ضابط في شرطة دبي برتبة مقدم ، حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة سالفورد بالمملكة المتحدة في إدارة التغيير وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية، مهتم في مجال الجودة والتميز المؤسسي ، يعمل حالياً مديراً لمركز أبحاث التميز بالإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي
من أهم أهدافي التي حققتها ــ بفضل من الله ــ في عام 2013 كان التدريس الأكاديمي، الذي أعتبره حلم الطفولة، فقد بدأت تدريس مادة «جودة الأداء الشرطي» للطلبة المرشحين في أكاديمية شرطة دبي. المادة كانت مقدمة مبسطة لإدارة الجودة الشاملة تم تقديمها على شكل حلقات تبتدئ بقصة طموح، وفي الحلقة السادسة بالتحديد تناولنا قصة نجاح الإعلامي الأستاذ عبدالله المديفر، واحتَدَم الحوار بيننا عندما تكلّمتُ عن صفات القادة والفَرْق بين القائد والمدير، وتكتيكات كسب المدير، ثم اختلفنا عند النقطة التي يحبط المدير فيها موظفيه، وهي: «عدم العدل»! الذي يزيد الكلام، ويوسع دائرة الشائعات، ويربك العمل، ويقلل من التحفيز.
وتوقفنا عند مصطلح «مفتاح المدير»، الذي يعرف ماذا يريد المدير، وما الذي يزعجه، وكيف يتم إقناعه.. هو ليس «سوسة» مهمته النّخْر في الخشب، وتوصيل الكلام، ونشر السلبيات، بل العكس تماماً، إنه ساعده الأيمن، وصندوق أسراره، ومستشاره أحياناً.
هذا «المفتاح» ربما يكون موظفاً قيادياً ذكيّاً، أو موظفاً عاديّاً بسيطاً ذا مهارات متواضعة جداً، لكنه «واصل» كما نقول باللهجة الدارجة، ويتقرب الموظفون إليه ليكسبوا ودّ المدير. شخصياً لا أستطيع أن ألوم أي مدير أو قائد على اختياره، فمِن طبيعتنا نحن البشر أن نرتاح لأحد الناس دون سواه، لكنّ اللوم يستيقظ حينما يصبح «المفتاح» متميزاً عن البقية في الواجبات والحقوق، أو حينما يُخِلّ بآداب الصحبة.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: «قال لي أبي: يا بُني، إني أرى أمير المؤمنين يسْتَخْليك، ويستشيرُك، ويقدِّمُك على الأكابرِ من أصحابِ محمد.. وإني أوصيكَ بِخِلالٍ ثلاث: لا تُفشِيَنَّ له سِراً، ولا تُجْرِيَنَّ عليه كذباً، ولا تغتابَنَّ عندَهُ أحداً».
في الختام.. إنني لفخور بتدريس هذه الدفعة رقم (21) التي ستتخرج الأربعاء المقبل، وأنا على يقين بأنني سأبدأ محاضرتي ــ يوماً ما ــ بقصة نجاح أحدهم.. ألف مبروك.
المصدر: الإمارات اليوم