رست في ميناء خليفة بالطويلة أمس الباخرة “إم.إس. سي باري”، التي تعد واحدة من أضخم سفن شحن الحاويات في العالم وأحدثها، مدشنة بدء العمليات التشغيلية التجارية التجريبية في أكثر موانئ المنطقة تطوراً.
ويبلغ طول السفينة 366 متراً وعرضها 51 متراً، وهي قادرة على نقل 14 ألف حاوية بقدرة إجمالية تبلغ 153 ألف طن.
ورافق وصول السفينة استعراض متناسق تحركت خلاله ست رافعات عملاقة هي الأضخم من نوعها في العالم، مع إطلاق نوافير المياه لمسافة 100 متر من قاربي القطر الجديدين “الدرة” و”الفنسي” العائدين لشركة أبوظبي للموانئ، بينما أطلقت السفينة بوقها لتصدح أصداؤه عبر الميناء.
ويعتبر ميناء خليفة أحد أبرز المشاريع الرائدة التي جرى إنجازها بفضل الرؤية السديدة للقيادة الرشيدة، والتي ستسهم في تحقيق رؤية أبوظبي 2030 الهادفة إلى تنويع الاقتصاد وتحقيق التنمية المستدامة، موضحاً أنه سيتم التشغيل الرسمي للميناء قبل نهاية العام.وقال الدكتور سلطان أحمد الجابر، رئيس مجلس إدارة شركة أبوظبي للموانئ “لم يكن إنجاز ميناء خليفة ليكتمل قبل الوقت المحدد في البرنامج الزمني للمشروع، لولا التوجيهات السديدة والدعم الكبير الذي قدمته قيادتنا الرشيدة”.
وأضاف أن الأول من سبتمبر “مدعاة فخر واعتزاز لشركة أبوظبي للموانئ التي أظهرت التزامها بأداء الدور المنوط بها ضمن رؤية أبوظبي 2030”.
وأعرب عن شكره لحكومة أبوظبي والشركاء من المستثمرين والاستشاريين والمقاولين، ولجميع موظفي شركة أبوظبي للموانئ الذين عملوا على مدار الساعة طوال العامين الأخيرين لإنجاز المشروع.
وقال الجابر “نتطلع قدماً لمستقبل اقتصادي مشرق لميناء خليفة ومنطقة خليفة الصناعية وإمارة أبوظبي ودولة الإمارات العربية المتحدة”.
وأشار الجابر إلى أن تخطيط ميناء خليفة جرى بحيث يكون قابلاً للتوسع والنمو إن دعت الحاجة، وجرى تصميم التكنولوجيا والبنية التحتية بشكل مبتكر بحيث تكون مرنة وقابلة للتطور بما يسهم في خفض تكاليف التوسع مستقبلاً.
وفي هذا الإطار، تم حفر قاع الميناء بعمق أكبر من الحاجة الفعلية الحالية كي يتمكن من استقبال السفن الكبيرة مهما بلغ حجمها.
ومن ناحية أخرى، فإن الرافعات العملاقة من السفينة إلى الميناء “STS”، والتي تعد الأضخم من نوعها في العالم، قادرة على التعامل مع أكبر السفن الموجودة حالياً في العالم، بل وحتى مع السفن الأضخم التي ستبنى مستقبلاً.
قبل الموعد
من جانبه، قال توني دوجلاس، الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي للموانئ “يسعدني تسليم الميناء قبل الموعد المحدد ووفق المواصفات المطلوبة وبأقل من الميزانية المحددة”، معرباً عن امتنانه للقيادة الحكيمة في أبوظبي للثقة التي منحتنا إياها بائتماننا على تنفيذ العمل في ميناء خليفة، ونعتز بأننا أنجزنا العمل وفق استراتيجيات في غاية الانضباط والدقة.
وأضاف “يقع في قلب ميناء خليفة مبنى إدارة محطة الحاويات والذي يضم أحدث التقنيات المستخدمة للتحكم بمختلف نواحي العمليات في الميناء الضخم”.
وقال دوجلاس “بفضل قرار القيادة الحكيمة في أبوظبي بالاستثمار على المدى البعيد في مزايا متطورة مثل البنية التحتية الرقمية لميناء خليفة، يمكن لإمارة أبوظبي أن تقدم خدمات الإمداد الاستراتيجية لشركات الشحن والنقل بسهولة أكبر وفي وقت أقصر وبتكاليف تنافسية”.
