«مهرة» طفلة مواطنة تتغلب على «التوحد» بقوة الإرادة

أخبار

ولدت الطفلة المواطنة مهرة خالد محمد الزعابي، من سكان مدينة كلباء التابعة لإمارة الشارقة، تعاني التوحد، وبالإصرار وقوة الإرادة تغلبت «مهرة» على التوحد، بمساعدة مركز تأهيل المعاقين في إمارة الفجيرة.

وأفادت مديرة مركز تأهيل المعاقين في إمارة الفجيرة، عائشة النجار، بأن المركز نجح أخيراً في دمج الطفلة المتوحدة المواطنة مهرة الزعابي (8 أعوام)، في صفوف الدراسة النظامية، لافتةً إلى أن الطفلة تتمتع بإرادة قوية، وبمساندة والدتها وحرصها على تفوقها أصبحت الطفلة طاقة إيجابية عالية، وأثرت في أداء الطلبة الآخرين في المركز.

وأشارت إلى أن عملية دمج الطفلة بدأت بمرحلة التقييم والتأهيل، ثم تطوير المهارات الذاتية لديها، حتى أصبحت مؤهلة للدمج الكلي في المرحلة الابتدائية.

وأوضحت النجار أنه في حال وصول الطالب المتوحد إلى درجة من الاستقلالية تسمح له باستيعاب المناهج الدراسية، والتأقلم مع البيئة الصفية، يتم تحويله من الدمج الجزئي إلى الدمج الكلي، مع استمرار المتابعة الدورية من قبل المختصين في المركز، مشيرة إلى أن المركز نجح أخيراً في دمج عدد من أطفال التوحد في المركز دمجاً كلياً من خلال الدراسة المستمرة في المدارس النظامية، لافتة إلى أن المعلمات يبذلن جهوداً كبيرة في الفصول الدراسية، ووضع برامج محددة لكل طالب من أجل تطوير سلوكه وتعليمه، ويصبح أكثر تفاعلاً مع مجتمعه وأسرته.

من جانبها، ذكرت والدة الطفلة «مهرة» أن المركز يعتبر المحفز الكبير في تطوير أداء ابنتها، إذ كانت «مهرة» لا تتفاعل مع أقرانها أو تندمج بشكل كبير، مضيفة «حين كنت أحاول مخاطبتها كانت لا تستجيب إلا ببعض الكلمات، على الرغم من أن من هم في عمرها يتحدثون ويلقون الكلمات والعبارات بعشوائية، ما أثار استغرابي، فأخذتها إلى المستشفى لعلها تشكو شيئاً يمنعها من التحدث، إلا أنني اكتشفت أن ابنتي مصابة بالتوحد».

وتابعت أن «الطبيبة المشرفة على حالة (مهرة) نصحتني باللجوء إلى مركز تأهيل متخصص، حتى يتم التدخل المبكر، وإخضاعها لبرامج تجعل حالتها أفضل بكثير مما هي عليه، وبالفعل أدخلتها المركز، وشجعتها على تخطي الصعوبات واكتساب مهارات جديدة».

وتابعت الأم أن المركز يركز اهتمامه على الطالب المتوحد، ويدعم الأسر من أجل دمجه في المدارس الحكومية والخاصة في الإمارة، موضحة أن وزارة التربية والتعليم كانت صارمة في قرار دمج ابنتها، فقد خضعت لاختبارات ومقابلات عدة، لتأكد من قدرتها على التأقلم مع الطلبة الأسوياء والمناهج الدراسية المقررة عليهم.

وأوضحت أن التعليم مع الأسوياء يكسب الطفل المهارات الاجتماعية والتواصلية، والتعلم والتفكير بطريقة أكثر فاعلية، وهو ما يؤكد حاجة هؤلاء الأطفال الماسة للحصول على فرصة للجلوس على مقعد الدراسة، إضافة إلى أن وجود الأطفال ذوي الإعاقة مع الأطفال الأسوياء في فصل دراسي واحد يؤدي إلى زيادة التفاعل والاتصال، ونمو العلاقات المتبادلة بينهم، وأن في سياسة الدمج فرصة طيبة تتاح للطلبة العاديين كي يساعدوا أقرانهم من ذوي الإعاقة.

المصدر: الإمارات اليوم