تستعدّ جزيرة السعديات لاستقبال مركز “دي أن أيه للطب التكاملي والاستشفاء”، المتخصص في علاج المرضى على ضوء خلفياتهم الجينية، في الوقت الذي تعتزم فيه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، التفاوض مع مركز أميركي مشهور للغرض نفسه، بحسب مبارك النعيمي، مدير الترويج والمكاتب الخارجية في الهيئة.
وأشار النعيمي إلى أن احتضان المركز يعدّ جزءاً من رؤية لتحويل العاصمة أبوظبي مركزاً للسياحة العلاجية والصّحة على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
ونوه النعيمي إلى قائمة من المستشفيات المعروفة الراغبة في نقل خدماتها لأبوظبي للعمل في السياحة العلاجية، فيما يتطلع العديد منها للعمل في جزيرة مثل السعديات، أملاً في تعزيز تجربة مرضاها، لا سيما وأن الجزيرة تمثل الموقع المثالي المنشود.
وأعرب مدير الترويج والمكاتب الخارجية في الهيئة عن ترحيبه بمثل هذه المستشفيات، بالنظر إلى مدى الطلب الكبير على العلاج الطبيعي والبديل والطب التكاملي وجراحة العظام.
واعتبر النعيمي أن مركز “دي أن أيه” يمثل الخطوة الأولى نحو تحويل الرؤية إلى واقع ملموس، حيث يقوم المركز بالكشف على المرضى من واقع الخلفية الجينية حتى قبل وصولهم إليه.
وأرجع النعيمي اختيار السعديات إلى بعدها عن زخم المدينة، الأمر الذي يساعد في سرعة استشفاء المريض، مع خطط للمركز لجذب مواطني مجلس التعاون الخليجي والتوسع تدريجياً في باقي المناطق.
وأضاف مدير الترويج في “أبوظبي للسياحة” أن للمرضى الاستمتاع بالشاطئ، حيث تهدف الهيئة لتلقي المراجعين علاجاً ذا جودة عالية، واستكشاف الإمارة، الأمر الذي يخلّصهم من مفهوم المريض الذي يلازم الفراش في إحدى المستشفيات.
وتتضمن خطط الهيئة طويلة المدى، حسب النعيمي، منح تأشيرات دخول للسياحة العلاجية تكفل فيها المستشفيات مرضاها القادمون بغرض إجراء عمليات كبيرة، فيما يرسل المريض، قبيل قدومه، تقريراً طبياً لهيئة الجوازات والهجرة حتّى يتسنى للمستشفى كفالته ، لكنّ مدير الترويج في الهيئة قال إن تلك الشروط لا تنطبق على مواطني دول مجلس التعاون الخليجي.
من ناحيته، أوضح الدكتور نسيم أشرف مستشار الطبّ التكاملي في “دي أن أيه للصحة” الشركة الأمّ، بأن المركز يقدّم الطب الوظيفي الذي يسمح للأطباء بالتعرف إلى سبب الحالة بدلاً من الحالة نفسها.
وقال إنه يتم سحب عينات الدم عبر عدد من النقاط المنتشرة حول العالم، ومن ثمّ فحصه؛ للتوصّل إلى مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة التي تتضمن داء السكر والسمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية وغيرها.
وتحدّث أشرف عن قياس عمر المرضى فيزيائياً، موضحاً أن الأطباء يحدّدون عمر المريض الفيزيائي الذي يتم التوصل إليه من خلال حساب تورّم الجلد وتكلّس القلب وكثافة العظم، إضافة إلى أشياء أخرى.
ولفت إلى أن هذه القياسات تخضع لحساب سنوي لمعرفة ما إذا كان المريض يتقدّم في السنّ بصورة معقولة أم سريعة.
ونوه مستشار الطبّ التكاملي إلى أن التجانس الطبي والوقت الذي يمضيه المريض مع الأطباء والخطط الموضوعة للعلاج، تعمل مجتمعة على إيجاد رعاية طبيّة متميزة، فيما يُمضي المريض 6 ساعات على الأقل، في الفحوص.
بالمقابل، يُمضي المريض 30 دقيقة مع الأطباء لتشخيص حالتهم في المراجعات الاعتيادية في المستشفيات الأخرى، حيث يشير المريض إلى الأعراض التي يجدها، ليتناولها كل طبيب حسب مفهومه، على خلاف الطب التكميلي أو الجيني.
وتابع أشرف “يتمّ وضع خطة عمل للعلاج، اعتماداً على النتائج التي تم التوصل إليها بعد أن أمضى المريض 90 دقيقة في الاستشارة الطبية مع فريق من الأطباء، يتضمن أطباء العلاج الباطني، وتقويم العمود الفقري، واستشاري الطب التكاملي.
في هذه الأثناء، يعمل أخصائي التغذية مع الطباخ المسؤول في فندق المريض لتجهيز الوجبات حسب ما تتطلبه صحته، بحسب نسيم أشرف مستشار الطبّ التكاملي.
وقال أشرف: “يمكن للمريض اختيار الحزمة التي تناسبه يومين أو أربعة أيام تتضمن الإقامة في فندق “بارك حياة” القريب، أو “أس تي ريجيز”، بينما تتوافر حزمة 3 أشهر، يقوم المريض خلالها بزيارة المركز كل أسبوعين.
وعن الأسعار، أوضح أن أقلّ حزمة تبدأ من 28 ألف درهم لا تشمل التأمين، كما هو الحال في معظم أنواع الطب الوقائي.
نقلاً عن: ذي ناشونال
المصدر: جريدة الاتحاد