ويعد ميناء خليفة الآن أحد أكثر الموانئ تطوراً في العالم من حيث التكنولوجيا المتاحة، ويدار من قبل مرافئ أبوظبي الشركة الرائدة محلياً في هذا المجال.
وذكر دوجلاس أن الفكرة التجارية للمشروع جاءت تماشياً مع التوجه القائم على المدى الطويل في قطاع الشحن البحري والأنماط التجارية، حيث يقدم موقع أبوظبي المتميز في المنطقة والواقع على مفترق طرق للتجارة العالمية، الفرصة للعب دور فعال في الصناعة العالمية وتعزيز تنميتها الاقتصادية.
ولفت دوجلاس إلى أن ميناء خليفة سيكون متصلاً بمشروع السكك الحديدية الذي يجري تطويره من قبل شركة الاتحاد للقطارات، حيث سيعمل الميناء على استيعاب وشحن البضائع بالسكك الحديدية، ما يجعله أول ميناء في المنطقة يوفر لعملائه هذه الوسيلة الحيوية لنقل البضائع.
دور رئيسي
ويلعب المشروع دوراً رئيساً في تحقيق خطط إمارة أبوظبي من أجل تحقيق التنوع الاقتصادي.
وتهدف منطقة خليفة الصناعية “كيزاد” إلى المساهمة بما يصل إلى 15% من الناتج المحلي غير النفطي لإمارة أبوظبي بحلول عام 2030، تماشياً مع أهداف تقليل الاعتماد التقليدي على عائدات القطاع النفطي.
وأوضح دوجلاس أن التركيز في “كيزاد” خلال عام 2012 ينصب على المنطقة “أ” والتي تبلغ مساحتها 51 كيلومتراً مربعاً، مضيفاً أن المشروع يستهدف عدداً من القطاعات والصناعات في مجمعات صناعية متخصصة ومتكاملة، مثل الألومنيوم والصلب والبتروكيماويات والكيماويات والأدوية والمعدات الطبية والورق والطباعة والتغليف والأغذية والخدمات اللوجستية والتجارة والمنتجات الهندسية والمعدنية وغيرها من الصناعات.
وتقدم “كيزاد” مزايا تنافسية عديدة للمستثمرين مثل انخفاض التكاليف وسهولة الوصول إلى الأسواق وسهولة إقامة العمال، من خلال المركز الشامل لخدمة المستثمرين في “كيزاد”.
وقال “شهدنا في شركة أبوظبي للموانئ عاماً حافلة بالنجاحات قمنا فيه بوضع العوارض لأول قوارب قطر في ميناء خليفة، وتسلمنا أضخم ست رافعات من السفينة إلى الميناء واستقبلنا أول سفينة ترسو في الميناء، ووقعنا عدداً من الاتفاقيات مع مختلف الشركاء من الجهات الحكومية ومن بينها هيئة الرقابة الغذائية في أبوظبي والهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف ووزارة البيئة والمياه”.
وأضاف “نحن ماضون في درب التحول إلى بوابة تجارية مهمة للعالم بأكمله”.
المرحلة الثانية
وقال “تتكون المرحلة الثانية، والتي سنبدأ العمل بها مباشرة، من تطوير محطة حاويات أخرى ذات طاقة مماثلة لمحطة حاويات المرحلة الأولى، ودعونا نؤكد لكم أنه عندما تستدعي الحاجة لن يكون الانتظار طويلاً”.
ووفق الخطة الحالية، هناك خمس مراحل لنمو ميناء خليفة بحيث تضمن نمو وتوسع الميناء وفق الاحتياجات المطلوبة، بينما تمضي الشركة قدماً باتجاه أهدافنا في الرؤية الاقتصادية لأبوظبي 2030.
وقال “تفخر شركة أبوظبي للموانئ بكونها عضواً فاعلاً في أبوظبي ونتطلع قدماً لمستقبل اقتصادي مشرق لميناء خليفة ومدينة خليفة الصناعية وإمارة أبوظبي ككل”.
من جانبه، قال مارتين فان ديلندي، الرئيس التنفيذي لمرافئ أبوظبي/ الشركة المسؤولة عن العمليات التشغيلية بميناء خليفة “بإنجازها لميناء خليفة، تكون شركة أبوظبي للموانئ قد أوجدت محركاً اقتصادياً جباراً يسهم في دفع نمو اقتصاد أبوظبي وتنويع مصادره لسنوات عديدة مقبلة”.
