حققت القوات الموالية للحكومة الشرعية في اليمن مدعومة بطيران التحالف العربي بقيادة السعودية، أمس، مكاسب جديدة في المعارك ضد ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية الدائرة في محافظتي لحج وتعز جنوب غرب البلاد. وأكدت مصادر ميدانية في الجيش اليمني والمقاومة الشعبية الموالية لـ«الاتحاد» مقتل 29 على الأقل من عناصر الميليشيات الانقلابية، في غضون 48 ساعة ماضية، في المواجهات الدائرة في بلدتي كرش والمضاربة الحدوديتين مع تعز في شمال محافظة لحج الجنوبية التي استعادت القوات الحكومية السيطرة عليها في أغسطس العام الماضي. وقال مصدر ميداني في المقاومة الجنوبية بلحج، إن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية سيطرت صباح الأربعاء على جبل القمعة الاستراتيجي في شمال كرش، مؤكدا مصرع 10 مسلحين حوثيين خلال الاشتباكات التي انتهت بدحر المتمردين من الجبل بعد شهور من سيطرتهم عليه. وذكر أن قوات الجيش والمقاومة استولت على كميات من الأسلحة والذخائر كانت بحوزة الانقلابيين الذين لاذوا بالفرار على متن مركبات بعضها كانت تقل قتلى ومصابين صوب بلدة الراهدة القريبة في جنوب تعز.
وكان 20 من مسلحي الحوثي قتلوا مطلع الأسبوع الجاري خلال تقدم القوات الموالية للحكومة اليمنية في كرش واستعادة العديد من المواقع الجبلية الاستراتيجية في البلدة التي تعد منفذا بريا حيويا بين شمال وجنوب اليمن. وشدد قائد محور العند وجبهة كرش اللواء فضل حسن، لدى زيارته صباح أمس المقاتلين المرابطين في الخطوط الأمامية، على ضرورة مواصلة التقدم وتطهير بقية المواقع ودحر المعتدي الغازي، مشيرا إلى أن قوات الجيش والمقاومة حررت في الأيام الأخيرة العديد من المناطق أبرزها التبة الحمراء، قرن الذباب، وجبل باصهيب. وأفشلت قوات الحكومة وأنصارها خلال اليومين الماضيين محاولات تقدم للحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي صالح صوب بلدة المضاربة في شمال غرب لحج. وقال قائد المقاومة الجنوبية في المضاربة، عبدربه المحولي، إن الحوثيين والقوات الموالية لهم كثفوا هجماتهم على القرى والمواقع الجنوبية في المناطق الحدودية بين بلدتي المضاربة والوازعية التي تتبع محافظة تعز، مؤكدا أن «المقاومة الجنوبية أفشلت كل محاولات الحوثيين في التقدم صوب المضاربة حيث كبدتهم خسائر كبيرة». وأشار إلى مقتل مسلحين حوثيين وجرح آخرين في الاشتباكات الأخيرة في جبهة المضاربة حيث قصف طيران التحالف العربي أهدافا للانقلابيين في محيط جبال كهبوب الممتدة بين بلدتي المضاربة والوازعية.
وفي سياق متصل، تصدت قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية لمحاولات تسلل للميليشيات الانقلابية لاستعادة مواقع خسرتها مؤخرا في منطقة الضباب جنوب غرب مدينة تعز. وأعلن المجلس العسكري الذي يقود المقاومة المسلحة في تعز مقتل 17 مسلحاً حوثياً وأربعة من عناصر الجيش والمقاومة وجرح عشرات آخرين معظمهم من الانقلابيين في المواجهات المسلحة التي دارت في محيط المدينة منذ الثلاثاء. وقال الناطق باسم المجلس العسكري، العقيد منصور الحساني، لـ«الاتحاد»، إن عشرة حوثيين قتلوا وأسر ثلاثة آخرون خلال محاولتهم التسلل إلى منطقة الجبالي الغربية. إلى ذلك، تواصلت أمس المعارك العنيفة بين قوات الحكومة وميليشيات الانقلاب في بلدة صرواح الواقعة غرب محافظة مأرب (شرق) بالقرب من محافظة صنعاء وعاصمة البلاد. وأفادت مصادر في المقاومة الشعبية بوصول تعزيزات عسكرية للقوات الحكومية إلى صرواح، صباح أمس الأربعاء، قادمة من مدينة مأرب المقر المؤقت لقيادة للجيش اليمني منذ استيلاء الحوثيين على السلطة في صنعاء مطلع فبراير 2015. وذكرت أن إرسال التعزيزات يهدف إلى استكمال تحرير ما تبقى من بلدة صرواح والتقدم نحو بلدة خولان المجاورة والتابعة لمحافظة صنعاء بهدف فتح جبهة جديدة نحو العاصمة مع استمرار القتال في بلدة نهم شمال شرق صنعاء.
وشن طيران التحالف العربي أمس غارات على مواقع وتجمعات للميليشيات الانقلابية في صرواح وخولان ونهم، وقصف معسكر اللواء 63 حرس جمهوري المرابط في منطقة بين دهرة شمال العاصمة. كما استهدفت الغارات مقر الأمن القومي (المخابرات) في منطقة صرف شمال شرق صنعاء، وموقعين في جبل عطان الواقع جنوب غرب العاصمة ويضم معسكر ألوية الصواريخ.
وفي سياق متصل بتحرير العاصمة صنعاء، التقى نائب الرئيس اليمني الفريق الركن علي محسن صالح الأحمر، أمس، بمدينة مأرب عدداً من قادة وأعضاء المجلس الأعلى لمقاومة محافظة صنعاء. وجرى خلال اللقاء مناقشة أوضاع المقاتلين من المقاومة الشعبية وأهمية حشد الجهود لتحرير مديريات محافظة صنعاء التي تطوق العاصمة من جميع الجهات. وثمن الفريق الأحمر التضحيات التي قدمها أبناء محافظة صنعاء ومشاركتهم الفاعلة في مختلف الجبهات، مؤكداً أهمية استكمال دمج أفراد المقاومة ضمن صفوف الجيش والأمن ليتسنى لهم خدمة البلاد بشكل أمثل.
المصدر: الإتحاد