ضابط في شرطة دبي برتبة مقدم ، حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة سالفورد بالمملكة المتحدة في إدارة التغيير وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية، مهتم في مجال الجودة والتميز المؤسسي ، يعمل حالياً مديراً لمركز أبحاث التميز بالإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي
فورَ الانتهاء من الدراسة، وربما قبلها بقليل، نبدأ بتقديم طلبات التوظيف، فنزور المعارض، ونستخدم الشبكة الإلكترونية، بل نذهب أحياناً إلى مقار العمل، لعل وعسى أن نجد الفرصة التي تُمهد لمرحلة جديدة من حياتنا، فمنّا من يوفقه الله سريعاً، ومنّا من ينتظر سنوات. أقول: هي حياة جديدة؛ نقتحمها بكل حماس، متعطشين مستشرفين، فمنتعشين مغتبطين مع تسلم الراتب الأول (جرت العادة، عندنا في العائلة، أن يتمّ توزيع جزء من أول راتب على كبار السن).
تمضي الأسابيع والشهور والسنون، فيصيرُ العملُ روتينياً، ونختلط بزملاء العمل، فنجد منهم الصادق الأمين، والملتوي المتلون، وغير ذلك، ثمّ ينقلب ذلك الحماس إلى ملل!
الدكتورة هايدي هالفرسون كتبت مقالاً لافتاً على الموقع الإلكتروني لجامعة هارفارد، بعنوان «كيف تشجع نفسك على العمل عندما لا تحبه؟»، تحدثت فيه عن حالة الملل هذه، ونتائجها السلبية من شعور بالضغط النفسي، وضعف في النتائج.
الدكتورة هايدي نسفت قاعدة تحفيزية مهمة، وهي «حتى تبدع لابد أن تعشق عملك!»، وهذا هو الذي جذبني إلى هذا المقال. تقول هايدي: نعم أوَدُّ أن أُنهيَ مشروعي بنجاح، والحماس مطلوب، لكنْ دون استلزام الحبّ لهذا العمل!
استندت الدكتورة في نظريتها إلى كلامٍ للخبير الإداري أوليفر بوركمان، الذي يرى أن الإصرار على حب عملنا قبل أن نقوم بالتغيير هو وهم كبير رسخ في عقلنا الباطن من حيث لا ندري! انطلاقاً من كون المبدعين في كل المجالات من أدباء وعلماء وتقنيين يشتركون في ميزة واحدة وهي «الالتزام» بنقل الفكرة من النظرية إلى التطبيق، بجدية بارزة، واستشهد بكلام الأديب جيك كلوزز، حين قال: الإلهَام هو الشغل الشاغل للهواة، أما نحن فنحضر لننكبَّ على العمل!
الدكتورة تعترف بأن طرحها يخالف السائد من مقولات «كن إيجابياً»، و«اتبع شغفك»، لأنها تؤمن بأن العمل هو الذي يأتي بالنجاح، وليس الحب! أما نحن فالعاطفة في جيناتنا؛ لذا فقد نخالفها في رأيها، لكن حقاً علينا أن نحترمه.
المصدر: الإمارات اليوم