استمرت المواقف التي تندد بالتصرفات القطرية، وتؤكد حسن رؤية الإمارات والسعودية والبحرين ومصر واليمن وليبيا وغيرها للمقاطعة، وكان لافتاً تفاعل الوسط الرياضي مع قيادته السياسية، حيث كانت قرعة دوري أبطال آسيا لكرة القدم أمس فرصة لتأكيد ذلك، حيث رفض ممثلو أندية العين، والأهلي والهلال السعوديين الحديث للقناة القطرية «بي إن سبورتس». في الوقت نفسه أعلن المعلق الإماراتي الشهير علي سعيد الكعبي انتهاء تعاونه مع قناة «بي إن سبورتس»، وكتب عبر حسابه الشخصي في «تويتر»: تنفيذا لتعليمات الوطن وقيادته أعلن انتهاء تعاوني مع قنوات بي إن سبورتس، داعياً المولى عز وجل أن تكون أزمة الأشقاء «سحابة صيف عابرة وتنقشع».
كان رواد التواصل الاجتماعي تفاعلوا مع خطوة مواطن سعودي قام بتكسير «الريسيفر» الخاص ب«بي إن سبورتس»، وذلك يظهر الغضب الشعبي العارم من التصرفات القطرية المؤذية للدول الشقيقة ولحسن الجوار.
دولياً، صدر الموقف الأهم من ألمانيا، حيث أعرب راينهارد جريندل، رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم، عن اعتقاده بأنه لم يعد من المستبعد من الناحية المبدئية مقاطعة كأس العالم 2022 في قطر وذلك بعد الاتهامات الأخيرة الموجهة للإمارة الخليجية بدعم الإرهاب.
وقال جريندل في مقابلة نُشِرَت على الموقع الإلكتروني للاتحاد الألماني: «لا تزال هناك خمسة أعوام حتى انطلاق المونديال، وخلال هذا الوقت لا بد أن تكون الأولوية لوضع حلول سياسية للتهديدات بالمقاطعة، لكن هناك شيئا ثابتا بغض النظر عن هذا وهو أن البطولات الكبرى لا يمكن أن تُلْعَب في بلدان ناشطة في دعم الإرهاب».
وأعلن جريندل العضو في مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أيضا، رداً على سؤال حول الأزمة الدبلوماسية في منطقة الخليج، اعتزامه الاتصال مع الحكومة الألمانية وقال «تلقينا الاتهامات الراهنة والخطيرة باهتمام بالغ وبقلق».
ولم يعلق «فيفا» بعد على الأحداث، ولفت الاتحاد الدولي إلى أنه يجري «اتصالات بشكل منتظم» مع اللجنة المنظمة المحلية وجهات أخرى مهتمة بالشؤون المتعلقة بمونديال كأس العالم 2022، وكان «فيفا» قد أعلن تصريحات مشابهة بعد توجيه انتقادات إلى الظروف التي يعمل بها العمال الأجانب في منشآت كأس العالم في قطر.
وتحدث جريندل، العضو السابق في البرلمان عن حزب المستشارة انجيلا ميركل المسيحي الديمقراطي، والعضو الحالي في لجنة «الحكم الرشيد» التابعة لل«فيفا»، عن فشل القيام برحلة إلى قطر في مايو/أيار الماضي.
وقال: «كنت أود أن آخذ صورة بنفسي عن الموقف على الأرض في مواقع البناء وتوجيه أسئلة حرجة (في قطر) غير أن القطريين ألغوا زيارة كان مقرراً القيام بها مباشرة بعد كونجرس فيفا في البحرين» وأشار إلى أن إلغاء الزيارة جاء قبل وقت قصير من موعدها المقرر.
يذكر أن منح قطر، في عام 2010، حق تنظيم بطولة كأس العالم 2022 لا يزال مثار جدل، ولم يتم حتى الآن دحض اتهامات الفساد بشكل نهائي. وكان المكتب التنفيذي لل«فيفا» قد أعلن قبل نحو عامين عن إجراء مونديال 2022 خلال فصل الشتاء خلال الفترة بين 21 نوفمبر/ تشرين الثاني حتى 18 ديسمبر/ كانون الأول، لأن درجات الحرارة تصل إلى مستويات شديدة الارتفاع في فصل الصيف في قطر.
المصدر: الخليج