صحفي وكاتب سعودي
مفتي مصر السابق الدكتور علي جمعة، كاد يكون على درب الشيخ حسين الذهبي، وزير الأوقاف المصري السابق، الذي خطفته وقتله عصابة شكري مصطفى، زعيم «التكفير والهجرة».
نجا الشيخ علي من المخطط الشيطاني، وهو يوشك على إلقاء خطبة الجمعة بأحد مساجد السادس من أكتوبر بالقاهرة، وأصابت الرصاصات حرسه الشخصي، لكن المفتي السابق، خرج بعدها ليجدد عزمه على مواجهة الفكر الإرهابي، ويركز على نقد ونقض فكر وعمل جماعة الإخوان.
في التفاصيل أعلنت حركة تابعة لجماعة الإخوان في مصر تطلق على نفسها اسم «حسم» – كما يعرفها بها الإعلام المصري – مسؤوليتها عن محاولة اغتيال مفتي مصر السابق علي جمعة، قرب منزله بمدينة السادس من أكتوبر في القاهرة. هذا الاستهداف للمشايخ المناهضين ليس جديدا على السلوك الإرهابي في مصر وغير مصر، وأبرز مثال يستحضر هنا هو جريمة مقتل الشيخ الذهبي، الذي كان كل ذنبه أنه ألف كتيبا في الرد على انحرافات فكر جماعة شكري مصطفى التكفيرية.
كان مقتل الشيخ الذهبي حدثا داميا، خاصة أنه قتل بعد أن خطف، وقايض به قتلة التكفير والهجرة، بل كان من مطالبهم الغريبة نشر كتاب زعيمهم شكري مصطفى، على حلقات في إحدى الصحف، وإطلاق مجموعة من سجنائهم، ودفع فدية مالية.
لم يحصل الأمر، وأصدر شكري أمره لجلاوزته بقتل الذهبي، فعثر عليه بشقة في الهرم في 7 يوليو (تموز) 1977، وهو ملقى على السرير بجلابيته البيضاء ورصاصة القتلة اخترقت عينه اليسرى، وكالعادة كان قاتله كما تبين بعد القبض عليه، جاهلا تافها صاحب مشكلات «مشكلجي» في سيرته.
في السعودية، ضبطت أجهزة الأمن أكثر من مرة، خلايا قاعدية تخطط لاغتيال بعض مشايخ الدين المناهضين لهم، وطبعا جملة من المسؤولين الأمنيين وكبار الشخصيات، لذلك فاغتيال رجال الدين هو جزء من مخططات المخ الإرهابي. سبب ذلك أن رجل الدين المناهض لهم، يحول بينهم وبين التفرد بحيازة التمثيل الديني، وكلما كان الشيخ أكثر وضوحا وحماسا وإلحاحا في مقارعة الفكر الإرهابي، زاد الخطر عليه من قتلة الجماعات الدينية المتطرفة، كما حصل مع الشيخ علي جمعة.
يسبق القتل المادي، بالرصاص والخناجر والمفخخات، قتل معنوي عبر تشويه سمعة الشيخ المناهض، من خلال الخطب والمساجد، والآن وسائل التواصل الاجتماعي في الإنترنت، وقد تفوق في هذه المهمة «شبيحة» الجماعة الإخوانية في مصر، ضد علي جمعة وأمثاله، ومنهم شيخ الأزهر أحمد الطيب، وكل خصم للجماعة.
الرصاصات المنطلقة، سبقتها كلمات منفلتة.
المصدر: الشرق الأوسط