لايزال منفذ اعتداء إسطنبول ليلة رأس السنة طليقاً رغم الحملات الواسعة القائمة للعثور عليه، إلا أن السلطات التركية باتت تملك الكثير من المعلومات حوله، كما يبدو أنه سبق ان قاتل في سوريا في صفوف تنظيم «داعش» الإرهابي.
ونشرت السلطات التركية صوراً لمنفذ الاعتداء الذي قتل 39 شخصاً ليلة السبت الأحد، في ملهى ليلي مشهور بعد أن فتح عليهم النار بشكل عشوائي.
وتحدثت الحكومة التركية الاثنين عن «تحقيق صعب»، وأعلنت «التوصل إلى معلومات إضافية تتعلق ببصمات المهاجم وشكله» من دون الدخول في التفاصيل.
وكتب المعلق عبدالقادر سلفي المعروف بقربه من السلطات يقول، إن السلطات كشفت هوية الجاني وتبين أنه سبق ان شارك في القتال في سوريا إلى جانب تنظيم «داعش».
وتبين للمحققين ان منفذ الاعتداء الذي تبنى مسؤوليته تنظيم «داعش» يتحدر من إحدى دول آسيا الوسطى، مثل قيرغيزستان او اوزبكستان، حسب صحيفة حرييت.
لكن السلطات القرغيزية أكدت أن المواطن القرغيزي، لاكخيه ماشرابوف، الذي نشر الإعلام التركي صورة جواز سفره، لا صلة له بالعملية الإرهابية وعاد إلى بلاده.
وقال المتحدث باسم لجنة الدولة للأمن القومي، راحت سليمانوف: «تم استجواب مواطن الجمهورية، لاكخيه ماشرابوف، بعد وصوله إلى قرغيزستان، ولا أدلة تثبت تورطه في العملية الإرهابية، وتم إخلاء سبيله بعد الاستجواب، لكن عمليات التدقيق مازالت مستمرة». وأضاف سليمانوف أن «مسؤولين من لجنة الدولة للأمن القومي في اتصال دائم مع زملائهم الأتراك».
وكانت وكالة «أكي برس» القرغيزية أفادت بأن أفراد الأمن استجوبوا ماشرابوف قبل مغادرته إسطنبول، وهو نفى قطعيا ضلوعه في هجوم رأس السنة، موضحا أن زيارته إلى تركيا كانت متعلقة بمسائل تجارية.
وأعلن ماشرابوف أنه أكد للمحققين وصوله إلى إسطنبول في الأول من يناير/كانون الثاني الجاري، ولم يكن بوسعه تنفيذ الهجوم على الملهى، مشيرا إلى أن أفراد الأمن قدموا اعتذارهم إليه وسمحوا له بمغادرة البلاد. وقال ماشرابوف، حسب الوكالة، إنه لا يعرف كيف وصلت صورة جواز سفره إلى وسائل الإعلام.
في غضون ذلك، أفادت قناة «إن تي في» التركية، نقلاً عن مصادر في الشرطة، بتوقيف مواطنين أجنبيين في مطار «أتاتورك» بإسطنبول يشتبه بهما في الضلوع في الهجوم. ويرفع اعتقال هذين الشخصين إلى 16 عدد الأشخاص الموقوفين على ذمة التحقيق في اطار التحقيق في الهجوم الذي لايزال منفذه متوارياً عن الأنظار.
وسبق أن نشرت الشرطة التركية، فيديو صوره أحد الأشخاص (سيلفي) الذي اعتقدت أنه منفذ الهجوم، وهو يتجول في محيط ميدان تقسيم وسط إسطنبول. وأضافت السلطات التركية أن وقت وهدف تصوير هذا المقطع لم يتضحا بعد.
وتعتقد السلطات التركية ان المهاجم يبدو مدربا بشكل جيد على استخدام السلاح، كما نقلت وسائل الإعلام التركية. وقد استخدم مماشط رصاص مزدوجة لاختصار الوقت بدلاً من إعادة شحنها، كما وجه رصاصاته باتجاه الأجزاء العليا لضحاياه لإيقاع اكبر عدد من القتلى.
وأفادت وسائل اعلام عدة الثلاثاء ان المهاجم سكن مدينة قونيا في جنوب تركيا مع زوجته وولديه في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. وقالت وكالة دوغان ان زوجته قد تكون بين الأشخاص الذين اعتقلوا.
ويعتبر المحققون ان المهاجم قد يكون مرتبطا بالخلية التي سبق ان ارتكبت الاعتداء الانتحاري المثلث في حزيران/يونيو الماضي في مطار اتاتورك في إسطنبول ما ادى إلى مقتل 47 شخصا، وهو الاعتداء الذي نسب إلى تنظيم «داعش»، حسب ما نقلت حرييت.
وحسب الكاتب في صحيفة حرييت فإن السلطات تريد إلقاء القبض على المهاجم حياً للتمكن من تفكيك اي شبكة محتملة قد تكون وراء الاعتداء، او قد تكون في صدد الإعداد لاعتداءات جديدة.
ولم يعلق المسؤولون الأتراك على تفاصيل التحقيق لكن نعمان قورتولموش المتحدث باسم الحكومة قال إن السلطات تقترب من تحديد هوية المسلح بعد جمع بصمات أصابع ومعلومات تتعلق بمظهره وإنها احتجزت ثمانية أشخاص آخرين. واعلن رئيس الحكومة التركية بن علي يلديريم ان تركيا ستواصل «قتال الارهاب اينما وجد». (وكالات)
المصدر: الخليج