كاتب - مستشار إعلامي
وسائل التقنية الحديثة تعزز سلوك الثرثرة عند الإنسان. هذا أعطى أجهزة وتطبيقات التواصل النصي والسمعي والبصري الكثير من الرواج.
في اليوتيوب وتويتر وكيك وفيس بوك وأيضا من خلال تطبيقات الدردشات.. إلخ. أنت تجد نفسك أمام تجربتك الشخصية أو تجارب الآخرين، بموازاة فعل ينطوي على تجاوزات قد لا تشعر بها في وقتها. هذا الأمر هو انعكاس للخلط والارتباك الناتج عن الشخصي والعام. أسهمت وسائل التواصل الافتراضية في كسر الحظر الذي كان ولا يزال يتلبس الإنسان عندما يجلس في مكان عام.
عمومية وجودك في موقع للتواصل الاجتماعي، أضفى نوعا من المرونة الوهمية في القيود. هذا أعطى التجاوزات رواجا لا ينتبه له الإنسان.
أنا مضطر لاستعراض نماذج سببت لي إزعاجا خلال الأيام الماضية، وتسببت في جراح لأسر مكلومة.
في حادثة الطفلة لمى الروقي، يرحمها الله، تضمن الهاشتاق الذي يحمل اسمها على تويتر اجتهادات تستغربها من بعض العقلاء، هذه الاجتهادات أسهمت في زيادة الجرح الغائر لدى الأب والأم، واضطر الأب إلى الحديث والتوضيح أكثر من مرة رغم هذا الجرح.
البارحة الأولى في حادثة غرق ست فتيات من أسرة واحدة في رماح، تكرر التجاوز نفسه من أشخاص آخرين. القاسم المشترك بين التجاوزين أن هناك مَن حاول أن يسبغ على الحادثين شبهة جنائية، دون مبرر يرجح كفة هذا الافتراء، بل كان اجتراء وتهورا غير حميد، ولم يكن فيه مراعاة لشعور هاتين الأسرتين. الحق أن الحالتين اللتين استشهدت بهما مجرد عينة من حالات تطاوُل وسوء تقدير تؤكد أن البعض لا يعي المحاذير القانونية فيما يخص التجاوزات.
وبشكل عام، فإن الخلاف في وجهة نظري أمر سائغ، لكن هذا الأمر لا يبرر أن يتحول هذا الخلاف إلى مكايدة فردية وانتقاص واتهامات لا تتكئ على دليل. وعي المرء بحقوقه يجعله في منأى عن هذه التجاوزات. والحقيقة أن التنازل عن حق الشكوى يشجع آخرين على التجاوزات سواء بأسماء وهمية أو صريحة.
المصدر: الاقتصادية