أكد سمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي ولي عهد عجمان رئيس المجلس التنفيذي، أن الخطة المستقبلية والمشروعات الجديدة في الأعوام القادمة تمثل تحدياً كبيراً يضع ميناء عجمان بثبات في قلب المشهد الاقتصادي في المنطقة. جاء ذلك خلال اطلاع سموه على التصاميم والمخططات والدراسات المعدة لمشروع إنشاء ميناء عجمان، والمزمع تنفيذه في منطقة الزوراء شمال الميناء الحالي، وتتبلور فكرته حول مرسى أعمق وبنية تحتية أقوى تسمح للميناء بالتعامل مع سفن أكبر وقدرة استيعاب أعلى وبالتطور تدريجياً ليصبح ميناء حاويات إقليمياً رئيسياً، يساهم في اقتصاد عجمان بتكلفة إجمالية تقدر ما بين 1.5 إلى ملياري درهم.

استمع سمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي من الشيخ محمد بن عبدالله النعيمي رئيس دائرة الميناء والجمارك، ولونارد فانغ مدير شركة هيشسون عجمان، ومن خلال عرض مرئي إلى استعراض لما يحتوي عليه ميناء عجمان الجديد من رصيف بحري بطول 500 متر، وجسر ارتباط بطول ثلاثة كيلومترات وبعمق أكبر يصل إلى 12 متراً للتعامل مع سفن تصل حمولتها إلى خمسة آلاف حاوية، وهي أكبر بخمس مرات تقريباً من تلك التي تصل إلى ميناء عجمان حالياً، ومحطة برية مساحتها 500 ألف متر مربع لتخزين الحاويات، إضافة إلى تطوير الخدمات اللوجستية الأخرى.

مشاريع مستقبلية

جاء ذلك خلال زيارة سموه لدائرة الميناء والجمارك في عجمان، اطلع خلالها على الأهداف والخطة والاستراتيجية والمشاريع المستقبلية التي سيتم تنفيذها في المرحلة القادمة، وعلى إنجازات الدائرة وتحقيقها لأعلى معدل توطين على مستوى عجمان، وحصولها على نسبة 93.5% لتوطين إجمالي الوظائف بالدائرة، وللوقوف كذلك على أهم المشاريع التنموية التي أنجزتها في السنوات السابقة والتي تأتي تماشياً مع رؤية حكومة عجمان 2021.

وتضمن العرض المرئي تفاصيل حول ميناء عجمان الجديد والذي سيتم تجهيز الرصيف برافعات من نوع بوست بنا ماكس لتحميل وتفريغ الحاويات بكفاءة عالية، وتعمل بأحدث تقنيات التحكم عن بعد لزيادة الفعالية، كما سيتم ربط الرصيف مع المحطة البرية عن طريق جسر متعدد الحراك، لتسهيل عملية مناولة الحاويات واستخدام مقطورة مزدوجة لزيادة الطاقة الاستيعابية للجسر الرابط، من أجل كفاءة وانسيابية حركة المرور.

مبنى حديث متعدد الطوابق

ويضم مشروع ميناء عجمان الجديد إنشاء مبنى حديث ومتعدد الطوابق لمكاتب الإدارة للموظفين والفنيين، كما سيتم بناء غرفة تحكم بالعمليات لتنسيق ورصد جميع الأنشطة في الساحة والرصيف البحري والجسر الرابط لضمان تسلسل العمليات، وتقديم أعلى مستوى في خدمة العملاء، كذلك سيكون الميناء الجديد متصلاً بشكل متقن مع الطرق الرئيسية كشارع الشيخ محمد بن زايد، وشارع الإمارات، وطرق أخرى لضمان سلاسة التنقل عبر دولة الإمارات، مع بنية تحتية مزودة بأحدث ما توصل إليه العلم ونظم التشغيل الحديثة. وقدم الشيخ محمد بن عبدالله لسموه نبذة عن أهمية هذا الميناء الجديد والذي سيعزز القدرة التنافسية كمركز إقليمي، بما يمكنها من أن يكون الميناء مصدراً لنمو الاقتصاد في عجمان.

لقاء مع الموظفين

وكان سمو الشيخ عمار بن حميد يرافقه الشيخ محمد بن عبدالله النعيمي قد التقى في بداية زيارته دائرة الميناء والجمارك مديري الإدارات ورؤساء الأقسام وموظفي الدائرة وموظفي قسم تقديم الخدمات الشاملة للمتعاملين، واستمع منهم إلى طبيعة عملهم وإجراءات سير المعاملات والأنظمة المتبعة في ذلك، وتقديم خدمات متميزة للمتعاملين، تلا ذلك جولة سموه داخل الميناء والاطلاع على أبرز المشاريع والمبادرات التي أسهمت بشكل كبير ومباشر في رفع كفاءة وفاعلية العمليات، وزيادة حجم التجارة ومناولة الحاويات وكذلك تحسين الخدمات بالدائرة.

والتقى سموه أيضاً مع موظفي قسم التفتيش الجمركي والذين أطلعوه على سير العمل وأهم الضبطيات وبعض النماذج التي تم ضبطها، كما اطلع على أبرز المشاريع ومنها جهاز فحص الحاويات بالأشعة والذي يعتبر من أفضل الأجهزة في المنطقة ويستطيع الجهاز مسح ما يصل إلى 120 حاوية في الساعة، ويمكنه تمييز 250 لوناً لمختلف المواد والمعادن بمنتهى الوضوح، كما تم تركيب 73 كاميرا مراقبة عالية الدقة لتتم مراقبة الميناء من خلال غرفة التحكم والمراقبة على مدار الساعة، وذلك لتعزيز الأمن في المنفذ الرئيسي بالإمارة.

