تخبرنا المؤشرات كافة والإنجازات والنجاحات التي نشهدها يومياً بحقيقة واحدة، تتمثل في أن المستقبل عنوانه الإمارات، فإذا بحثنا عن الاستراتيجيات طويلة الأمد والتي تثمر خيراً ونماءً، وإذا فتّشنا عن الرؤى التي تسابق الزمن، ومشروعات الغد، فسنجد كل ذلك متجسداً أمامنا في الإمارات.
وفي دبي، رفيقة التألق التي لا تتوقف يوماً عن إبهارنا، هنا نتلمس في مقدمة المشهد وخلفيته، وفي كل زواياه وأركانه، ومضات من أفكار وأفعال صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، الذي لم يتوقف يوماً عن الحلم، بتحقيق الرفاه لمجتمعه، وترسيخ دبي أرضاً للفرص والابتكار، وبوصلة لكل من يبحث عن حياة كريمة، وعن ترجمة أحلامه التي حلّق فيها بالإمارة إلى مستويات تتحدث عنها الأرقام، وتجعلنا نفكّر ونتأمل ونحلم بما ستفاجئنا به دبي في الغد القريب.
من تلك الأرقام الكثيرة التي تفاجئنا بها دبي على مدار الساعة، ووضعتها في المقدمة، اعتماد صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الموازنة العامة لحكومة دبي للسنوات المالية 2025-2027، بإجمالي نفقات 272 مليار درهم، وإيرادات 302 مليار درهم، وهي الأضخم في تاريخ الإمارة.
في كل عام تأخذنا دبي إلى مرحلة جديدة من النمو.. نمو يعتمد على أسس متينة مبنية على قواعد ثابتة راسخة قادرة على أخذ الإمارة إلى قمّة جديدة، وبدون المال وهندسته بثبات، فإن علواً كهذا سيكون محدوداً، وهو ما لا تقبله دبي لتحقيق إيمانها بالمستقبل.
وإذا نظرنا إلى تفاصيل ميزانية حكومة دبي، كما أعلنها محمد بن راشد، فإن جلّ التركيز سيكون للمستقبل وللتوسع القادم، إذ تم تخصيص 46% من ميزانية العام المقبل لمشاريع البنية التحتية من طرق وجسور وطاقة وشبكات تصريف المياه، إضافة إلى إنشاء المطار الجديد، فيما ثاني حصّة بواقع 30% للصحة والتعليم والتنمية والإسكان وخدمات المجتمع.
ويبشرنا صاحب السموّ بأن ميزانية العام المقبل ستحقق فائضاً تشغيلياً 21% لأول مرة من إجمالي الإيرادات.. والهدف خلق استدامة مالية لحكومة دبي، إذ سيتم استخدامها للاستثمار، بهدف حفظها للأجيال القادمة، إذ أطلقت الحكومة محفظة بقيمة 40 مليار درهم للشراكة بين القطاعين العام والخاص.
بميزانيتها الجديدة الأضخم في تاريخها، تعمل دبي في اتجاهين معاً، الأول توسع دائم لبناء قواعد جديدة لنمو مستدام، والثاني، بالادخار والاستثمار، من خلال استغلال الفائض المحقق في استثمارات تخدم النمو وتعظّم العائدات التي ستشكل مورداً إضافياً في المراحل المقبلة.
وكعادته لا يترك صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، فرصة إلا ويؤكّد فيها على المجتهدين، فيشير بعينيه ويديه إلى سموّ الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير المالية، الذي يقود اليوم الملف المالي في دبي، ويصف صاحب السموّ تلك القيادة بأنها تتم «بكل اقتدار» مجدداً ثقته بسموّ الشيخ مكتوم وبفريق عمله.. مجدداً سموّه إيمانه الراسخ بمسار دبي نحو المستقبل بكل ثقة، ومشدداً على استدامة مالية دبي الراسخة والثابتة والمتطورة، لغدٍ أفضل.
المصدر: الخليج