ارتكبت ميليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح، مجزرة جديدة في تعز، قوامها 96 شهيداً وجريحاً، نتيجة قصفها المستمر أحياء المدينة منذ الجمعة، في حين واصلت الميليشيات تصعيدها العسكري اللافت في جميع جبهات القتال، حيث شهدت محافظة شبوة اشتباكات عنيفة، قتل فيها نحو 30 معظمهم من الحوثيين.
وفي التفاصيل، ارتكبت ميليشيا الحوثي وقوات المخلوع، مجزرة جديدة في تعز، سقط فيها 17 شهيداً، بينهم ثلاث نساء وطفلة، وأصيب العشرات بينهم سبع نساء وستة أطفال معظمهم في حالة خطرة، في قصفها أحياء باب موسى وشارع 26 سبتمبر وباب الكبير، وشارع جمال وجوار فندق ديلوكس، والكمب ومستشفى الثورة في شرق ووسط المدينة.
وقال مقرر اللجنة الأمنية بتعز الرائد صلاح عبدالجليل لـ«الإمارات اليوم»، إن ميليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح واصلت قصفها أحياء المدينة منذ الجمعة، مستهدفة المناطق السكنية بشكل عشوائي وهستيري، ما أدى إلى سقوط تلك الحصيلة الكبيرة من الشهداء والجرحى ومعظمهم من النساء والأطفال.
وأضاف عبدالجليل، أن الميليشيات أرادت لسكان تعز أن يستقبلوا شهر رمضان المبارك بالحزن والمعاناة نتيجة الحصار واستمرار العمليات العسكرية ضدهم بشكل يومي، ومنع الغذاء والدواء عنهم.
وجاء استهداف أحياء تعز من قبل الميليشيات، رداً على تقدم المقاومة والجيش الوطني، في جبهة الجحملية والكمب وحي بازرعة، وسيطرتهم على عدد من الشوارع والمباني.
إلى ذلك صدت المقاومة والجيش الوطني محاولة تسلل الميليشيات إلى مواقع قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في ثعبات والجحملية والدعوة والزهراء والصفاء شرق مدينة تعز، استشهد فيها ثلاثة من رجال المقاومة وأصيب خمسة آخرون، خلال تلك العملية التي سقط فيها من الجانب الآخر عشرات القتلى والجرحى، بينهم المشرف الميداني للميليشيات في شرق المدينة، المكنى بأبي هائل.
وقال قائد الكتيبة الأولى في اللواء 22 ميكا الرائد مرتضى اليوسفي، إن الميليشيات الانقلابية شنت هجوماً عنيفاً على مواقع الجيش الوطني والمقاومة في شرق المدينة، في محاولة لاختراق المواقع. مؤكداً أن الكتيبة الأولى للواء 22 المرابطة بجانب أفراد المقاومة في الجبهة الشرقية تمكنوا وبعد معارك عنيفة من التصدي لهجوم الميليشيات المتكررة على حي الدعوة وثعبات.
وكانت الحكومة اليمنية والسلطة المحلية بتعز والمجلس العسكري ومجلس تنسيق المقاومة وعدد من المنظمات المحلية والدولية دانت المجزرة الأخيرة بتعز، وطالبوا المجتمع الدولي والأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتهم الإنسانية والأخلاقية إزاء ما تتعرض له تعز من إبادة يومية، وقصف وحشي منذ سريان الهدنة.
في الأثناء شهدت مدينة تعز تظاهرة حاشدة احتجاجاً على استمرار المجازر الوحشية التي ترتكبها ميليشيات الحوثي بحق المدنيين، التي راح ضحيتها العشرات بين قتيل وجريح. فيما اعلن رئيس لجنة التهدئة ووقف إطلاق النار في تعز، النائب البرلماني محمد عبدالله نائف، استقالته من رئاسة اللجنة بعد جرائم الحوثيين بقصف أحياء المدينة ومقتل عشرات المدنيين.
