مازن العليوي
مازن العليوي
كاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية ، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010 ، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة

موجز على عجل

آراء

– الفرح:
لم يبقَ له مكان هناك، ربما تمر أعوام وأعوام قبل أن ينسى الناس هناك الكوارث.. وتنسى الأجيال.. ويعود الفرح لينثر حروفه بينهم، وإلى أن يحين ذلك اليوم فالطاغية مستمر بموسم دفن الفرح الذي بدأه ذات صوتٍ طالبَ بحقه.

– الموت:
صناعة امتاز بها الطغاة، ولكن شتان ما بين طاغية وآخر، أحدهم يزرع الموت في مساحة صغيرة، وآخر يكوّمه على امتداد وطن. وحين يئن الوطن الذي اعتاد أن يحتضن أبناءه، فمن لأبناء الوطن وقت يغصّون بلقمة عشقه وهو يجترع المواجع.

– الأحبة:
تشردوا هنا وهناك، وتنقلوا بين ثلاث قارات والرابعة على الطريق.. ما زالت حكاية التشرد في أوجها، وكل يوم تزداد اتساعا، أما صاحب المعزوفة الأليمة فلا يعرف إلا أن يدوزن آلة الدمار ليطلق تقاسيمه على إيقاع القصف فيما العالم يستمع إلى سيمفونيته “النشاز” ويتفرج على مسرح تناثرت على خشبته الأشلاء.

– الهجرة:
يدرك الجميع أنها شر لم يكن منه بد.. تهجر الكثير من البسطاء، وكثير غيرهم ينتظرون وما بعدهم وما بعدهم.. الغالبية لا ناقة لهم ولا جمل، وحده الكرسي يتشبث بالناقة والجمل حتى ولو تهدمت كل أركان الوطن على رؤوس من لم يجدوا دربا للهجرة. وبعضهم تنفس إذ تخيل أنه تخلص من المرّ ليكتشف أنه وقع في الأشد مرارة، فانكتمت الأنفاس ثانية.. وخيم الظلام.

– الاغتراب:
هو مرحلة باتت واجبة على من يريد أمانا ومستقبلا لأطفاله. ثمة فارق بين ما يجوز وما يجب.. وهناك حيث غربت الشمس لم يعد للأشياء جواز، فالوجوب خيار وحيد تسلم به الأرواح التي لم تفارق أجساد أصحابها بعد.

– المسافة:
بيتك على مرمى “ساعة” وليس على مرمى حجر، غير أن بيتك قد يصبح في أجزاء من الثانية كومة من حجارة، فلا تستطيع الوصول إليه لا بساعة ولا بحجر. وقد تحلم بزيارته، فيأتي من يحاسب الناس على أحلامهم لتقع في ورطة الحلم.

– العيد:
آلام أمك وأبيك التي فاضت – وأنت تبث صوتك إليهما مخترقا مسافات القهر – حطمت داخلك معنى العيد، فلم يعد العيد عيداً.. ولم يعد يومك يوماً، تحن للأمس لأن غدك مجهول، والقصة التي بدأت لا تلوح نهايتها في الأفق.

المصدر: الوطن أون لاين