لن يصل الجيل الجديد من سيارات «فورد موستانغ» إلى الأسواق قبل عام 2015، ولكن نموذج هذا العام، وهو «موستانغ جي تي» تلقى الكثير من لمسات التحديث التي تؤهله لأن يكون مطلوبا من هواة سيارة «موستانغ» الكلاسيكية التي ما زالت تحافظ علي صورتها.
النموذج الجديد لهذا العام يكتسب إضاءة أمامية من نوع «إتش دي» وتصميم أمامي جديد وأضواء خلفية جديدة من نوع «إل إي دي»، وأدوات إلكترونية للمضمار وقبوة صغيرة على الغطاء الأمامي لاستيعاب المحرك الجديد بحجم خمسة لترات. هذا المحرك المكون من ثماني أسطوانات اكتسب ثمانية أحصنة إضافية هذا العام لتصل قدرته الإجمالية إلى 420 حصانا. وهو يدفع السيارة عبر ناقل يدوي بست سرعات إلى سرعة 60 ميلا في الساعة في 4.3 ثانية. وهي أيضا قوية في التوقف من سرعة 60 ميلا في الساعة في مسافة 127 قدما بفضل مكابح «بريمبو» الأمامية، وهي خيار إضافي على السيارة.
ويمكن اختيار ناقل أوتوماتيكي مزدوج يمكن التحكم يدويا فيه بنقل السرعات بتحريك ذراع الناقل. ويمكن اختيار ثلاثة أنواع من مساعد القيادة المرتبط بالتعليق، وفق رغبة السائق منها العادي والرياضي والمريح.
ولا تتميز «موستانغ جي تي» بالتسارع على خط مستقيم فقط وإنما أيضا في الانحرافات والزوايا، باستجابة مباشرة ودقيقة لتوجيه المقود. وهي أفضل «موستانغ» أنتجتها الشركة حتى الآن من حيث الإنجاز في المناورات خصوصا على المضمار. ويمكن للسائق متابعة إنجازه بجزء من الثانية مع تقدير حجم شد الجاذبية في الأركان على أداة إلكترونية مزودة بها السيارة.
التصميم الداخلي ما زال يحافظ على بعض الملامح التقليدية للسيارة مثل مؤشرات القيادة الدائرية، ولكن السائق لا يفتقر إلى أحدث المعدات الإلكترونية، وإن كان بعضها، ومنها نظام الملاحة الإلكتروني، يأتي كإضافة يتعين اختيارها مع السيارة. وهناك خيار طريف لإضاءة الأرضية حول السيارة ليلا بشكل حصان «موستانغ»، وذلك عبر مصباح أسفل المرايا الجانبية. ولكن هناك الكثير من مفاتيح التحكم في الوظائف تقع أسفل لوحة القيادة بجوار ذراع نقل الحركة مما يجعلها صعبة الاستخدام أثناء القيادة.
من الخيارات الأخرى أيضا مقاعد «ريكارو» التي توفر دعما جانبيا يساهم في تثبيت السائق والراكب الأمامي أثناء المناورات الشاقة. وتعتمد الشركة على مواد ناعمة الملمس داخل السيارة، وتختار جلود الكسوة الداخلية بعناية، وهي كسوة تشمل المقود وبطانة الأبواب. وتشمل الخيارات الأخرى نظام التحذير الخلفي من العوائق وبعض الألوان المعدنية وحزمة تأمين السيارة، وكاميرا الفيديو الخلفية. ويصل سعر السيارة بهذه الإضافات إلى نحو 40 ألف دولار (دون الضرائب المحلية). أما من يهمهم الإنجاز على المضمار فعليهم اختيار حزمة «تراك» التي تبلغ قيمتها 2500 دولار وهي تشمل مكابح «بريمبو» ونظام تبريد معزز وتشديد لنظام التعليق. ويمكن للسائق أن يضبط زمن سرعته على المضمار في الانطلاق إلى 60 ميلا في الساعة أو لقطع مسافة ربع ميل وقياس الزمن والسرعة القصوى.
اختبارات المضمار أثبتت كفاءة «موستانغ جي تي» الجديدة، ولكن الملاحظة الوحيدة التي اعتبرها البعض سلبية هي أن السيارة تبدو شبه صامتة في التشغيل حتى على سرعات عالية مع نسبة منخفضة من التروس. ولا تملك نغمة «موستانغ» الأصلية التي كانت تلفت الأنظار أينما ذهبت. ولكن يبدو أن إجراءات مكافحة التلوث والضوضاء في بعض المدن حتمت ألا تزيد ضوضاء السيارات عن حدود معينة مما أجبر الشركة على إخضاع السيارة للمقاييس الجديدة.
وحتى السيارات المزودة بمحركات صغيرة من 6 أسطوانات في فئة المدخل، والتي كانت في الماضي ضعيفة الإنجاز، تحقق قدرة 305 أحصنة وتنطلق إلى سرعة 60 ميلا في الساعة في 6 ثوان. كم أنها تحقق إنجازا إضافيا وهو توفير الوقود بحيث تقطع بغالون الوقود نحو 31 ميلا على الطرق السريعة. ويمكن اختيار الناقل اليدوي أو الأوتوماتيكي لهذا المحرك أيضا. كما يمكن اختيار «موستانغ» المكشوفة بأي من المحركين. أما المحرك الكبير فهو يحقق نحو 28 ميلا للغالون، وهو رقم ليس سيئا لمحرك بهذا الحجم. وتعمل المحركات بتقنية الحقن المباشر للوقود.
ويحتوي موديل هذا العام على تكييف ثنائي وعلى راديو رقمي، ولكن مجال الإضافات والتغييرات والإكسسوارات مفتوح على مصراعيه للمشتري سواء من الشركة نفسها ومن شركات متخصصة في إظهار شخصية هذا النوع من السيارات.
من اللمسات الجديدة أيضا تغيير مؤشرات السرعة للون الضوء منها وفقا لسرعة السيارة، واسم موستانغ بالضوء على عتبة الأبواب واستخدام خلائط الكربون مع الكروم في صنع بعض مكونات التصميم الداخلي. كما تدخل الكثير من التقنيات الجديدة على السيارة مثل تشغيل أنظمة الموسيقى بالصوت وتوصيل الهاتف الجوال بالسيارة عبر «بلوتوث». كما يمكن نسخ أسطوانات الموسيقى المدمجة على ذاكرة السيارة التي تتسع لنحو 2500 أغنية.
وفي السيارات المزودة بأنظمة الملاحة يمكن اختيار شاشة بحجم 4.2 بوصة مزودة بخرائط ثلاثية الأبعاد توضح مواقع محطات الوقود والمطاعم المشهورة، كما يمكن اختيار الكثير من الطرق التي تتجنب الطرق السريعة أو تتجنب الطرق الريفية. ويعمل هذا النظام أيضا بالأوامر الصوتية.
ويقول معلقون جربوا السيارة إنها ما زالت لا تحمل بعض الأنظمة المهمة في مجال السلامة مثل المحافظة على حارة السير والتحذير من النقاط العمياء على جانبي السيارة. وهي بالإضافة إلى ذلك ضيقة في مقاعدها الخلفية، وهي صفة تشترك فيها مع الكثير من السيارات الرياضية الـ«كوبيه». ولكنها بالتأكيد سيارة فريدة ولها تاريخها الحافل وعشاق سيارات «فورد» لا يرضون عنها بديلا. وقد نجحت الشركة تماما في تحديث طراز السيارة والمحافظة على معالم تراثها.
المصدر: صحيفة الشرق الأوسط