أكبر نبتة حميض جبلي في مدينة العين، عثر عليها المواطن عمر النعيمي، حيث ظهرت تلك النبتة العملاقة في الجانب الخلفي من منزله، ورغم أن الرجل ممن لديه خبرة كبيرة في البحث عن النباتات التي تنمو بعد سقوط الأمطار مثل الطرثوث والعريون والحماض والحميض، إلا أنه لم ير مثل هذا الحجم في السابق، لذا كانت فرحة الأسرة واندهاش أفرادها كبيرين، ومما هو معروف أن جميع دول الخليج العربية تشهد رحلات بحث يومية بعد سقوط الأمطار بفترة قصيرة، وكأن الناس في سباق لجمع النباتات التي تنمو مع وجود المطر، لأنهم يعلمون أنهم ربما لن يروها حتى الموسم المقبل، ويعد الحميض الجبلي مختلفاً قليلاً في صفاته عن الحماض البري، حيث يمكن أن يزرع الجبلي ولكن لا يعطي ذلك المذاق والنكهة الأصلية للذي نبت دون زراعة.
ويتميز هذا النبات بمذاق حامض لأن أوراقه مليئة بالعصارة الحمضية، ولذلك من يضغط على ورقه يجد تلك العصارة تقطر خارجه من الأوراق، ويقول النعيمي إن الأجداد كانوا يأتون به ليأكله المسن والمريض لعلاج الإمساك وهو منق للدم، وله أثر في علاج الصفار وتنشيط الكبد، وهذا ناتج عن خبرة مجرب، وبالنسبة للطريقة التي يتم بها تناوله بعد أن يتم جمعه، هي عادة أن تقوم النساء بقطف الأوراق وجزء من السيقان ثم ينظف من الأتربة، ويفرم ليكون جاهزاً للأكل كما هو، من دون أية إضافات أو بإضافة الملح وربما يتم تناوله مع السمك المجفف المسحوق، ويقدم إلى جانبه الأرز الأبيض، أو طبق من المرق، وربما يتم تناوله مع قليل من الملح وزيت الزيتون.
أما النوع الثاني فهو الحماض البري، والذي ينبت على جوانب التلال الرملية وبين أحضانها، ويعد من النباتات المحلية الشهيرة، ويخبر الأهالي أبناءهم عن هذه النباتات التي يتوارثون قصصها عاماً تلو العام، ويتم تناول الحماض بذات الطرق التي يتعامل بها مع الجبلي، وفي موسم البحث عنه قد يستغرب الكثيرون من عابري الطرق أو مرتادي الصحارى، لرؤية انتشار الأسر في كل مكان حتى الأطفال والذين يعرفون شكل الحماض ويجتهدون في البحث عنه، «من مبدأ الشاطر يجمع أكثر»، ويعتبر الحماض فاتحاً للشهية ويعرفه الأهالي بأنه مدر للبول، ويستعمل كل جزء منه لغرض من الأغراض، فهو يمنع الغثيان كما أنه مهدئ لألم الأسنان، كما وصفت البذور قديماً بعد أن تحمص كعلاج للإسهال الذي تسببه الدوسنتاريا، ولهذا يقول النعيمي: من الأفضل إجراء المزيد من البحوث العلمية عن طريق الجامعات وكليات العلوم، لأجل التعرف على المزيد من الفوائد، وأيضاً ينصح الأهالي بقطف النبتة عندما يجدونها، وعدم تركها حتى تجف دون الانتفاع بها، ويعتقد النعيمي أن كمية الأمطار التي هطلت خلال الفترة الماضية، كان لها تأثير إيجابي يبشر بالخير بالنسبة للغطاء النباتي، ولاستدامة النباتات المحلية التي تعتبر موسماً ينتظره الأهالي لجمع ما تيسر لهم من هذه النباتات.
المصدر: موزة خميس (العين) – الاتحاد