وشهدت جبهات شرق المدينة وشمالها، مواجهات عنيفة مع الميليشيات،
وفي الجوف، نفذت قوات الجيش الوطني، حملة أمنية ضد الخلايا الكامنة للميليشيات في عدد من المديريات، وفقاً لمصدر في المقاومة، الذي أكد لـ«الإمارات اليوم»، تمكن قوات الجيش الوطني والمقاومة من اعتقال عدد من المسلحين الذين تم الدفع بهم من قبل الميليشيات إلى مديريات مختلفة في المحافظة للقيام بأعمال تخريبية، على حد وصفه.
وأشار المصدر إلى أن الجيش الوطني قام بتطويق أحد المنازل الذي يضم مسلحين للحوثيين في مديرية المصلوب يتبع عسكر محسن جريم، الذي قام بإطلاق النار على إدارة الأمن في المديرية، كما قامت بحملة في وسط سوق السبت بالمديرية ذاتها، ما نتج عنها مصرع مسلح حوثي، حاول مقاومة الجيش، فيما قصفت الميليشيات مركز مديرية المتون بصواريخ الكاتيوشا.
وفي حجة، سقط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الميليشيات نتيجة تصدي الجيش الوطني في محيط ميدي لهجوم واسع شنته الميليشيات على مواقعهم، كما تم تدمير عدد من الآليات في العملية.
وفي الضالع، لقي القيادي الحوثي في جبهة حمك المكنى بأبي غيلان، مصرعه في مواجهات مع الميليشيات بجوار سوق الليل بمنطقة العذارب الحدودية مع محافظة إب، فيما شهدت مناطق الحامري والتهامي وبيت مدرة وجبل ناصة، مواجهات عنيفة مع الميليشيات التي حاولت التقدم باتجاه قرية القهرة ورمة والحيفة وسط إطلاق نار كثيف.
وفي شبوة، تواصلت العمليات العسكرية للحوثيين في محيط منطقة الصفراء بعسيلان، في حين شنت مقاتلات التحالف غارات على مواقع الانقلابيين في المنطقة. وتواصلت الاشتباكات بين الجيش اليمني والمقاومة الشعبية من جهة، ومسلحي الحوثي من جهة ثانية، حيث أعلنت مصادر مقتل نحو 30 مسلحاً في المعارك العنيفة، معظمهم من الحوثيين. وشنّ الحوثيون الخميس الماضي، هجوماً عنيفاً من اتجاهين لفك الحصار عن مسلحيهم في منطقة الصفراء بمديرية عسيلان في شبوة، لكن الجيش والمقاومة الشعبية تمكنا من صد الهجوم، وقتل نحو 21 مسلحاً حوثياً، وأسروا ثلاثة.
وفي مأرب، تمكنت قوات الجيش الوطني والمقاومة من صد هجوم واسع للميليشيات باتجاه الزور والطلعة الحمراء شرق صرواح، كما أفشلت عمليات تسلل باتجاه معسكر كوفل ووادي الأشقري، ما أدى إلى مقتل ثلاثة حوثيين وإصابة آخرين في العملية.
كما أفشل الجيش والمقاومة محاولة تسلل للحوثيين باتجاه المخدرة، تحت غطاء ناري على منطقة المخدرة بمديرية صرواح.
وفي منطقة نهم شمال العاصمة اليمنية صنعاء، أكد الناطق باسم المقاومة الشعبية الشيخ عبدالله الشندقي لـ«الإمارات اليوم»، قيام الجيش الوطني والمقاومة بالتصدي للحوثيين في جبهة الميمنة المتمثلة في جبل يام الميسرة في قرنة ذياب، وتم تأمين تلك المناطق، مشيراً إلى أن الانقلابيين قاموا بقصف مناطق ادي ملح ومنطقة الحمراء وبني بارق ووادي حريب بصواريخ الكاتيوشا والمدفعية الثقيلة.
وقال الشندقي إنهم في مقاومة صنعاء أعلنوا حالة الاستنفار للرد على مجازر تعز، إلى جانب جميع فصائل المقاومة في جميع جبهات اليمن، وان الساعات القادمة سيكون هناك رد على الأرض.
وفي محافظة إب، أقدمت عناصر مسلحة تنتمي إلى الحوثيين، بإطلاق النار على مدرسة النهضة كبرى مدارس المحافظة، ما أثار حالة من الرعب والهلع في أوساط الطلاب ووقف الاختبارات النهائية فيها.
المصدر: الإمارات اليوم