وكالة الطيران والفضاء الأميركية «ناسا» راغبة في الذهاب إلى أحد الكويكبات. وهذا أمر رائع! لكن حالما تصل إلى هناك، فما الذي ستفعله؟ طبعا ستحاول اكتشافه، لكن بيئة الجاذبية الضعيفة جدا هناك، هي من التحديات التي يصعب التغلب عليها، إذ ليست هنالك جاذبية كافية لاستخدام العجلات أو غيرها للتجوال عبرها، والتنقل من مكان إلى آخر عن طريق استخدام الدواسر، لأن ذلك أمر معقد وخطر، ويتطلب الكثير من الوقود.
أحد الحلول الممكنة هو المكعبات الروبوتية التي تتقلب وتقفز هنا وهناك، والتي يمكنها التحرك بمفردها؛ لأن حركتها مستمدة من الداخل. وقد نفذ هذا الأمر سابقا، أو على الأقل على الأرض، وهذا أكثر صعوبة، نظرا إلى جاذبية الأرض الكبيرة. وتستخدم التلسكوبات الفضائية عجلات التفاعل لتكييف نفسها، وذلك في بيئة خالية تماما من الجاذبية أيضا.
والجديد حول هذه المكعبات هو تطبيقها لكي تناسب الكويكبات، ما يضفي عليها الكثير من المنطقية. وربما قد لا يحصل الباحثون على مستوى رفيع من التحكم والسيطرة في مثل هذه العملية من القفز والتقلب، كما يحصلون عليها مع مسبار متجول على عجلات، لكن المكعبات ستصل إلى الوجهة التي تريدها عادة.
وثمة الكثير من الفوائد من وراء هذا التصميم، فهو محكم الإغلاق، لكن من دون قطع متحركة خارجية، لتحسين عامل الاعتمادية والموثوقية. والمكعبات لا تعتمد على وقود يستهلك، لكن مع وجود بعض الألواح الشمسية عليها يمكنها القفز والتقلب هنا وهناك إلى ما لا نهاية. وعن طريق وضع آلات ومعدات مختلفة على الجوانب المختلفة من المكعب، فإنه يوفر الكثير من الخيارات حول القياسات التي تجري عن طريق التماس المباشر مع السطح.
وعن طريق نشر بعض هذه المكعبات من المركبة الأم فإنها ستتولى عمليات التحكم والسيطرة، والاتصالات، وتحديد المواقع، والملاحة، مما يسمح بأن تكون هذه الوسيلة بسيطة ورخيصة الكلفة نسبيا. وليس الغرض من تمويل «ناسا» لهذا المشروع نشر هذه المكعبات وجعل هذا النظام جاهزا، بل تقييمه ومعرفة مدى تطبيقه بوصفه تقنية جديدة.
لندن: «الشرق الأوسط»