كاتب وصحفي سعودي
درست أفنان سليمان الباتل، لغات وترجمة في جامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض. بدأت علاقتها مع الكاميرا عام 2000. كانت تتقاسم حياتها الخاصة مع متابعي مواقع “سبيس” و”فليكر” ومنتديات الإقلاع. تعرض أمامهم مقتنياتها وأغراضها ورحلاتها. تروي لهم حياتها بالكلمة والصورة. كوّنت لها شعبية خلال فترة قصيرة كونها من القلائل وقتئذ، الذين يشاركون الآخرين حياتهم الحقيقية في العالم الافتراضي. لم يلتفت والداها إلى لافتات “العيب” التي أشهرها المحتجون في وجه ابنتهما. شجعاها على المضي قدما فيما تقوم به ما دام يسعدها ولا يسيء إلى أحد. كانا يختاران معها الصور، التي تنشرها والتعليقات، التي تسكبها عليها.
أبهجها اهتمام الناس بصورها فحرصت على تطوير مهاراتها التصويرية من خلال تثقيف نفسها عبر دروس تصفحتها في “اليوتيوب” ومواقع التصوير المتخصّصة.
أصبحت الكاميرا جزءا من حياتها. تصور كل شيء يعبر أمامها وتنقله إلى متابعيها في كل المواقع، التي تشترك فيها. أمست لديها سمة خاصة.
اقترحت عليها قبل سنوات عدة إحدى صديقاتها أن تشترك في تطبيق “الإنستغرام” لمشاركة الصور. لكنها رفضت كونها تجهل أسلوب التطبيق. ألحت عليها صاحبتها بأنه يناسب شخصيتها ونمطها المفعم بالصور والحياة. أصرت الباتل على موقفها المناهض للفكرة. لم تجد صديقتها خيارا سوى أن تضع أفنان أمام الأمر الواقع. افتتحت حسابا باسمها، وأرسلت كلمة المرور إليها.
امتناناً لصديقتها طرحت أفنان صورة ثم أخرى في حسابها الجديد في الإنستغرام وفوجئت بحجم التفاعل الغزير. وصل عدد المتابعين لحسابها إلى أكثر من عشرة آلاف متابع في أقل من أسبوع. يعد الرقم كبيرا جدا آنذاك، ولا سيما أنه تحقق خلال فترة وجيزة. ما حدث كان مؤشرا أن اسمها بات جاذبا وجذابا استنادا إلى شعبيتها، التي بنتها في “سبيس” و”فليكر” و”الإقلاع” و”نت لوغ”.
احتفلت أفنان في نهاية عام 2013 بوصول عدد متابعيها في “الإنستغرام” إلى أكثر من مليون متابع، في رقم يعكس انتشار اسمها.
رأت أفنان أنه من السذاجة ألا تستثمر هذا الإقبال على حسابها. شرعت حسابها للإعلانات في مغامرة محفوفة بالمخاطر؛ فقد تخسر متابعيها. بيد أنها كسبت. لقد تصاعفت أرقام متابعيها وإعلاناتها.
تحدّت والدها في أن تحصل على مليون ريال من أرباح الإعلانات خلال أقل من ستة أشهر وربحت أفنان التحدّي. يصل سعر الإعلان في حسابها إلى أكثر من أربعة آلاف ريال سعودي مقابل نشر صورة واحدة.
خصّصت يوم الجمعة للإعلانات. وعيّنت فريقا خاصا لمساعدتها على إدارة الحساب والاطلاع على الردود، التي تتجاوز ثلاثة آلاف على الصورة الواحدة.
صنعت منها الردود المسيئة شخصية أقوى. وتعمل حاليا على تحويل اسمها إلى علامة تجارية عبر منتجات ستطرحها.
متى ما استمتعت بما تقوم به ستجني كثيراً. ومتى ما سئمت مما تقوم به ستعاني كثيراً.
المصدر: الاقتصادية