مهرجان تورونتو ينطلق بدراما عن حياة أسانج

منوعات

سيضحك روّاد مهرجان تورونتو المنطلق في الخامس من سبتمبر (أيلول) وحتى السابع عشر منه عندما يقول وودي ألن لشريكه في بطولة «الجيغولو الباهت» جون تورتورو، «أتعلم؟ النادلات في المقاهي يتقاسمن البخشيش»، هذا يحدث عندما يعلم ألن، الذي يؤدي في الفيلم دور صاحب مكتبة لا يقصدها أحد لموظّفه الوحيد، أن موظفه قبض علاوة عن الأجر المتفق عليه عندما عرض خدماته العاطفية على امرأة تجاوزت سن الشباب (شارون ستون في «عودة»). يريد أن يقاسمه تلك العلاوة (أو البخشيش) فيذكر له نظام النادلات في المطاعم.

ألن، الذي تناولناه هنا قبل أسبوعين، لا يخرج هذا الفيلم (بل جون تورتورو هو من يحتل هذا المنصب) لكن اسمه المحتفى به أضيف على قائمة الضيوف الذين سيؤمّون المهرجان الكندي في الشهر المقبل. «الجيغولو الباهت» Fading Gigolo هو واحد من حفنة من الأفلام تم إضافتها إلى البرنامج الزاخر لمهرجان يراه البعض على أنه مستقبل المهرجانات كلها في حين ينظر إليه البعض الآخر على أنه ظاهرة غريبة بين ظواهر المهرجانات الدولية. واحد بلا مسابقة وبلا لجنة تحكيم. يجمع قسما كبيرا من أفلامه من المهرجانات الكبرى الأخرى ويضيف إليها بعضا من «البرمييرات» العالمية الخاصة به.

إنها المناسبة الثامنة والثلاثون لهذا المهرجان الذي بدأ بالفعل كمهرجان يجلب أفلامه من جولات مبرمجة على المهرجانات التي سبقته خلال العام. من برلين إلى موسكو ومن لوكارنو إلى هونغ كونغ ومن كان إلى سان سابستيان، اعتاد المهرجان الكندي حتى حين ليس بالبعيد أن يسمي نفسه «مهرجان المهرجانات». وبالفعل لم تكن عروضه القائمة على غالبية من الأفلام المستعارة من المهرجانات الأخرى نوع من الكسل أو اللطش، بل توسّم المهرجان بأن جمهور تورونتو وجوارها من الوافدين من شمالي أميركا الذين لم يتسن لأحد منهم أن توجه إلى تلك المهرجانات العالمية الأخرى (أو ربما فاته بعضها) سيجد في المجموعة التي تم تشكيلها من أفلام تلك المهرجانات المناسبة الأمثل لمشاهدتها في مكان واحد.

الحال استمر على هذا النحو إلى أن قررت إدارة المهرجان أن تدخل سن الرشد ففتحت الباب على كل من لديه فيلم لم يتسن له عرضه في المهرجانات الأخرى.

صار، من هذا المنظور منافسا لمهرجانات أوروبية، وخصوصا مهرجان فينيسيا الذي ينطلق قبله ببضعة أيام فقط، إذ وجدت هذه المهرجانات من يفضل تورونتو عليها – إن لم يكن لغاية، فلأن تورونتو يقف على بابين يؤديان إلى احتمالات كبيرة: الأول يؤدي إلى احتمال توزيع الفيلم تجاريا في الولايات المتحدة وكندا، والثاني يؤدي إلى احتمال دخوله مسابقات الموسم من الجوائز الرئيسة. فتورونتو ينطلق في الزمان والمكان المناسبين لمرحلة الربع الأخير من السنة.

