منافسة عالمية على استخدام شبكات الجيل الرابع في تشغيل «الطائرات بـدون طيار»

منوعات

استبقت شركتا «كوالكوم» و«تي آند تي» الأميركيتين أعمال دورة 2016 للمؤتمر والمعرض الدولي للطائرات بدون طيار «الدرونز»، قبل موعد انعقاده بيومين فقط، وأعلنتا الاثنين الماضي الخامس من سبتمبر الجاري، بدء تجربة لاستخدام شبكات المحمول من الجيل الرابع بتقنية «إل تي إي» في تشغيل هذه النوعية من الطائرات، وأن هذه التجربة ستبدأ في وقت لاحق من الشهر الجاري. أما المؤتمر والمعرض الدولي، فخصصا لهذه القضية جانباً واسعاً من فعالياتهما، لمناقشة سبل تشغيل هذه الطائرات والتحكم بها بكفاءة من داخل الشبكات الخلوية المخصصة للاتصالات المحمولة، والاحتياجات المطلوب توفيرها لكي تعيد هذه الشبكات تهيئة نفسها، وتستعد لهذا الدور المنتظر.

الشركات المتخصصة

بدأت فعاليات المؤتمر الأربعاء الماضي، وانتهت أمس، وتابعته «الإمارات اليوم» من خلال غرفة الأخبار الخاصة به interdrone.com/‏‏‏news. وشاركت فيه الشركات المتخصصة في الاتصالات اللاسلكية وإلكترونيات التحكم من بُعد، والبرمجيات المدمجة العاملة مع الدوائر المتكاملة، وما يعرف باسم «نظام على شريحة»، وكذلك الشركات المطورة والمشغلة لشبكات الاتصالات الخلوية والمحمولة، وخصص أكثر من جلسة لمناقشة استخدام الشبكات الخلوية المحمولة في توفير تغطية شبكية لاسلكية للطائرات الصغيرة بدون طيار (الدرونز) ذات الاستخدام المدني والتجاري، بما يسمح لها بالطيران على ارتفاعات أعلى مما هو متاح حالياً، ولمسافات أطول تتخطى «مرمى البصر»، أو في ما وراء خط البصر ورؤيتها بالعين المجردة مباشرة.

شهدت جلسات المؤتمر إقبالاً حماسياً وكبيراً من جانب المتخصصين في البحوث والتطوير داخل مراكز البحث الجامعية والشركات والمؤسسات، حيث عرضت حلولاً ونظماً جديدة تتيح إدماج طائرات «الدرونز» في تغطية الشبكات المحمولة، وجعلها قابلة للتعقب والرصد والاكتشاف تماماً مثل الهواتف المحمولة، لكن مع القدرة بالطبع على التحكم والتوجيه وتعديل مسار وارتفاعات الطيران.

وشارك في عرض هذه الحلول باحثون من «كارنيجي» وشركات مثل «إنتل» و«كوالكوم» و«ايه تي آند تي» و«براذر» و«بنتلي» و«بوينغ» و«كوداك» وغيرها.

وخلال المحاضرات والكلمات الرئيسة، بدا التحدي الكبير في إدخال «الدرونز» ضمن منظومة شبكات المحمول، متمثلاً في أن «الدرونز» تستطيع أن تفعل الكثير من الأشياء، من توزيع البيتزا إلى التنقل حول المدن الكبرى في مهام البحث والإنقاذ، والمهام متعددة الأغراض في الصناعة والزراعة والتوزيع، وإنجاز هذه الأهداف يحتاج إلى أن تطير «الدرونز» لمسافات أبعد ومستويات أعلى. والمشكلة أن «الدرونز» يتم التحكم بها بأدوات تعمل ببروتوكولات الاتصالات قصيرة المدى مثل الـ«واي فاي»، وهو ما لا يتناسب مع التطبيقات التجارية الطموحة حالياً ومستقبلاً، وهذا معناه أنها لابد أن تحتاج في النهاية إلى الشبكات الخلوية المستخدمة في الاتصالات المحمولة لتؤمن لها تغطية واسعة النطاق، وموثوق بها ومؤمنة، تحل مشكلة التحكم بالطائرة على المسافات التي تتجاوز مرمى البصر.

