تظاهرة ثقافية سنوية تنتظرها العاصمة السعودية للوقوف على أبرز الأقلام الروائية والأدبية تحت سقف واحد، وذلك في معرض الرياض الدولي للكتاب 2015، الذي رفع ستاره أمس الدكتور عادل الطريفي وزير الثقافة والإعلام السعودي تحت عنوان «الكتاب.. تعايش»، وذلك بعد أن استوفت دور النشر المشاركة في المعرض جميع المعايير المؤهلة لمشاركتها لهذا العام، التي وصل عددها إلى 915 دار نشر، لطرح إصداراتها بين أيدي المهتمين بالشأن الثقافي.
من جهته، أكد الدكتور عادل الطريفي وزير الثقافة والإعلام، في كلمته الاستفتاحية في معرض الرياض الدولي للكتاب أمس، أن هذا المعرض جاء مواكبا للتطور التقني بكل مساراته وملبيا لتطلعات القراء ومجسدا لعنوان هذه الدورة «الكتاب.. تعايش»، في مرحلة تسود فيها تيارات العنف والإرهاب التي تتحدى الأمن والاستقرار وتستلزم جهود مثقفي العالم للوقوف في وجهها.
وقال وزير الثقافة والإعلام: «إن محتوى المعرض لهذا العام يحمل عناوين جديدة ومؤلفين جددا وإنتاجا علميا ومعرفيا ورقيا كان أو إلكترونيا، في الوقت الذي اعتاد المعرض كل عام على تكريم المبدعين والمتميزين في الحقول الثقافية والفنية، كما يأتي تكريم أصحاب المتاحف الخاصة والذين أمضوا أوقاتا طويلة في جمع وصون التراث، لا سيما الكتب والمخطوطات»، مهنئا المؤلفين الذين فازوا بجائزة الوزارة، متمنيا لجميع الكتاب والمؤلفين المزيد من التألق والإضافة المعرفية.
واعتبر الدكتور الطريفي أن استضافة جمهورية جنوب أفريقيا في هذه الدورة كضيف شرف لمعرض الرياض الدولي للكتاب سيكون «مصدر ثقافة وحوار بما تتميز به من تداخل مع مختلف الثقافات والأديان، الأمر الذي يشكل إضافة للمعرض».
من جانبه، أكد الدكتور ناصر الحجيلان وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية المشرف العام على معرض الرياض الدولي للكتاب، أن المعرض خلال هذا العام جمع بين أرجائه الناشرين والمبدعين والقراء في تواصل علمي ثقافي فريد، عماده الكتاب ورقيا كان أو إلكترونيا، مشيرا إلى سعي المعرض لهذا العام إلى الحفاظ على إنجازاته التي تحققت في الدورات الماضية وتعزيزها، مع إدخال بعض الجوانب التطويرية التي سيراها الزوار والتي من شأنها الارتقاء بالخدمات التي تقدم للناشر والمؤلف والقارئ.
وقال الحجيلان: «اتخذ المعرض هذا العام من عبارة (الكتاب.. تعايش) شعارا له تمحور حوله كثير من الفعاليات الثقافية والأدبية المصاحبة ليكون الكتاب مصدرا للتواصل بين الشعوب ووسيلة متميزة يتعرف من خلالها بعضهم على بعض، في احترام كامل ترسخه قيم إنسانية نبيلة مشتركة تحكم العقل والمنطق وتناهض الجهل والعداء».
وأضاف وكيل الوزارة: «المعرض هذا العام يطلعنا على تجربة حضارية وثقافية مميزة، عمادها التنوع والتعدد والثراء الفكري والتعايش الاجتماعي، متمثلة بجمهورية جنوب أفريقيا كضيف شرف لمعرض الرياض الدولي للكتاب الذي سيثري حضورها، سواء في الجناح المخصص لها أو في البرنامج الثقافي، كونها استحقت وبجدارة أن تكون نقطة التقاء بين أبناء البشرية جمعاء، واستطاعت أن ترفد الثقافة العالمية بآدابها وفنونها المختلفة بأعمال أدبية وفكرية استحقت نيل أكبر الجوائز العالمية كجائزة نوبل للآداب».
وعن الإضافات الجديدة لهذا العام، أوضح الدكتور الحجيلان أن هذا العام استُحدث ركن بعنوان «في ذكرى الراحلين»، وهو مخصص لأولئك المؤلفين من «الأدباء والمفكرين والعلماء الذين لهم مؤلفات مطبوعة وكانوا معنا في العام الماضي ثم انتقلوا إلى جوار ربهم، إذ تركت آثارهم العلمية ذكرى خالدة تنتفع بها الأجيال من خلال بحوثهم ومقالاتهم وكتبهم»، مشيرا إلى أن المعرض سيضم السيرة الذاتية للراحلين وصورا من مؤلفاتهم في دلالة رمزية على بقاء ذكراهم والإعلاء من شأنهم وتقديرا لجهودهم في حياتهم التي عمروها بالعمل والاجتهاد.
وأكد أن هذا العام سيشهد تطورا ملحوظا في عدد من الجوانب، لا سيما بعد التعامل مع المقترحات والرؤى والأفكار التي تقدموا بجزء منها عقب الدورة السابقة من المعرض، مبرزا أهم التطورات في نسخة هذا العام، والمتضمنة زيادة عدد منصات التوقيع، واستحداث ركن بعنوان «ذكرى الراحلين»، إلى جانب اعتماد تكريم دارَي نشر في ختام الفعالية، إحداهما سعودية وأخرى عربية، وفق معايير محددة تشمل التنوع، ومدى إسهامها في خدمة المجتمع، لافتا إلى أن التجديد هذا العام راعى التوسع في ما يتعلق بثقافة الطفل، إذ خصص مجموعة من ورش العمل والتدريب والمحاضرات التعليمية والتثقيفية من متخصصين في هذا المجال.
الرياض: بندر الشريدة – الشرق الأوسط