مليون دولار

آراء

«هذه أول مرة لي في الإمارات والمنطقة أتيت من سنغافورة لأعرض منتجات شركتي في (أسبوع أبوظبي للاستدامة). علمت بأهمية المعرض خلال أحد المعارض التي شاركت فيها بأميركا العام الماضي، وقررت الحضور. لديّ موعد غداً وبعد غد مع أربعة منافذ بيع شهيرة هنا ستشتري منتجاتنا، هذا بالنسبة لنا نجاح كبير، سننطلق من هنا لبقية دول المنطقة، بالتأكيد حجزت لدورة العام المقبل، وأتوقع أن يكون لنا مقر دائم هنا خلال عامين».

قبل 10 أعوام حضرت جلسة حوار مع أحد كبار المسؤولين الذين أسسوا قطاع الطاقة المتجددة في أبوظبي، وحكى كثيراً عن صعوبات البداية، وكيف كان عدم الترحيب بالتعاون أو عدم تصديق جدية فكرة التحول نحو الطاقة النظيفة، من قِبل المؤسسات البحثية والشركات الكبيرة المتخصصة حول العالم بقولها: «أنتم في الأساس بلد نفطي، ما شأنكم بالطاقة النظيفة».

حكى أيضاً كيف تغيرت الحال وباتت هذه الشركات نفسها تسعى إلى السوق الإماراتية، وكيف أن عدداً من الأشخاص الذين لم يرحبوا بعروض التعاون وقتها، يعملون حالياً في الإمارات، وكيف أن أصحاب الأيادي البيضاء من رجال الأعمال المواطنين أسهموا في تطوير الأبحاث بتبرعاتهم، حتى إن أحدهم تبرّع بمليون دولار دفعة واحدة، لدعم البحث العلمي في مجال الطاقة الشمسية.

ما بين القصتين، وما بين بداية الحلم وواقع قطاع الطاقة المتجددة والنظيفة حالياً في الإمارات، جهد وصبر واستثمارات ومشروعات منفذة على الأرض بقيمة تتجاوز 45 مليار درهم، وقصة ملهمة تؤكد نهجاً يتقنه الجميع هنا: «المستحيل ليس إماراتياً».

حجم إنتاج الطاقة الشمسية في الإمارات يصل حالياً إلى 6 غيغاواط، ويتوقع أن يصل إلى 15 غيغاواط بحلول 2030، إلى جانب 5.6 غيغاواط طاقة نظيفة تأتي من مشروع «براكة» للطاقة النووية، فضلاً عن نسبة 5.2 غيغاواط «تيار مستمر» أخرى متوقعة بعد المشروع الكبير الذي تم الإعلان عنه، خلال أسبوع أبوظبي للاستدامة، الذي يجمع بين الطاقة الشمسية وبطاريات تخزين الطاقة في أبوظبي، لتوفير الطاقة المتجددة على مدار الساعة.

تسعى الإمارات إلى مزيج طاقة تسهم فيه الطاقات المتجددة والنظيفة بنسبة 50% بحلول 2050، فيما يبشّر واقع العمل وسرعة الإنجاز بالوصول إلى هذا الهدف قبل ذلك التاريخ ربما بسنوات، لأن الاقتصاد الناجح فعل يسبق القول.

المصدر: الإمارات اليوم