وأضاف “يمثل الميناء خطوة نوعية في المجال التقني بحيث يقدم لعملائنا أكفأ الخدمات العالمية وأكثرها تنافسية، ونحن مسرورون لقيامنا ببث الحياة في هذا الإنجاز الهندسي مع انطلاق العمليات التجارية أمس وبدء إدارة هذه المنشأة الوطنية المهمة”.
يذكر أن “مرافئ أبوظبي”، الشركة الرائدة في مجال تشغيل الموانئ، ستتولى عمليات تشغيل محطة الحاويات في ميناء خليفة.
ويجري العمل وفق خطة استراتيجية لزيادة وتوسعة طاقة الموانئ في أبوظبي، لمواكبة النمو الاقتصادي والتجاري والعمراني الذي تشهده الإمارة.
وكان ميناء زايد احتفل خلال العام الحالي بمرور 40 عاماً من النجاح المستمر، ومن المتوقع أن يصل إلى طاقته التشغيلية القصوى بنهاية العام كنتيجة للنمو المستمر الذي تشهده إمارة أبوظبي.
وبحلول الربع الأول من عام 2013، سيكون قد تم تحويل حركة الحاويات من ميناء زايد إلى ميناء خليفة.
وسيواصل ميناء زايد بعد ذلك عملياته التشغيلية المرتبطة بالبضائع التجارية، وسيركز أيضاً على استقبال السفن السياحية، حيث يمتلك موقعاً مثالياً في قلب مركز المدينة، مما يسهل الوصول إلى مختلف المناطق.
وسيتم إنشاء مبنى للسياح في الميناء بموقع تخزين الحاويات الحالي، ليصبح أول ميناء بالدولة لديه محطة ركاب ثابتة.
وقال دي لندي “خلال الفترة الماضية، كنا نقول عن ميناء خليفة مختلف العبارات، والتي من بينها “إعادة تعريف قطاع الموانئ” و”أحدث البنى التحتية المتطورة”، و”أحدث التقنيات وأكثرها تطوراً”، واليوم باتت هذه المفردات واقعاً ملموساً مع بدء العمليات التجارية في سفينة إم سي أس باري لنقل الحاويات النمطية”.
وأوضح أن فريق العمل في محطة الحاويات في ميناء خليفة “قادر الآن على خدمة هذه السفينة العملاقة بكفاءة وسرعة عاليتين، حيث يتم نقل 200 حاوية نمطية في الساعة الواحدة وبدقة عمل تصل إلى 100%”.
وأضاف أن الهدف المرجو والمتوقع من تصميم وبناء محطة الحاويات في ميناء خليفة، يتمثل في خدمة السفن والموانئ وفق أعلى معايير الكفاءة والدقة والسرعة.
وإلى جانب ذلك، تعمل محطة الحاويات على خدمة شاحنات النقل بسرعة عالية، إذ لا يتعدى الوقت المطلوب من الدخول إلى البوابة والخروج من البوابة الأخرى خلال عملية تفريغ وتحميل الحاويات النمطية 30 دقيقة.
وبمقارنة الأمر من خلال الإجراءات المعتمدة في الموانئ الأخرى مثل ميناء زايد وغيره، فإن تلك العملية تستغرق ساعتين.
وقال “لقد شاهدت عدداً قليلاً من الموانئ في العالم التي تستطيع تحقيق ذلك، ولكن ما أود تأكيده أن ميناء خليفة يلبي، بل ويتجاوز، جميع المعايير العالمية”.
وقال “قد أرسينا معايير جديدة في المنطقة عادت لنا بمنافع عظيمة كمؤسسات وأفراد حاضراً ومستقبلاً”، مشيراً إلى أنه “عهد جديد بالنسبة لنا وضعنا في مكانة ومصاف جديدين”.
وتدير وتشغل مرافئ أبوظبي حالياً موانئ أبوظبي الثلاثة الرئيسية، ميناء زايد- البوابة الرئيسية لعمليات الشحن في إمارة أبوظبي، والميناء الحر الذي يلبي متطلبات القوارب والسفن والبوارج الصغيرة، إضافة إلى ميناء مصفح الكائن في قلب المنطقة الصناعية.
