محمد خميس روائي صدر له من أمريكا رواية لفئة المراهقين بعنوان "مملكة سكابا" ، وله باللغة العربية مسرحية أدبية بعنوان "موعد مع الشمس"
ثمة الكثير من الذين لا يعرفون دولة الإمارات العربية المتحدة، لا يصدقون ما يسمعون عنها، ويعتبرون الحكايات التي تحاك حولها ضرباً من الخيال، وهم غير ملومين، فالواقع الذي يعيشون فيه، يأبى استيعاب وتصديق الإنجازات التي يعلن عنها من حين لآخر.
حدثني صديق بعد عودته من مدينة ميونيخ الألمانية، حيث سافر مع شقيقه كمرافقين لوالدهما المبتعث للعلاج عن التجربة التي مروا بها. تبدأ الحكاية بوصولهم إلى مطار ميونيخ، حيث كان في استقبالهم سائق من قبل السفارة، وفي طريقهم إلى الفندق أجاب السائق عن جميع أسئلتهم المتعلقة بالمدينة، كما أطلعهم على موعد زيارة البرفيسور المعالج. اتصلت به موظفة من السفارة فور وصولهم الفندق لتطمئن، ولتعلمهم بأنها المسؤولة عن ملف والدهم، وأن على أحدهم مراجعة السفارة لإنهاء الإجراءات واستلام مبلغ مالي يصرف لهم أسبوعياً.
في يوم موعد البرفيسور أوصلهم سائق السفارة إلى المستشفى، وسلمهم هناك إلى مترجم عينته السفارة، وظل الأمر كذلك إلى أن تحدد موعد العملية التي تمت بحمدالله بنجاح.
أخبرني محدثي أنه وفي إحدى المرات التي جاء فيها سائق السفارة لتوصيلهم إلى المستشفى سأله مدير الفندق عن ضيوفه من يكونون؟ وإن كانوا ينتمون للعائلة الحاكمة لدولة الإمارات، حتى يحظوا بكل هذا الاهتمام، فصدمه السائق بأنهم أناس عاديون. ويظهر أن المدير لم يصدق، ودفعه فضوله إلى سؤال صديقي بنفسه، فصدق على معلومات السائق، وزاد عليها بأن العلاج على نفقة الدولة، وأن الدولة متكفلة بجميع المصاريف.
استفهم منه المدير عن نسبة ضريبة الدخل التي يدفعونها ليحصلوا على كل ذلك، وحينما نفى صديقي دفع ضرائب، بدا المدير متشككاً، فسأله عما يحتاج إليه المرء في الإمارات للحصول على ما يحصلون عليه، فرد عليه «أن يكون مواطناً إماراتياً»، فاستعلم منه وبتلهف كيف بإمكان الشخص اكتساب الجنسية الإماراتية، فأخبره بأن تولد من أب إماراتي أو أم إماراتية.
يقول صديقي، إنه وقبل عودتهم وصله عن طريق موظف الاستقبال أن المدير يروج عنه أنه كذاب ومنافق، معتبراً أنه «يستحيل أن تقدم دولة ما كل تلك الخدمات بكل ذلك التفاني والإخلاص لمواطنيها لمجرد أنهم مواطنوها».
المصدر: صحيفة الرؤية