تم عرض منزل أسطورة الكوميديا الأميركية في منتصف القرن الماضي بوب هوب وزوجته دولوريس للبيع لأول مرة خلال الشهر الحالي مقابل 50 مليون دولار. ويقع المنزل في منطقة ساوثريدج بمدينة بالم سبرينغز في كاليفورنيا، ويتمتع بإطلالة بانورامية رائعة على وادي كوتشيلا، بما في ذلك مدينة بالم سبرينغز وجبال سان جاسينتو. وقد تم تصميم المنزل المقام على 23366 قدما مربعا عام 1973 من قبل المهندس المعماري الشهير جون لوتنر وتم بناؤه على شكل يشبه البركان، فهو مغطى بثلاثة أقواس تشبه مقدمة الخوذة وسطح خرساني متموج وفتحة في منتصفه تجعل الفناء يطل على السماء مباشرة. وتم وصف هذا السقف كأحد أكثر الأعمال المعمارية تميزا في وادي كوتشيلا، كما تم تشبيه هذا المنزل بالفطر العملاق. وكان الإطار الخشبي الأصلي للمنزل قد احترق خلال عملية البناء بعدما شب حريق ناجم عن أعمال اللحام، وتم الانتهاء من تشييد المنزل بالكامل عام 1980.
وكانت عائلة هوب تستخدم هذا المنزل في الغالب منزلا ثانيا ولأوقات التسلية والترفيه، ويمكنه استيعاب نحو 300 ضيف لتناول العشاء تحت شرفته الضخمة المغطاة. وعلى مدار سنوات طويلة، كانت العائلة تقيم حفل عشاء ضخم في شهر يناير (كانون الثاني) من كل عام بمناسبة نهاية بطولة بوب هوب للغولف، والتي باتت تعرف الآن باسم بطولة «هيومانا» لمحترفي الغولف. وقالت، ليندا هوب، ابنة هوب: «كان هذا نوعا من تسليط الضوء على التقويم الاجتماعي الصحراوي». وكان الموت قد غيب هوب عام 2003 عن عمر يناهز المائة عام، في حين توفيت زوجته عام 2011 وعمرها 102 عاما. وتقول ليندا: «أبي وأمي يغردان سويا».
وسوف يقوم توني بينيت وغلين كامبل وكثير من النجوم السينمائيين بزيارة المنزل، وسيتم إقامة بوفيه كبير في الفناء، وسيشمل طبق سلطة أنتيباستو الشهيرة التي كانت تعدها دولوريس بنفسها. وتم وضع خيمة على جزء من الشرفة لحجب البرد عن الضيوف لكي يستمتعوا بتلك المشاهد الخلابة ليلا. وعن ذلك تقول ليندا هوب: «الصحراء كلها عند قدميك». ويتكون المنزل – الذي تم عرضه للبيع عن طريق آن إيزينبرغ التي تعمل سمسار عقارات في شركة «بارتنرز ترست أوف بيفرلي هيلز»، وباتريك غوردان وسيتوارت سميث اللذان يعملان في شركة «وينديرمير ريال ستات» في بالم سبرينغز – من 6 غرف نوم و10 حمامات، علاوة على 3 حمامات صغيرة وحمامات سباحة داخلية وخارجية وبركة مائية وملعب للغولف وملعب آخر للتنس.
وكان المهندس المعماري الشهير لوتنر قد نأى بنفسه عن المشروع بعدما استعانت دولوريس بمصمم آخر للقيام بعمل تغييرات في التصميم الداخلي للمنزل. ولم تؤثر أي من هذه التغييرات بشكل كبير على تصميم لوتنر الذي يشمل بروزا صخريا في غرفة المعيشة، وقالت ليندا هوب إن والدتها قد قامت بعمل هذه التعديلات الداخلية حتى يصبح المنزل «ملائما للمعيشة بصورة أكبر»، مشيرة إلى أن التغييرات قد شملت توسيع غرفة الطعام نحو الشرفة، حتى يمكن الوصول إليها من غرف النوم إلى الباب الأمامي دون المرور على الفناء.
واستطردت ليندا في حديثها قائلة: «أعتقد أن أمي كانت مهندسة معمارية تشعر بالإحباط»، مشيرة إلى أن والدتها دائما ما كانت تقوم بعمل تعديلات في منزل العائلة الرئيسي في بحيرة تولوكا بولاية كاليفورنيا. وأضافت ليندا: «كان والدي يقول دائما إنه عندما يخرج من المنزل يكون بحاجة إلى خارطة طريق حتى يمكنه العودة إليه مرة أخرى!».وفي بالم سبرينغز، استعانت دولوريس بالفنان غارث بينتون، الذي سبق وأن رسم لوحات جدارية على جدران حديقة المركز التعليمي بفيلا غيتي ومتحف ماليبو، لكي يرسم لوحة جدارية بوجه الكاتب والفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو على الجدار الخلفي للحانة، ولوحة جدارية أخرى على شكل البيوت الزجاجية في المنتجع، الذي يضم حمام سباحة وحوض استحمام بالماء الساخن ومكانا مخصصا للتمرينات الرياضية.
وكانت دولوريس هي التي تقضي معظم وقتها في منزل بالم سبرينغز، في حين كان هوب يسافر كثيرا بسبب العمل. وفي شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام، كانت دولوريس تسافر من بحيرة تولوكا بموكب من السيارات لكي تشتري الملابس والأطباق وأواني المائدة التي تكون بحاجة إليها للعام الجديد. وقالت ليندا: «كان الناس يضحكون ويقولون إن القصر يتحرك. لقد كانت تعشق المكان، ونفس الأمر ينطبق على أبي، ولكن لم يكن أبي وأمي يقضيان وقتا كبيرا سويا في المنزل إلا عندما وصلا إلا في الثمانينات والتسعينات من عمرهما». وكان هوب وزوجته يعشقان الغولف والصحراء، وكان المنزل الذي صممه لوتنر هو ثالث منزل لهما في بالم سبرينغس، ولكنه كان «منزل الأحلام» بالنسبة لهما، على حد قول ليندا.
المصدر: صحيفة الشرق الأوسط ( خدمة نيويورك تايمز )