تهيئة الشبكات

ومن أشكال التعاون المبكرة التي جرت في هذا الصدد، مشروع تعاون جمع كلاً من «إنتل» و«إيه تي آند تي» لتشغيل الشبكات المحمولة، استهدف تشغيل الجيل الرابع من الاتصالات المحمولة مع «الدرونز»، بحيث تستطيع التجوال في نطاقات أوسع وأكبر مما كان متاحاً من قبل، وخلال المؤتمر أوضح باحثو «إنتل» و«إيه تي آند تي» المشرفون على المشروع، أن وضع شريحة اتصال مع شبكات «إل تي إي» من الجيل الرابع على «الدرونز» هو الجزء الأسهل، لكن الجزء الأصعب هو تهيئة الشبكة نفسها للتحدث والتواصل مع الطائرة وهي في الجو. فأبراج الاتصالات الخلوية صممت في العادة لخدمة الناس على الأرض، أكثر من خدمة الأدوات الطائرة في الهواء، وهذا يعني أن «الدرونز» يمكن أن تصطدم بما يعرف بـ«النقاط الميتة»، أو النقطة التي تخرج فيها الطائرة عن التغطية، وينقطع فيها التواصل معها تماماً، فتتعرض لفقد السيطرة.

وأوضح الكثير من مسؤولي الشبكات الخلوية أن الأمر يحتاج إلى إعادة تهيئة المحطات القاعدية الخلوية على الأرض، لتقدم إشارات في الارتفاعات التي تحلق بها «الدرونز» في مناطق بعينها، وعرض فريق من جامعة «كارنيجي» وإحدى الشركات الخاصة نظاماً يجعل الطائرة قادرة على التواصل والتفاعل مع شبكات محمولة عدة في وقت واحد، بحيث يظل التواصل معها والتحكم بها مؤمناً باستمرار.

الجيل الرابع

وعرضت «كوالكم» و«إيه تي آند تي» خلال المؤتمر جانباً من التفاصيل الخاصة بتجربتهما التي ستبدأ في وقت لاحق الشهر الجاري، لاختبار كيفية تشغيل طائرات «الدرونز» على شبكات الجيل الرابع للمحمول العاملة بتقنية «إل تي إي». وقالت «كوالكوم» إن التجارب ستتضمن تحليل الكيفية التي يمكن بها تشغيل «الدرونز» بأمان وبتأمين أكثر لا يشكل أي خطورة على الأرواح والممتلكات.

وسيبحث الفريق المكلف البحث العديد من النقاط، مثل نطاق التغطية وقوة الإشارة والحركة، وكيفية رصد وتعقد والتحكم في الطائرات عبر خلايا الشبكة، وكيف تعمل أثناء الطيران، والهدف من التجارب والبحث المستمر هو المساعدة على تشغيل «الدرونز» على مسافات تتجاوز مرمى بصر مشغليها والمتحكمين بها، ثم متابعتها على شبكة المحمول، وكيف يمكن أن تؤمن شبكات المحمول «التغطية الكلية»، أي التغطية طوال الوقت في كل مكان لطائرات «الدرونز»، وذلك مع دعم سريع وتأمين قوي، وموثوقية عالية، وجودة في الخدمة.

الجيل الخامس

من جانبه، قال نائب الرئيس لحلول «إنترنت الأشياء» في «إيه تي آند تي» إن التجربة تعد خطوة مهمة على طريق تعظيم الاستفادة من شبكات «إل تي إل» وتعد تمهيداً ضرورياً لتشغيل «الدرونز» مع تقنيات الجيل الخامس لشبكات المحمول، ونتائجها ستساعد على التعريف بالتحسينات الإيجابية المطلوب إدخالها في تشريعات «الدرونز»، وخصائص ومواصفات الجيل الخامس، بما يعمل على تقديم خطط الطيران المثلى، ونقل تراخيص الطيران، وتعقب الطائرات وضبط مسارات الطيران في الوقت الحقيقي لحظياً.

المصدر: الإمارات اليوم