فتح الفرنسيون أعينهم، مطلع العام الجديد، على ثروة مجهولة من السيارات الفخمة التي جمعها صاحبها وتركها معرضة لتقلبات الجو في حديقة مزرعته. ويبلغ عدد السيارات نحوا من 60 سيارة تعود للفترة الواقعة بين ثلاثينات القرن الماضي وسبعيناته. وجاء الاكتشاف عندما أعلنت دار «آركوريال» للمزاد العلني عن بيع هذه المجموعة من السيارات التي يقدر الخبراء أن تصل حصيلة بيعها إلى 16 مليون يورو.
60 سيارة من نوع «بوغاتي» و«مازيراتي» و«فيراري» و«دولاهاي» وغيرها من كبرى العلامات التجارية تعود لمجموعة المقاول وتاجر السيارات روجيه بايون، وُجدت متروكة منذ 50 عاما، تعلوها طبقة كثيفة من الغبار والوحل، مصفوفة تحت تسقيفات معدنية أو نباتية مفتوحة الجوانب، في مزرعة ريفية لصاحبها بمنطقة دوسيفر، وسط غرب البلاد.
ورغم المظهر الخارجي، فإن القائمين على المزاد يؤكدون أن السيارات ما زالت في حالة ممتازة، وكأنها خارجة من المصنع للتو.
وكان بايون قد جمع ثروة من شراء الشاحنات الخردة التي خلفها الجيش الألماني وراءه، بعد هزيمته في الحرب العالمية الثانية، وكذلك الشاحنات التي تركها الجيش الأميركي، واستخدم هيكلها ومحركاتها في صناعة ناقلات مفيدة لشركته للمواصلات، كما كان يؤجرها للمؤسسات وأصحاب المصانع.
وبموازاة تجارته دأب بايون على تكوين مجموعة خاصة به من السيارات النادرة التي تصلح اليوم لأن توضع في المتاحف، وكان هدفه الحفاظ على السيارات الثمينة لفترة ما قبل الحرب، على أمل أن يقيم لها متحفا في ملكيته التي اشتراها لهذا الغرض، غرب فرنسا. ومات الرجل أوائل القرن الحالي دون أن يحقق حلمه. وانتقلت ملكية المجموعة إلى ابنه الذي توفي أخيرا، الأمر الذي فتح الباب أمام بيعها بالمزاد.
يجري المزاد في 6 من الشهر المقبل في أرض المعارض في باريس، بمناسبة التجمع السنوي لهواة السيارات التاريخية. ومن بين السيارات التي تثير المخيلة في المزاد، واحدة من نوع «تالبو لاغو تي 26» تعود لعام 1948. وكذلك سيارة من نوع «فيراري 250 كاليفورنيا» تعود لعام 1961. وبحسب ماتيو لامور، مدير فرع مبيعات السيارات لدى «آركوريال»، فإن سوق هذا النوع من السيارات لم يكن رائجا في زمن بايون، لكن هناك، اليوم، من يتخاطفها ويدور المزادات العالمية للفوز بها. وبضيف أن صاحب المجموعة نجح في حفظ هذه التحف وإنقاذها من أن تنتهي في المكاسر أو ما يُسمى «مقابر السيارات».
يصف لامور اللحظات التي عاشها حين انتقل إلى المزرعة لمعاينة البضاعة. ويقول إنها كانت لحظات سوريالية، فمع كل خطوة كان يرى تحفة وراء تحفة، مهملة في العراء أو تحت سقائف قماشية واهية مربوطة. وكانت المفاجأة كبيرة عندما وجد بين المجموعة واحدة من 3 سيارات فريدة لم يُصنع غيرها، من نوع «مازيراتي A6G غران سبورت» تعود لعام 1956. كما كانت هناك سيارة «فيراري» الشهيرة التي استخدمها الممثل الفرنسي آلان ديلون في فترة من الفترات.
باريس: «الشرق الأوسط»