وقع الرئيسان المصري عبدالفتاح السيسي والسوداني عمر البشير ورئيس وزراء إثيوبيا هيلا ميريام ديسالين في الخرطوم، أمس الإثنين، وثيقة إعلان مبادئ بشأن سد “النهضة” الإثيوبي، وسط توقعات بأن يكون هذا الاتفاق مؤشراً قوياً على مرحلة جديدة من التعاون بشأن تقاسم مياه النيل .
ودعا السيسي في كلمة ألقاها خلال جلسة إعلان مبادئ اتفاق سد النهضة بين مصر وإثيوبيا والسودان إلى جعل نهر النيل محوراً للتعاون والإخاء والتنمية والرخاء . وأضاف إن شعوب الدول الثلاث ينتظرها “مستقبل واعد” من خلال الخطوة الأولى لتحقيق التقارب والتفاهم والمصالح المشتركة وذلك من خلال التوقيع على اتفاق المبادئ الخاص بالتعاون بين مصر وإثيوبيا والسودان حول مشروع سد النهضة .
وأكد السيسي، الذي وصل أمس إلى أديس أبابا أن “سد النهضة يمثل باعثاً على التنمية من خلال انتاج الطاقة النظيفة والمستدامة للملايين من مواطني إثيوبيا بينما يمثل لأشقائهم على ضفاف ذات النيل في مصر والذين يساوونهم في العدد تقريباً هاجساً ومبعث قلق لأن النيل مصدرهم الوحيد للمياه بل للحياة” . وأشار إلى أن “استخدامات مصر من مياه نهر النيل تقدر ب55 مليار متر مكعب من المياه سنويا وفي إقليم يتميز بالجفاف الشديد ولا تتساقط عليه الأمطار وهي ذات الاستخدامات التي استمرت مصر في الاعتماد عليها على مدار عقود طويلة رغم تضاعف عدد سكانها وتزايد احتياجاته التنموية”، وأكد التزام مصر بالتعاون مع إثيوبيا والسودان .
من جهته قال البشير في كلمة مماثلة أنه بالتوقيع على “الاتفاقية التاريخية بشأن إعلان المبادئ حول سد النهضة الإثيوبي نكون قد خطونا خطوات مباركة في طريق إرساء الدعائم الراسخة للتعاون بين شعوب دول حوض النيل الشرقي بما ينعكس إيجاباً على توفير الأمن والاستقرار وزيادة التعاون الاقتصادي وتحقيق الرفاهية للمواطن بهذه الدول” . من ناحيته أكد رئيس وزراء إثيوبيا في كلمته أن مياه النيل تشكل مصدراً مهماً للحياة للدول التي تعيش على ضفتيه مضيفاً أن “دول حوض النيل مرتبطة وتعتبر عائلة واحدة لهذا النيل فالنيل مصدر حياة وأساس جوهري لهذه الدول، كما أن بلاده تسعى لتحقيق التنمية من خلال الاستفادة من مياه النيل” . (وكالات)
القاهرة: 9 إيجابيات للدول الثلاث من اتفاق المبادئ
القاهرة – “الخليج”:
أصدرت وزارة الخارجية المصرية أمس بيانا، من الخرطوم، عددت فيه الإيجابيات التي تعود على مصر والسودان وإثيوبيا من توقيع “وثيقة إعلان المبادئ” الخاص بسد النهضة وتنظيم التعاون في مياه النيل، وذكرت الوزارة 9 نقاط إيجابية للوثيقة، التي وقع عليها أمس في الخرطوم، رؤساء الدول الثلاثة، وهي:
1- المقارنة الدقيقة بين وضع مصر قبل التوقيع على إعلان المبادئ وبعده، تٌشير إلى أن إعلان المبادئ جاء في توقيت مهم لإزالة حالة القلق والتوتر التي خيمت على العلاقات المصرية الإثيوبية نتيجة الخلافات حول موضوع سد النهضة، وذلك من خلال توفير أرضية صلبة لالتزامات وتعهدات تضمن التوصل إلى اتفاق كامل بين مصر وإثيوبيا والسودان حول أسلوب وقواعد ملء خزان السد وتشغيله السنوي بعد انتهاء الدراسات المشتركة الجاري إعدادها .
2- إن الاتفاق يتضمن عشرة مبادئ أساسية تحفظ في مجملها الحقوق والمصالح المائية المصرية، وتتسق مع القواعد العامة في مبادئ القانون الدولي الحاكمة للتعامل مع الأنهار الدولية . وتشمل تلك المبادئ: مبدأ التعاون، التنمية والتكامل الاقتصادي، التعهد بعدم إحداث ضرر ذي شأن لأي دولة، الاستخدام المنصف والعادل للمياه، التعاون في عملية الملء الأول لخزان السد وتشغيله السنوي، مبدأ بناء الثقة، ومبدأ تبادل المعلومات والبيانات، ومبدأ أمان السد، ومبدأ احترام السيادة ووحدة أراضي الدولة، وأخيراً مبدأ الحل السلمي للنزاعات .