نجوم الموسم لا يمكن وصف دورة هذا العام من تورونتو إلا بكلمة «زاخرة». فيلم الافتتاح سيكون دراما بعنوان «الولاية الخامسة»، حول مؤسس «ويكيليكس» جوليان أسانج الذي يؤديه بندكت كمبرباتش مع لورا ليني وستانلي توشي وهو من إخراج بل كوندون. فيلم الختام يحمل عنوان «حياة من الجريمة» حول مجرمين (أبيض وأسود) يخطفان زوجة ثري عقارات مقابل فدية. الفيلم من إخراج دانيال ششتر وبطولة جون هوكس وموس دف وجنيفر أنيستون وهو مأخوذ عن رواية لإلمور ليونارد الذي استعارت هوليوود منه الكثير من الحبكات البوليسية حتى الآن.

ما بين الافتتاح والختام تهطل تورونتو أفلاما لا يمكن حصرها في كلمات وافية من بينها عدد من الأفلام التي سترى نور العرض قبل أيام قليلة في الدورة السبعين من مهرجان فينيسيا. أحد أهم هذه الأفلام هو فيلم افتتاح المهرجان الإيطالي وهو «جاذبية» Gravity لمخرجه ألفونسو كوارون ومن بطولة ساندرا بولوك وجورج كلوني اللذين سيطيران من جزيرة ليدو الإيطالية (حيث يُقام مهرجان فينيسيا) إلى تورونتو للمكوث أمام الصحافيين والمصوّرين.

لكن هذا لا يعني أن أفلام فينسيا ستطير إلى تورونتو بكاملها. لدى المهرجان الكندي بضعة أعمال خاصّة به هذا العام من بينها The Love Punch للمخرج البريطاني جووَل هوبكنز مع بيرس بروسنان وإيما تومسون في البطولة. من بريطانيا أيضا فيلم تقع أحداثه خلال الحرب العالمية الثانية بعنوان «رجل سكة القطار» مع كولين فيرث ونيكول كيدمان في البطولة.

النجوم اليوم عماد المهرجانات (أو بعضها على الأقل) والأمر لا يختلف كثيرا في تورونتو، إلا من حيث أنه الأكبر حين يأتي الأمر لإحصاء عدد النجوم الأميركيين المشاركين. لجانب المذكورة أسماؤهم سنجد، مثلا، راف فاينز وهو يقدّم رواية تشارلز ديكنز «المرأة المخفية» من بطولة فيليسيتي جونز وكرستن سكوت توماس.

مارك روفالو وهايلي ستاينفلد وكيرا نايتلي سيصلون معا لتقديم «هل تستطيع أغنية واحدة أن تنقذ حياتك؟». هيو جاكمان، الذي يتساءل حاليا أين ذهب جمهور «وولفرين» بعدما سقط الفيلم في عروضه، سيحضر عن فيلم «سجناء» الذي يشاركه بطولته (وحضوره) كل من فيولا ديفيز وجايك جيلنهال. ريز وذرسبون من ناحيتها ستخاطب المشاعر الإنسانية في فيلم يدور حول الايدز بعنوان Dallas Buyers Club ومعها فيه كل من ماثيو مكنوهوفي وجنيفر غارنر.

وكيانو ريفز سيقدّم فيلمه الأول كمخرج ذاك الذي صوّره في الصين تحت عنوان «رجل تاي تشي». رغم ذلك سيواصل تورونتو في الوقت نفسه استعاراته. فمن «كان» الأخير سيعرض أفلام هاني أبو أسعد «عمر» وجيم يارموش «فقط العشاق عاشو» وأصغر فرهادي «الماضي» من بين أخرى.

* الميدان المصري

* من بين الأفلام العربية القليلة التي تحظى بالعرض خلال تورونتو المقبل فيلم تسجيلي للمخرجة المصرية جيهان نجيم بعنوان «الميدان» الذي يرصد ما حدث ولا يزال في ميدان التحرير. المخرجة برزت إلى العلن مكوّنة اسما لافتا في عالم السينما التسجيلية عندما قامت بمعاينة «ظاهرة» محطة «الجزيرة» سنة 2004 في فيلم «كونترول روم». هذا ثاني فيلم يطرح موضوعا عربيا لها.

المصدر: الشرق الأوسط