تستعر المواجهات في منطقة القلمون السورية الحدودية مع لبنان، منذ مطلع الأسبوع، على محور يبرود – رنكوس – عسال الورد، إلا أن شكلها وحجمها لا يوحي بانطلاق المعركة الفعلية التي من المفترض أن تحتدم خلال الساعات المقبلة.
وتتخذ المعارك الحالية منحى «جسّ النبض»، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، على الرغم من تسجيل وقوع عدد كبير من القتلى في صفوف الأطراف المتقاتلة. وبينما تحدث «جيش الفتح»، الذي يضم كل فصائل المعارضة التي تقاتل في القلمون، عن سقوط 60 قتيلا من حزب الله خلال الساعات الماضية، أصدر حزب الله بيانا اعترف فيه بمقتل 3 من عناصره فقط منذ اندلاع المواجهات في القلمون. وجاء في بيان الحزب قوله إن «بعض وسائل الإعلام العربية واللبنانية تصر على إذاعة أخبار كاذبة» حول عدد قتلى حزب الله في مواجهات القلمون القائمة منذ أيام، وتتحدث عن أكثر من 40 قتيلا، واصفا المعلومات بـ«الكاذبة تمامًا ولا أساس لها».
من جهته، نبّه «جيش الفتح» على حسابه على موقع «تويتر» اللبنانيين، إلى أن حزب الله «يريد جرهم إلى حرب ليست حربهم وإنما خططت لها إيران»، لافتا إلى أن الحزب «يستخدم الأراضي اللبنانية ليتسلل من خلف المجاهدين». وأوضح «جيش الفتح» أن حصيلة المعركة حتى الساعة بلغت أكثر من 60 قتيلا وعشرات الجرحى في صفوف حزب الله مقابل 3 قتلى لفصائل المعارضة وجريحين.
يذكر أن حزب الله أعلن بالأمس نجاحه بالسيطرة تماما على كامل المنطقة المحيطة ببلدة عسال الورد وجردها ووصلها بجرد بلدة بريتال اللبنانية. وردّ «جيش الفتح» بالقول إنه «وبعد تسلل حزب الله من جهة لبنان، قام المجاهدون بالانسحاب تكتيكيًا من جرد عسال الورد لصد تسلل العدو واستنزافه من جديد». واستغرب إسماعيل الداراني، عضو مجلس الثورة بريف دمشق، حديث حزب الله عن سيطرته على عسال الورد، مذكرا بأن «قوات المعارضة ما كانت تسيطر أصلاً على المدينة ولا على أي مدينة أخرى في الريف الغربي للقلمون حيث تدور المعارك». وأوضح الداراني أن فصائل المعارضة تتمركز في المناطق الجردية فقط. وقال داراني لـ«الشرق الأوسط» إن حزب الله «مني بهزائم متلاحقة» في اليومين الماضيين، لافتًا إلى أن «جيش الفتح» يركّز هجماته في هذه المرحلة على خطوط إمداد النظام والحزب وحواجز الفريقين، لينتقل في مرحلة لاحقة لحصار المدن استعدادا للسيطرة عليها.
وأشار الداراني إلى أن المعارك تتركز حاليًا على محور الجرود الغربية لبلدة يبرود، والجرود الشمالية لبلدة رنكوس، والجرود الشمالية لعسال الورد. وأضاف أن «الطيران المروحي والحربي لا يغادر سماء القلمون على الإطلاق وهو قصف بالأمس جرود يبرود حيث يتمركز عناصر الجيش الحر».
هذا، واعتبر رامي عبد الرحمن، مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أن لا أهمية استراتيجية للتلال التي سيطر عليها حزب الله في الساعات الماضية في عسال الورد، نافيا تمامًا أن يكون قد سيطر على كامل المنطقة الجردية التي تمتد على 45 كلم.
وأفاد عبد الرحمن في حديث تلفزيوني أن «المعركة الأساسية الكبيرة لم تنطلق بعد في القلمون، ونحن لا نزال بصدد معارك (جس نبض)»، متحدثا عن سقوط 55 قتيلا من قوات النظام في اليومين الماضيين أحدهم مدير مطار عسكري.
وقال ناشطون، يوم أمس، إن كتائب المعارضة السورية في جبال القلمون شنّت «هجومًا واسعًا على عدة نقاط في محيط منطقة جرود في القلمون الشرقي؛ حيث تمكن الثوار من السيطرة على الأوتوستراد الدولي بين بلدتي قلدون ومعلولا». وأشاروا إلى أنّه ومع «تواصل المعارك بين كتائب الثوار وقوات نظام الأسد المدعومة بعناصر حزب الله في مناطق جبال القلمون الغربية بريف دمشق، سيطر الثوار على عدة نقاط جديدة في محيط قريتي الجبّة وعسال الورد بعد اشتباكات أدت إلى مقتل 6 عناصر من الحزب وقوات النظام». كما تصدت الفصائل المعارضة، بحسب الناشطين، لـ«محاولة حزب الله التسلل من جرد بلدة نحلة اللبنانية إلى بلدات القلمون، مما أسفر عن مقتل عدد منهم».
وتحدث «مكتب أخبار سوريا» عن أن فصائل تابعة للمعارضة السورية شنّت هجومًا، ليل الخميس – الجمعة، استهدف مواقع للقوات النظامية في منطقة القلمون الشرقي بريف دمشق الشمالي، كما هاجمت سيارةً تقل جنودًا على الطريق الدولي قرب بلدة معلولا. وبالتزامن، أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» في لبنان، يوم أمس، عن سقوط صاروخ بين بلدتي الطيبة وبريتال اللبنانية في أراض زراعية مصدره السلسلة الشرقية من دون تسجيل إصابات.
المصدر: بيروت: «الشرق الأوسط»