استطاعت مؤسسة البيت العربي نقل أشكال التراث الإسلامي قديما في قرطبة الأسبانية من خلال معرض (من قرطبة إلى كوردوبا) يحتوي على 50 صورة فوتوغرافية من مصورين أسبان في محاولة لإحياء ونقل تأثير الحضارة الإسلامية في تلك الدولة الأوروبية الآن. المعرض احتوى على صورا لتصاميم المساجد في عهد الدولة الأموية والتي تحولت بعد سقوط الأندلس إلى كنائس أو متاحف، كالمسجد الكبير الذي تحول إلى كاتدرائية ومنارة سان نيكولاس التي كانت جامع قديم وحمامات عربية إضافة إلى المنابر التي اشتهرت بها المدينة كما تسمى عربيا بقرطبة أو كوردوبا كما يسمونها الأسبان. وبحسب أميرة الخضير منسقة علاقات البيت العربي أن قرطبة الآن لا تحتوي إلا على مسجدين ولكنهم ليسوا من المساجد الأثرية أو القديمة بل بنيا حديثا مشيرة من خلال حديثها لـ “الاقتصادية” أن قرطبة قديما كانت تحتوي على 100 مسجد جميعهم أما دمروا أو حولت إلى كنائس ومتاحف, فبعد سيطرة ملك قشتالة فيرنادندو الثالث على الأندلس حولت المساجد المتبقية إلى 13 كنيسة. وأبانت الخضير أن فكرة المعرض تعتمد على توضيح تأثير الحضارة الإسلامية وزخرفتها على البنيان المعماري في اسبانيا والأندلس، فمثلا فن المدن هذا يوجد في اغلب الكنائس والبيوت في اسبانيا الآن وهو فن مقتبس من الزخرفة الإسلامية التي كانت موجودة فترة الحكم الإسلامي للأندلس.
باب المغفرة
صورة لموقع أثري في الأندلس
مدينة الزهراء
باب إشبيلية
منارة سان نيكولاس
ومن جانبها، ذكرت الأميرة عادلة بنت عبد الله بن عبد العزيز رئيسة الهيئة الاستشارية للمتحف الوطني خلال تدشينها أمس الافتتاح النسائي لمعرض (من قرطبة إلى كوردوبا) أن مثل تلك المعارض والمشاركات الثقافية تشكل عاملا رئيسيا في التبادل الثقافي والحوار بين الشعوب المختلفة قائلة إن المعرض ينقل باختصار عراقة الحضارة الإسلامية و تأثيرها الموجود إلى الآن في فن العمارة الاسبانية, مؤكدة على سعادتها بورشة العمل التي يعتزم المعرض تقديمها لطلاب وطالبات المدارس,فنقل الحضارة الإسلامية والحفاظ عليها دور كل رجل وامرأة في هذا الوطن. من جهتها كادت كارمن فرناندث توريس نائبة رئيس البعثة الاسبانية أن معرض الصور الفوتوغرافية يقام كخطوة أولى في الرياض, ولكن المشروع سيكتمل بمشاركة طلاب وطالبات المدارس والأقسام الهندسية في الجامعات في ورشة عمل فنية عن التاريخ الإسلامي في اسبانيا. وأوضحت أن الورشة تستهدف رسم صور لنماذج أثرية من الحضارة الإسلامية في الأندلس, إضافة إلى التعريف بالكلمات المشتركة بين العربية والاسبانية والتي مازالت موجودة إلى الآن ككلمة محراب ومنارة، مشيرة إلى أن نحو 10 في المائة من اللغة الاسبانية مستمدة من كلمات عربية خاصة التي تبدأ بحرف “أ” و حرف “ل”، مؤكدة أن المعرض سينتقل بعد الرياض إلى جدة والمدينة المنورة باعتبارها عاصمة للثقافة الإسلامية في 2013 وربما لدول الخليج العربي وأن الدولة القادمة التي يستهدفها مؤسسة البيت العربي هي مدريد. وبحسب المدير العام لمؤسسة “البيت العربي” إدواردو لوبيز بوسكيتس فإن المعرض يحتوي على 50 صورة فائزة في مسابقة “من قرطبة إلى كوردوبا” من 2012 والتي استهدفت إعادة إحياء التراث الإسلامي بالمدينة الأندلسية عبر 7 مستويات من خلال صور لمسجد الجامع ومحيطه، ومدينة الزهراء، وأسوار وأبواب وأبراج المدينة وحماماتها الشعبية ، كما يمثل الشبكة المعمارية والمآذن والفن المدجن وموضوعات أخرى. ومن الصور الفائزة بالمسابقة صورة “المحراب” للمصور خوسيه كارمن مونخه الجائزة الأولى لأفضل صورة فوتوغرافية, وكائنات صغيرة للمصور النتونيو رويث غيريرو لمدينة الزهراء وصورة المصورة مارتا توخيليلو لمنار سان نيكولاس بالمستوى الرابع, وصورة حمامات عربية للمصور منويل غوتييررث غيرريو وصورة “توريخوس” للمصور انتونيو رويث غيريرو للمستوى السابع في المسابقة عن الموضوع.
المصدر: الاقتصادية