قال الجيش اليمني في وقت مبكّر أمس الجمعة إن مقاتلات التحالف العربي استهدفت مبنى في مدينة تعز (جنوب غرب) كان يتواجد بداخله خبراء تجسس إيرانيون يعملون لصالح ميليشيات الحوثي الانقلابية. وأوضح الجيش في بيان على موقعه الالكتروني أن «غارات التحالف استهدفت مبنى إدارة المخبز الآلي في جولة القصر شرق مدينة تعز» حيث احتدمت المعارك العنيفة منذ أواخر يناير بعد نحو ثلاث سنوات من الصراع، مشيراً إلى أن خبراء تجسس إيرانيين كانوا متواجدين داخل المبنى ويعملون لصالح ميليشيات الحوثي على شبكة الاتصال. كما شنت مقاتلات التحالف العربي ليل الخميس الجمعة سلسلة غارات على مواقع وتجمعات لميليشيات الحوثي في القطاع الشرقي للمدينة، بحسب بيان الجيش الذي ذكر أن القصف طال معسكري الأمن والتشريعات الخاضعين للميليشيات، ومواقع أخرى في جبل أومان وشارع الستين ومحيط تلة السلال.

وتواصلت أمس الجمعة الاشتباكات المتقطعة في العديد من مناطق تعز بين ميليشيات الحوثي وقوات الشرعية المدعومة من التحالف وأطلقت في 25 يناير حملة عسكرية كبيرة لفك الحصار عن المدينة في خطوة تمهد لاستعادة السيطرة على كامل أجزاء المحافظة. وذكرت مصادر عسكرية ميدانية أن مدفعية الجيش الوطني قصفت مساء الجمعة تجمعاً لميليشيات الحوثي في منطقة الكدحة غربي مدينة تعز ما أسفر عن تدمير مركبة عسكرية ومقتل وجرح عدد من عناصر الميليشيا. كما سُجلت اشتباكات بين الطرفين في بلدة حيفان جنوب شرق تعز حيث أفاد سكان محليون بتعرض منازلهم لقصف عشوائي من قبل المتمردين الحوثيين أسفر عن أضرار مادية.

وفي سياق متصل، قصفت ميليشيات الحوثي، أمس، تجمعات سكنية في بلدة ذي ناعم بمحافظة البيضاء (وسط) حيث يخوض الجيش الوطني منذ أسابيع معارك لتحرير المحافظة التي تشهد مقاومة شعبية مستمرة منذ مطلع 2015. وحررت قوات الجيش الوطني المدعومة جواً من التحالف العربي، مساء الخميس، مواقع في جنوب غرب مديرية ناطع الواقعة شمال شرق البيضاء وتسيطر قوات الشرعية على معظم مناطقها وأجزاء واسعة من مديرية نعمان المجاورة. وذكر بيان للجيش أن القوات الحكومية وقوات المقاومة الشعبية الموالية «حررت مواقع شرق شعب ساحة على مشارف منطقة فضحة بمديرية الملاجم»، لافتاً إلى ترتيبات واستعدادات عسكرية لتحرير جبال منطقة فضحة «في القريب العاجل».

وفي محافظة الضالع المجاورة، قتل خمسة متمردين حوثيين، بينهم قيادي ميداني. وأسر أربعة آخرون، مساء الخميس، في كمين للمقاومة الشعبية في مديرية جُبن شمال شرق المحافظة الجنوبية. وقالت مصادر عسكرية ميدانية إن المقاومة الشعبية في مديرية جُبن استهدفت بكمين دورية للميليشيا الحوثية في منطقة جبلية بالمديرية، مضيفة أن الكمين أسفر عن مقتل خمسة من عناصر الميليشيات بينهم القيادي الميداني المكنى «أبو عبدالملك»، إضافة إلى أسر أربعة من عناصر الميليشيا. ويتمركز الحوثيون في مديريتي جُبن ودمت، شمال الضالع، منذ دحرهم من بقية بلدات المحافظة منتصف 2015.

وضبطت قوات الجيش الوطني، أمس الأول، شحنة أسلحة مهربة وتابعة للمتمردين الحوثيين خلال توقفها بنقطة تفتيش بين مديريتي قعطبة والضالع وسط المحافظة.

وقال العقيد طاهر العقلة، قائد الكتيبة السابعة في اللواء 33 مدرع، المرابطة في منطقة سناح شمال مدينة الضالع، إنه تم ضبط شحنة أسلحة كانت مخبأة داخل سيارة تنقل كميات من القات في طريقها إلى مدينة المخا الساحلية والمحررة في غرب محافظة تعز، مشيراً إلى الشحنة المهربة تضم أكثر من 40 مسدسا و2000 طلقة نارية. وأوضح أنه يجري حالياً التحقيق مع سائق السيارة ورفيقه، وهما من أبناء محافظة إب القريبة، لمعرفة الجهة التي تقف وراء عملية تهريب الأسلحة. وقال «لن نسمح لموردي السلاح العبور الى المحافظات المحررة بهذه الطريقة»، لافتاً إلى أن عملية تهريب الأسلحة ظاهرة خطيرة بدأت بالانتشار عبر طرق عدة «إلا أن قوات الجيش الوطني لهم بالمرصاد».

إلى ذلك أعلن الجيش اليمني إسقاط طائرة استطلاع مسيرة، إيرانية الصنع، تابعة للميليشيات الحوثية في بلدة نهم شمال شرق صنعاء حيث تدور معارك ميدانية منذ أواخر 2015. وقال الجيش في بيان إن قواته المرابطة في نهم أسقطت الطائرة المسيرة في منطقة المنارة جنوب غرب نهم، مشيراً إلى إسقاط العديد من الطائرات المسيرة والمصنوعة في إيران، خلال الشهور الماضية في العديد من جبهات القتال في البلاد. وعلى صعيد متصل بالعمليات القتالية في اليمن، حررت قوات الشرعية بغطاء جوي من التحالف، أمس الجمعة، جبلاً استراتيجياً في بلدة كتاف بمحافظة صعدة معقل الحوثيين في أقصى شمال البلاد على حدود السعودية.

وأفادت مصادر ميدانية في الجيش الوطني بصعدة بأن قوات اللواء 103 مشاة حررت بعد اشتباكات مع ميليشيات الحوثي جبل محجوبة بالكامل، وأنها تتقدم حالياً صوب مركز مديرية كتاف والبٌقع في شمال شرق المحافظة. كما هاجمت قوات الشرعية مواقع للميليشيات في جبهة مندبة بمديرية باقم شمالي صعدة حيث شنت مقاتلات التحالف العربي أكثر من عشر غارات على المتمردين خلفت عشرات القتلى والجرحى ودمرت عتاداً عسكرياً لهم.

المصدر: الاتحاد