أوقفت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في العاصمة المقـدسة في ساعات متأخرة من مساء أول من أمس، فعالية مدرجة ضمن مهرجان «الحارة المكية» المــنفذ في العاصمة المقدسة، بدعوى وجود آلات موسيقية، الأمر الذي نفاه منظمو المهرجان، بعد تواصلهم مع إدارة الأمر بالمعروف في مكة المكرمة، واصفين تصرف رجال الهيئة بـ «الفض» و«غير المقبول».
وأكد مسؤول رفيع في أمانة العاصمة المقدسة (فضل عدم ذكر اسمه) لـ «الحياة» خرق رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مساء أول من أمس، المفاهمة المبرمة بين المنظمين والهيئة قبيل انطلاق المهرجان، مشيراً إلى أن الهيئة أوقفت عرضاً لـ «زفة حجازية» لإحدى الفرق الشعبية بدعوى وجود موسيقى، رغــم عــدم صــحة دعواهم.
وأوضح المسؤول أن التنسيق المسبق مع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خرج بعدم السماح للشباب بالدخول، وأن يخصص المهرجان للعوائل فقط، وهو الأمر الذي التزم به المنظمون، مضيفاً «أستغرب تصرف رجال الهيئة مع الفرقة الشعبية، قد يكون تصرفاً فردياً وخاطئاً، وحقيقة التصرف فض، ومسؤولون كبار من هيئة الأمر بالمعروف زاروا المهرجان في أول أيامه ولم يبدوا أي ملاحظات، ونحن ملتزمون بالاتفاق المسبق».
وبين أن الجهة التنظيمية للمهرجان ممثلة في أمانة العاصمة المقدسة تباحثت أمس، مع مسؤولي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مطالبة بمعالجة الأخطاء الصادرة من الهيئة في المهرجان، «لابد من وجود تنسيق، فالحادثة تمت من دون الرجوع إلينا، وأتمنى أن تكون الحادثة خطأ فردياً».وأكد شهود عيان لـ «الحياة» حضور أربعة من رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى موقع المهرجان، ويرافقــهم شخصان لا يحملان البطائق التعريفية لرجال الهيئة، عند منتصف ليل أول من أمس، مشيرين إلى أن رجال الهيئة صعدوا المسرح وأوقفوا فعالية لـ «الزفة الحجازية» وأخرجوا أعضاء الفرقة الشعبية. وبين شهود العيان أن موقع المهرجان لا يوجد به اختلاط، لأنه مخصص لعوائل ويمنع دخول الأفراد، مؤكدين في الوقت ذاته وجود مكانين منفصلين للرجال والنساء أمام المسرح ينظمه رجال أمن، وأن رجال الهيئة أوقفوا الفعالية قبيل انتهائها بـ 15 دقيقة.
وحاولت «الحياة» التواصل مع المتحدث الرسمي لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للتعليق على الحادثة، بيد أنه لم يتجاوب مع اتصالات الصحيفة المتكررة.
من جهته، رفض مدير إدارة السلامة والخدمات الاجتماعية في الأمانة المهندس محمد فقيه خلال حديثه إلى «الحياة» التعليق على الحادثة، مبيناً أن منع دخول الشباب إلى المهرجان جاء بحسب ترتيبات المنظمين مع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإن «الهيئة اشترطت ذلك، وكانت من ضمن توجهاتها، والمنظمون وافقوا، لأن فتح الباب على مصراعيه سيسبب مشكلات».
وأفاد المهندس فقيه بأن الحضور فاق المتوقع، مرجعاً ذلك إلى توقيت المهرجان الذي تزامن مع انطلاق إجازة منتصف العام الدراسي، وإلى الأجواء الممتازة في العاصمة المقدسة، إضافة إلى موقع المهرجان، توافر موافق للمركبات، والبعد عن الزحام المروري.
وأضاف «حاولنا تجسيد المباني القديمة التراثية، الحرف المندثرة، المأكولات الشعبية، وسلطنا الضوء على سوقين شعبيين هما سوق الليل، وسوق المدعى، وحاكينا بعض الحرف مثل بائع الأحذية، التمور، العسل، إضافة إلى محال العطار، كما يوجد مكان للقهوة بنفس تصميمها سابقاً، وحاكينا الجو القديم، وجسدنا مكاناً للعمدة في الحارة البحرية».
يذكر أن مهرجان الحارة المكية سيستمر حتى نهاية الأسبوع المقبل، وأن أمانة العاصمة المقدسة اختارت موقف حجز المركبات مقراً له على مساحة تقدر بنحو خمسة آلاف متر مربع، ويستحضر المهرجان الذي تنظمه الأمانة تاريخ مدينة مكة المكرمة منذ 100 عام، إذ أمضت الأمانة نحو عامين من التخطيط والبحث، لتصميم الشكل النهائي والمجسمات القديمة للمهرجان.
المصدر: الحياة