آليات ومعدات حديثة

كذلك تم توريد وتركيب العديد من الآليات والمعدات الحديثة، كالرافعات الشوكية ورافعات صف الحاويات متعددة الطبقات، لرفع كفاءة التخزين في ساحة الحاويات وتشييد مستودع مبرد لتخزين البضائع لزيادة مساحة التخزين في الميناء، إضافة إلى ذلك تم إنجاز العديد من العمليات باستخدام أحدث وسائل التكنولوجيا وذات مواصفات عالمية كبرنامج «TOS» نظام تشغيل المحطات الإلكتروني، تماشياً مع النمو المطّرد في حجم المناولة الحاويات.

كما تم إطلاع سمو ولي العهد على المشاريع المستقبلية المخطط تنفيذها في السنوات القادمة، ومن أبرز تلك المشاريع مشروع الخدمات الإلكترونية والتحول الذكي، إضافة للدفع الإلكتروني وتوفيرها للمتعاملين لتقليل زمن إنجاز المعاملة وتسهيل الإجراءات على المتعاملين، وكذلك مشروع مركز سعادة المتعاملين؛ وهو عبارة عن مركز لخدمة المتعاملين بأعلى معايير الجودة ويتضمن منصة لتفتيش الحاويات بجميع أنواعها، ليتم إنهاء جميع أنواع المعاملات من نفس المكان وبأسرع وقت ممكن.

توفير خدمات لوجستية

وأشاد سموه في نهاية الزيارة بإنجاز العديد من المشاريع التطويرية التي قامت بها الدائرة وتميزها، بما يعكس بشكل واضح نمو وازدهار اقتصاد الإمارة وحرصها على توفير الخدمات اللوجستية للمستثمرين، كما أشاد بدور القائمين على تلك الإنجازات واهتمامهم بتنفيذها وفق المعايير الحديثة ومتطلبات العصر. وحث سموه الجميع على مواصلة العمل الدؤوب والاهتمام بالخدمات وتطويرها، لتحقيق أعلى مستويات السعادة لدى المتعاملين تماشياً مع رؤية إمارة عجمان 2021.

وقال سموه إن تلك المشاريع تعتبر من أهم أولويات الاستثمار الحكومي، وحرصها على مواءمتها مع الخطط الاستراتيجية للدوائر المحلية الأخرى وبما يحقق المصلحة العامة في الإمارة، كما تأتي من خلال خطة تطوير شاملة لميناء عجمان من قبل الحكومة ترتكز على توفير برامج وتقنية عالية الجودة، لتطوير خدمات الميناء وشراء معدات وآليات متطورة وذات تقنية عالية لمناولة الحاويات، ومعدات بحرية وملاحية وأجهزة اتصالات. (وام)

خطة مستقبلية

أشار سمو ولي العهد إلى أن إمارة عجمان تسعى للوصول إلى أهدافها، من خلال بلوغ القمة بمزيد من الإنجازات والترويج والإعلان المستمر عن المزايا والخدمات والتسهيلات التي تقدمها حكومة عجمان للمستثمرين، والذي يعمل عليه كل موظفي حكومة عجمان للفت الأنظار وجذب رؤوس الأموال، فضلاً عن آليات التسويق المستمرة داخل البلاد وخارجها.

ونوه بأن توفير المشاريع الخدمية المتميزة في الإمارة يسهم في تشجيع الاستثمار واتخاذها مكاناً ملائماً للعمل لما يتوفر فيها من الخدمات والبنى التحتية وأجواء الأمان والاستقرار وفرص العمل للمواطنين على حد سواء.

وأشاد سموه بما تابعه من مشاريع منفذة وخدمات مقدمة وجهود مبذولة، بما يؤكد حرص دائرة الميناء والجمارك على التعاون والتنسيق الدائم في خططها الاستراتيجية مع الخطط الاستراتيجية للحكومة.. وأثنى على الخطوات البناءة التي اتخذتها دائرة ميناء وجمارك عجمان وحرصها على التطوير الدائم لخدماتها وبما حققته من منجزات ملموسة.

إنجاز أعمال تطويرية

تقدم الشيخ محمد بن عبدالله النعيمي رئيس دائرة ميناء وجمارك عجمان بأسمى آيات الشكر والتقدير لسمو ولي عهد عجمان على هذه الزيارة والاطلاع عن كثب على خطط تطوير ميناء عجمان. وأشاد باهتمام صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي حاكم عجمان وسمو ولي العهد بتطوير ميناء عجمان بهدف جعله من أفضل الموانئ في المنطقة، ويعمل طبقاً لمؤشرات الأداء العالمية.. وقامت دائرة الميناء والجمارك بإنجاز أعمال تطويرية كبيرة وفقاً لخطة التطوير المتفق عليها.

وأكد أن المشروعات المنجزة خلال الفترة الماضية كانت من أهم بنود خطة التطوير، حيث تم تطويرها وفقاً لأعلى معايير الجودة، وتم تجهيزها بأحدث النظم والحلول التكنولوجية عالية المستوى، وتشكل قيمة مضافة إلى الخدمات التي يقدمها ميناء عجمان لكسب رضا المتعاملين.

وقال الشيخ محمد بن عبدالله النعيمي إن ميناء وجمارك عجمان يشهد في الفترة الحالية طفرة كبيرة في حركة السفن والحاويات، فقد أصبح يستقبل العديد من البواخر يومياً، مؤكداً أن طموحاتنا كبيرة وتطلعاتنا نحو المستقبل المشرق ليس لها حدود، إيماناً منا بقدراتنا على مواجهة التحديات الاقتصادية المستقبلية، ونتوقع تحقيق المزيد من النجاح في الأعوام القادمة.

المصدر: الخليج