3- الإيجابية الرئيسية التي يمنحها اتفاق المبادئ، هو أنه نجح في سد الثغرات التي كانت قائمة في المسار الفني، وأهمها التأكيد على احترام إثيوبيا لنتائج الدراسات المزمع إتمامها، وتعهد الدول الثلاث بالتوصل إلى اتفاق حول قواعد ملء خزان السد وتشغيله السنوي في ضوء نتائج الدراسات، فضلاً عن إنشاء آلية تنسيقية دائمة من الدول الثلاث للتعاون في عملية تشغيل السدود بشكل يضمن عدم الإضرار بمصالح دول المصب .
4- يؤسس الاتفاق، ولأول مرة، لمرحلة جديدة من التعاون والتنسيق في ما يتعلق بتشغيل السدود في الدول الثلاث، وهي خطوة في غاية الأهمية وكان هناك احتياج لها على مدار السنوات الماضية، وخلال السنوات المقبلة نتيجة الخطط المستقبلية لإقامة السدود في كل من إثيوبيا والسودان .
5- إن الاتفاق يتضمن للمرة الأولى آلية لتسوية النزاعات بين مصر وإثيوبيا، من ضمنها التشاور والتفاوض والوساطة والتوفيق، وكلها أدوات نص عليها القانون الدولي لتسوية أي خلافات قد تطرأ حول تفسير أو تطبيق بعض نصوص الاتفاق . ويعكس القبول الإثيوبي لهذا المبدأ قدراً كبيراً من الثقة والشفافية في العلاقة مع مصر لم تكن موجودة من قبل، ونجاحاً حققته مصر في التقارب الحقيقي والعملي مع إثيوبيا .
6- من الأهمية أن نُشير أيضا إلى مسار العلاقات الثنائية بين مصر وإثيوبيا، ومدى تأثره إيجاباً أو سلباً باتفاق إعلان المبادئ، فالمؤكد أنه منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة مصر، فإن هناك توجهاً استراتيجياً مصرياً جديداً تجاه القارة الإفريقية، لا سيما دول حوض النيل، وفي مقدمتها إثيوبيا، ومن هنا، فإن أي تحليل دقيق لتلك الخطوة، لا بد أن يرى فيها عنصر الإيجابية الرئيسي المتمثل في ترسيخ قاعدة بناء الثقة بين البلدين على أسس صلبة وقوية .
7- إن تجارب التعاون بين الدول المشتركة في أحواض الأنهار الدولية على مستوى العالم، قد أثبتت أن الأسلوب الوحيد لتحقيق المكاسب المشتركة وتجنب الإضرار بمصلحة أي طرف هو الحوار، والبناء التدريجي للثقة، والتفهم لاحتياجات دول المنبع ودول المصب، وترجمة كل ذلك في وثائق قانونية مُلزمة لا تترك مجالاً للتأويل أو التنصل مما فيها من حقوق والتزامات .
8- إن الجهد الواضح والكبير الذي قامت به الدولة المصرية ممثلة في اللجنة العليا لمياه النيل، في إعداد تلك الوثيقة والتفاوض عليها بتوجيه من السيد الرئيس، يعكس أسلوباً جديداً تتعامل به الحكومة المصرية وأجهزتها المعنية مع القضايا ذات الأهمية الخاصة للأمن القومي، ورؤية شاملة تقوم على الاستفادة من عناصر القوة المصرية، وتوزيع الأدوار، والتنسيق، والقيادة الحكيمة التي تنظر إلى الأمور بنظرة شاملة ومستقبلية .
9- إن إعلان المبادئ يعتبر وثيقة توافقية تمثل حلاً وسطاً بين مواقف الأطراف الموقعة عليها، وليست بالضرورة تُحقق الأهداف الكاملة لأي طرف، إلا أنها بلا شك قد حققت مكاسب ما لكل طرف تجعله في وضع أفضل مما كان عليه قبل التوقيع على الوثيقة، ولا شك، أن المكسب الرئيسي الذي تحقق، يتمثل في نجاح دول حوض النيل الشرقي الثلاث (مصر والسودان وإثيوبيا) في وضع اللبنة الأولى لتعاون أكثر مؤسسية واستدامة يتعلق بمياه النيل الشرقي، ومن المنطقي أن يتبع تلك الخطوة انضمام الدولة الرابعة العضو في هذا الإطار وهي دولة جنوب السودان .
قرقاش: السيسي يؤكد دور السياسة والعقل في حل القضايا الكبرى
قال الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي على “تويتر”، إن الرئيس السيسي عبر الاتفاق مع إثيوبيا حول سد النهضة يحقق إنجازاً استراتيجياً، ويؤكد دور السياسة والعقل في حل القضايا الكبرى، هذا هو موقع مصر .
وأضاف تعلمت من الإمارات، أن النجاح عمل جماعي ومشترك وأن الوسطية والمحبة رسالة جديرة بأن نحملها وأن تملأ قلوبنا .
المصدر: الخليج