أوقفت قوات جهاز مكافحة الإرهابي العراقية المدربة من قبل الأميركيين، أمس تقدمها المستمر منذ 9 أيام باتجاه الموصل حيث باتت طلائعها على مسافة كيلومترين من الأحياء الشرقية للمدينة، بانتظار مسلحي البشمركة الزاحفين من المحور الشمالي، في حين لا تزال قوات الشرطة الاتحادية على المحور الجنوبي، تبعد نحو 30 كلم عن ضواحي الموصل، وذلك لتنسيق الهجوم واقتحام معقل «داعش». وفيما أكدت بيانات الجيش العراقي أنه تم حتى الآن استعادة 90 قرية وبلدة حول الموصل من «داعش» منذ بدء الهجوم، أفادت مصادر محلية أن نخبة مقاتلي التنظيم الإرهابي (جيش العسرة) أنهت وجودها بشكل مفاجئ على الساحل الأيسر للموصل وانتقلت بثقلها للأزقة القديمة بالساحل الأيمن من المدينة، حيث تنتشر في الأزقة القديمة الضيقة، لاتخاذها ملاذات لقيادات «الدواعش».
وتحدثت تقارير عن وصول نحو ألف مقاتل «داعشي» بينهم 180 انتحارياً، من الرقة إلى الموصل، للمشاركة في عمليات صد القوات العراقية.
وأعلن فصيل بارز في «الحشد الشعبي» أن هذه المليشيا الطائفية «كلفت رسمياً» باستعادة السيطرة على تلعفر على المحور الغربي وقطع الطريق أمام «الدواعش» من الفرار من الموصل باتجاه سوريا.
وفي وقت سابق أمس، أعلن قائد عمليات الأنبار اللواء الركن إبراهيم المحلاوي أن قواته طهرت بالكامل مدينة الرطبة قرب الحدود الأردنية بمحافظة الأنبار، من «داعش». وأضاف اللواء المحلاوي «قواتنا رفعت العلم العراقي فوق مبنى قائمقامية الرطبة»، بينما ذكر مراسل فرانس برس أن القوات العراقية انتشرت في جميع أحياء وأزقة القضاء.
وكان إرهابيو «داعش» شنوا فجر الأحد الماضي، هجوماً مباغتاً على قضاء الرطبة استولوا خلاله على مكتب القائمقام وعدة أحياء بعد اشتباكات بين قوات الأمن والجيش والشرطة، وفقا لمصادر أمنية.
وأرسلت قيادة عمليات الأنبار وعمليات الجزيرة تعزيزات كبيرة على إثر الهجوم. وتحدث المحلاوي عن مقتل 40 إرهابياً، وبالمقابل أصيب 7 جنود بينهم ضابط برتبة عميد ركن، خلال المواجهات. كما اعدم المتشددون 5 أشخاص بينهم عناصر شرطة خلال سيطرتهم على الأحياء، كما قال ضابط في الجيش. وتقوم القوات الأمنية باجلاء الأهالي إلى مخيم للنازحين بهدف تطهير الرطبة من أي مشتبه بهم يحتمل اختباؤهم في مباني أو منازل، وفقاً للمصدر.
وادت الاشتباكات إلى وقوع أضرار مادية كبيرة في مباني ومنازل اختبأ فيها عناصر «داعش».
ووقع الهجوم على الرطبة بعد يومين على هجوم مماثل شنه الإرهابيون على كركوك، ما اعتبره المراقبون محاولات لتحويل الأنظار وتخفيف الضغط العسكري الذي تنفذه قوات عراقية بدعم من التحالف الدولي، لاستعادة السيطرة على الموصل، خصوصاً بعد خسارة المتشددين مواقع كثيرة حول المدينة.
وتحدثت مصادر محلية أن «داعش» يخطط للعودة إلى الأنبار، عبر شن هجمات متكررة على المدن الغربية، وسط مطالبات بإرسال المزيد من التعزيزات العسكرية، وتفعيل دور طيران التحالف الدولي في توجيه ضربات جوية تستهدف أرتال الإرهابيين القادمة من الأراضي السورية.
المصدر: الإتحاد