ضابط في شرطة دبي برتبة مقدم ، حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة سالفورد بالمملكة المتحدة في إدارة التغيير وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية، مهتم في مجال الجودة والتميز المؤسسي ، يعمل حالياً مديراً لمركز أبحاث التميز بالإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي
نقض يهود بني النضير عهدهم مع رسول الله وحاولوا قتله، فاضطر عليه الصلاة والسلام إلى محاصرتهم وطردهم خارج المدينة المنورة. لم يسكت بنو النضير على هذا الهوان، فجمعوا القبائل في جيش واحد (الأحزاب) لغزو المدينة، وهنا حدث هذان الموقفان:
الموقف الأول: الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) يجمع صحابته ويشاورهم، فيقول الصحابي الجليل سلمان الفارسي: يا رسول الله، إنا كنا ــ بأرض فارس ــ إذا تخوّفنا الخيل، خندقنا علينا، فهل لك يا رسول الله أن تخندق؟ فأعجب رأيُ سلمان المسلمين. وحينذاك قال المهاجرون: سلمان منّا، وقالت الأنصار: سلمان منا، فقال رسول الله: «سلمان منّا أهل البيت».
الموقف الثاني: عندما اشتدّ الحصار طلب رسولنا الكريم مفاوضة قبيلة غطفان للانسحاب من الأحزاب، بشرط أن يدفع لهم ثلث ثمار المدينة لمدة عام، فوافقوا، إلا أن الحبيب محمداً لم يوقّع على الاتفاقية مباشرة، بل نادى أصحابه ليستشيرهم، فقال السعدان (سعد بن معاذ، وسعد بن عبادة): يا رسول الله، أمراً تحبه فنصنعه، أم شيئاً أمرك الله به لابدَّ لنا من العمل به، أم شيئاً تصنعه لنا؟ فقال: بل شيء أصنعه لكم، والله ما أصنعُ ذلك إلا لأني رأيت العرب رمتكم عن قوس واحدة، وكالبوكم من كل جانب، فأردتُ أن أكسر عنكم من شوكتهم إلى أمرٍ ما، فقال له سعد بن معاذ: يا رسول الله، قد كنا وهؤلاء على الشرك بالله وعبادة الأوثان، لا نعبد الله ولا نعرفه، وهم لا يطمعون أن يأكلوا منها ثمرةً واحدة إلا قِرى أو بيعاً، أفحين أكرمنا الله بالإسلام وهدانا له وأعزّنا بك وبه، نعطيهم أموالنا؟ ما لنا بهذا من حاجة، والله لا نعطيهم إلا السيف، حتى يحكم الله بيننا وبينهم، فقال الرسول محمد: أنت وذاك، فتناول سعد بن معاذ الصحيفة، فمحا ما فيها من الكتاب.
أيها القائد.. أيها المدير: إذا كان نبيّنا ــ الذي لا ينطق عن الهوى ــ ينادي أصحابه للشورى قبل أن يتخذ قراره النهائي، بل ويلغي اتفاقية بأكملها ليتبع رأي فريقه القيادي الذي خالفه، فهل يجوز لك أن تصدر قرارك ليلاً ليُفاجأ به مساعدوك نهاراً، وذلك على منوال «لا أريكم إلاّ ما أرى»؟!
إلى الموظف: قائدك ليس محمداً صلى الله عليه وسلم، ولست أنت مثل سعد، لكن إن كنت صاحب رأي فاطرحه بأسلوب سعدٍ ولا تتردد!
إلى الجميع: عندما طرحت الفكرة جاء التحفيز الفوري: «سلمان منا أهل البيت».. هكذا هو القائد.