أحرزت قوات النظام السوري، أمس، مزيداً من التقدم شرقي حلب، بعدما سيطرت على «حي الشيخ سعيد» وانسحب مقاتلو المعارضة من ستة أحياء كانت لا تزال تحت سيطرتهم جنوب شرقي المدينة، وفق ما ذكر المرصد السوري، مشيراً إلى «انهيار كامل» في صفوف الفصائل مع وصول المعركة إلى نهاياتها، فيما قتل 52 مدنياً على الأقل بينهم 16 طفلاً جرّاء غارات لم يعرف إذا كانت سورية أم روسية استهدفت بلدات عدة تحت سيطرة الإرهابيين في محافظة حماة وسط سوريا.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «انسحب مقاتلو الفصائل، بعد ظهر أمس، بشكل كامل من أحياء بستان القصر والكلاسة وكرم الدعدع والفردوس والجلوم وجسر الحج». ويأتي هذا الانسحاب بعد ساعات على سيطرة قوات النظام على حيي «الشيخ سعيد» و«الصالحين» بعد ليلة تخللها قصف كثيف. وتحدث عبد الرحمن عن «انهيار كامل» في صفوف المقاتلين مع وصول «معركة حلب إلى نهايتها»، معتبراً أن سيطرة قوات النظام على أحياء المعارضة باتت «مسألة وقت وليس أكثر». وباتت الفصائل تسيطر عملياً على حيين رئيسيين، هما: «السكري» و«المشهد»، عدا عن أحياء أخرى صغيرة. وتحدث المرصد عن «وجود جثث في الشوارع لا تعرف هوية أصحابها في تلك الأحياء». وقال شهود عيان في حي المشهد، إن الحي يشهد اكتظاظاً كبيراً بعد نزوح مدنيين من أحياء أخرى إليه مع تقدم الجيش، دون أن يتمكنوا من إحضار أي شيء معهم من منازلهم. وبين المدنيين الذين لا يعرفون إلى أين سيذهبون، عدد كبير من النساء والأطفال الخائفين، الذين يبحثون عن رغيف خبز. وقد افترش بعضهم الأرض، فيما ينام آخرون وبينهم نساء على الحقائب أو يدخلون إلى المحال التجارية للاحتماء والنوم داخلها. وقال عبد الرحمن: «تمكن أكثر من عشرة آلاف مدني من النزوح من الأحياء التي لا تزال تحت سيطرة مقاتلي الفصائل في حلب إلى القسم الغربي خلال ال24 ساعة الأخيرة». وبحسب عبد الرحمن، فإن «بعض الأحياء التي لا تزال تحت سيطرة الفصائل، باتت خالية تماماً من السكان».
ونقلت وكالات أنباء روسية عن بيان رسمي لوزارة الدفاع الروسية قوله، أمس، إن قوات الحكومة السورية تسيطر على أكثر من 95 في المئة من حلب. وقالت الوزارة للصحفيين إنه منذ بدء المعركة استسلم أكثر من 2200 من مقاتلي المعارضة وغادر مئة ألف مدني شرق حلب التي كانت من قبل واقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة. وكانت وزارة الدفاع الروسية ذكرت أن 728 شخصاً من المعارضة المسلحة سلموا أسلحتهم خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، وانتقلوا إلى غرب حلب.
في غضون ذلك، أفاد عبد الرحمن «بمقتل 52 مدنياً بينهم 16 طفلاً وثماني نساء جراء غارات لم يعرف إذا كانت سورية أم روسية، على بلدة عقيربات وريفها تحت سيطرة تنظيم «داعش» في ريف حماة الشرقي». وأشار إلى «تسجيل عشرات حالات الاختناق» جراء هذه الغارات دون أن يتمكن من تحديد صحة ادعاءات السكان عن استخدام غازات سامة. وبحسب المرصد، فإن «عدد القتلى مرشح للارتفاع لوجود مصابين بحالات خطرة ونقص القدرات الطبية لإنقاذ بعض هذه الحالات». (وكالات)
المصدر: الخليج