان تُبنى بسواعد أبنائها، وهذا ليس بالضرورة خاضعاً لنمط الديموقراطيات المستوردة، بناء الذات بما يتوافق مع مصلحتها أهم من الشعارات الزائفة التي يذهب بريقها بعد ثوان معدودات من إشعالها.
إن لدى مصر الإمكانات الهائلة وأهمها وعلى رأسها الإنسان القادر على البناء خارج إطار أي أيديولوجية تحاسب الناس على نواياهم قبل أفعالهم، فبانتخاب الشعب للسيسي خرج من هذه العباءة التي أرادت أن تلف أقدامها وتسقطها من سلم المجد والعزة لتعيش مستقبلاً لا يمت إلى الحاضر ولا الماضي بصلة.
مصر هذا العهد الجديد لديها الاستعداد لأن تكون حاضنة العرب جميعاً وقد كانت كذلك لأن لديها حضارة آفاقها رحبة فيها من التسامح ما يسع الجميع، ومن الوئام والانسجام ما يضفي الصفاء على علاقاتها الداخلية والخارجية.
فمصر اليوم عليها أن تعيش عرسها الحقيقي وأن تشعر بأنها ولدت من جديد بعد أن أُزيلت عنها كوابيس الإرهابيين والمتطرفين التي كانت تطارد أحلامها وحلم مستقبلها.
السيسي لم يَعِدْ الشعب المصري بالمعجزات وإنما طلب من الشعب العمل معه لتحقيق المعجزات، فلا يخذلنَّ الشعب اليوم رئيسه المنتخب فيما لا يمكن تحقيقه إلا بتضافر جهود الجميع..
المصدر: الاتحاد