نقلت وسائل الإعلام الروسية عن وزير الخارجية سيرجي لافروف أمس، إنه بحث مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، خطوات عملية لوقف إطلاق النار في سوريا وبدء حوار سوري في أستانا، مشيراً إلى محادثات تجرى حالياً في أنقرة بمشاركة عسكريين روس وأتراك مع المعارضة السورية بشأن معايير نظام وقف النار. وأضاف أن محادثات موازية تجرى بين حكومة دمشق والمعارضة، دون أن يحدد أين وأي الجماعات المعارضة تشارك فيها. وسارعت الهيئة العليا للمفاوضات على لسان جورج صبرا إلى التأكيد أن الهيئة التي تضم معارضين سياسيين وجماعات مسلحة «لا علم لها بوجود اتصالات بين المعارضة ونظام الأسد. بالتأكيد ليس لها علاقة بهذا الموضوع». يأتي ذلك غداة إعلان الرئاسة التركية عن «جهود دبلوماسية مكثفة» تبذل حالياً من أجل التوصل لوقفٍ شامل لإطلاق النار في كل أنحاء سوريا. وذكرت وسائل الإعلام الروسية أمس، أن موسكو أعلنت نيتها بدعم من أنقرة، تشكيل مجالس محلية في مناطق خاضعة للمعارضة السورية، بعد مفاوضات مع فصائل معتدلة إسلامية معارضة برعاية الاستخبارات التركية، تتضمن مجالس منتخبة من السكان، وأخرى إنسانية واقتصادية يكفل لها حرية الشحن ونقل البضائع بين مناطقها وتلك التابعة لقوات النظام.
وأعلنت الخارجية الروسية أن الوزير لافروف بحث هاتفياً مع جاويش أوغلو أمس «خطوات عملية لوقف إطلاق النار في سوريا وبدء حوار سوري في أستانا، مضيفة أن الوزيرين شددا على أهمية استكمال التنسيق في أقرب وقت ممكن، بشأن الجوانب العملية لوقف النار، وعزل التنظيمات «الإرهابية» عن المعارضة المعتدلة، إضافة إلى تنظيم اجتماع في عاصمة كازاخستان منتصف الشهر المقبل، لإطلاق عملية تسوية سياسية سورية وفق مقتضيات القرار الدولي رقم 2254 الخاص بإطلاق المفاوضات السورية وعملية الانتقال السياسي. وأكد لافروف أمس، أن بلاده ستعزز تعاونها مع تركيا وإيران بشأن الوضع السوري، مضيفاً حسب وكالة «إنترفاكس» الروسية «سنعزز تعاوننا مع أنقرة وطهران ودول أخرى في المنطقة بشأن المسألة السورية». وذكر بيان للخارجية الروسية أمس بشأن نتائج السياسية الخارجية الرئيسية في 2016، أن موسكو تجري حواراً مع بعض دول الشرق الأوسط حول تسوية للنزاع السوري، مشيرة بصفة خاصة إلى السعودية وقطر ومصر والأردن.
من جهته، أبلغ مصدر دبلوماسي روسي وكالة «نوفوستي»، أن عسكريين روس وأتراكا يجرون حالياً في أنقرة مفاوضات مع ممثلي المعارضة السورية حول معايير نظام وقف إطلاق النار في سوريا وإعلانه. وذكر أن العسكريين الروس والإيرانيين والأتراك، كممثلي الدول الضامنة لنظام وقف إطلاق النار، يخططون للمشاركة في مفاوضات أستانا حيث سيتم إقرار وقف النار.
بالتوازي، ذكرت وسائل الإعلام الروسية أمس أن موسكو أعلنت نيتها تشكيل مجالس محلية في المناطق الخاضعة للمعارضة السورية، في خطوة تدعمها تركيا، وذلك خلال الحوار الذي ستستضيفه أستانا. وتحدثت وسائل الإعلام عن أن هذا التطور نتج عن مفاوضات أجرتها روسيا برعاية الاستخبارات التركية، مع فصائل معتدلة وإسلامية، ووصلت إلى مراحل متقدمة ، على غرار ما جرى في شرق حلب. وحسب التقرير، فإن موسكو اقترحت على هذه الفصائل إقامة مجالس إنسانية واقتصادية بصفة مشتركة، تتضمن حرية الشحن ونقل البضائع بين مناطق المعارضة ومناطق تابعة لقوات النظام، إضافة إلى قيام مجالس محلية منتخبة من السكان، وتتم إدارتها من ضامني الاتفاق، وهما روسيا وتركيا، مع تعهد من البلدين بعدم ملاحقة نظام الأسد أي معارضين أو ناشطين.
إلى ذلك، أجرى وزيرا الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني ونظيره التركي جاويش أوغلو مباحثات في الدوحة أمس الأول، حول تطورات الوضع السوري، بحضور رياض حجاب رئيس الهيئة العليا للمفاوضات السورية، وذلك حسب ما أفادت وكالة الأنباء القطرية الرسمية. ووفقاً للوكالة، فإن المباحثات تناولت التطورات الأخيرة في شرق حلب وما نتج عنها من اجتماعات الأطراف في أنقرة والاجتماع الثلاثي في موسكو، إضافة إلى تنسيق الجهود لضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في المناطق المحاصرة وبقية المدن السورية. كما تم تبادل وجهات النظر حول المسار المستقبلي للأزمة السورية والسبل الكفيلة بإيجاد حل سياسي وفق اتفاق جنيف الأول وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
المصدر: الاتحاد