حول ميناء خليفة
أبوظبي (الاتحاد)- تم بناء كاسر أمواج بيئي يمتد على مدى 8 كيلومترات بقيمة 240 مليون دولار بالقرب من أكبر منطقة شعاب مرجانية في الخليج، والواقعة في رأس غناضة والذي يعد من المميزات البيئية الفريدة الخاصة بالمشروع.
ويضم ميناء خليفة جدارا لرصيف الميناء يمتد طوله 3,2 كيلومتر إضافة إلى قناة بحرية لمرور السفن بطول 12 كيلومتراً.
كما تمت زيادة ارتفاع وتسوية الأرض بمساحة 20 كيلومتراً مربعاً كـ”جزء من مشروع كيزاد”، عن طريق نقل أربعة ملايين متر مكعب أسبوعياً من الرمل والمواد الأخرى.
وتضمن أسطول العمل على المشروع أكثر من 400 قاطرة ذات 22 عجلة و120 بلدوزر و60 حاملة ذات عجلات، و25 رولر و25 ممهدة و40 ناقلة ماء تعمل على مدار الساعة، كما بلغ عدد العاملين في المشروع نحو 15 ألف عامل خلال فترات ذروة العمل.
كما قام فريق العمل في المشروع بعمليات حفر تكفي لملء 17,6 ألف حوض سباحة أولمبي ويضم المشروع مرفقا للتبريد عن طريق مياه البحر من أجل مصنع صهر الألومنيوم الجديد، والذي يحوي أنبوباً بطول 13 كيلومتراً وعرض 2,6 متر، ويضم المشروع أيضاً جسرين يعتبران أول وثالث أطول جسرين في الإمارات.
وتم تركيب الرافعات وإخضاعها لاختبارات صارمة من أجل ضمان انطلاق العمليات التشغيلية بكفاءة وفعالية، حيث ستتمكن من مناولة 2,5 مليون حاوية و12 مليون طن من البضائع العامة.
وتبلغ مساحة جزيرة ميناء خليفة 2,7 كيلومتر مربع، إضافة إلى المساحات المخصصة في المنطقة “أ” للخدمات المساندة ويبلغ طول الأرصفة البحرية أكثر من 4000 متر خصص 1200 متر منها لمحطة الحاويات.
سيخدم الميناء أيضاً عمليات الشحن البحري والتجاري من وإلى إمارة أبوظبي، فضلاً عن تلبية احتياجات المشاريع والمصانع في مدينة خليفة الصناعية “كيزاد”، مثل رصيف الشحن الخاص بشركة الإمارات للألومنيوم، والذي يؤمن منظومة متطورة وفعّالة لشحن المواد الأولية والإنتاج.
وبحلول عام 2030، سيكون ميناء خليفة قادراً على مناولة 15 مليون حاوية قياسية و35 مليون طن من الشحنات العامة عند الحاجة.
كما يتيح الميناء للعملاء وشركات نقل البضائع واللوجستيات من المنطقة والعالم منافع عديدة ومتنوعة، من بينها الوصول إلى أسواق تضم 4 مليارات مستخدم وقربه 4 مطارات دولية.
ويتميز ميناء خليفة على المستوى العالمي بقدرته على استيعاب الجيل الجديد من سفن الشحن العملاقة القادرة على نقل 22 ألف حاوية في كل رحلة، وسيتم تجهيز الميناء مستقبلاً بنظم تكنولوجية حديثة تستخدم لأول مرة في المنطقة، مثل مرافق إعادة شحن السفن من الشاطئ.
أبرز الأرقام
– تبلغ قدرة الاستيعاب 2,5 مليون حاوية نمطية خلال المرحلة الأولى
– سعة التخزين في فناء الحاويات تبلغ 50,5 ألف حاوية نمطية
– طول الرصيف البحري 1000 متر
– إنتاجية رافعات السفن إلى الرصيف البحري 35 حركة في الساعة
– تم نصب أول رافعة تكديس آلية في ميناء خليفة في سبتمبر 2011
– بحلول 20 فبراير 2012 تم نصب 20 رافعة آلية و10 حاملات حاويات على الإطارات
– تم نصب أول رافعة تكديس آلية في 1 سبتمبر 2011
– يمتد طول جسر الرافعة إلى 56 متراً بقدرة مناولة على امتداد عرض السفينة إلى 22 حاوية
– يصل ارتفاع الرافعة إلى 44 متراً
– تستـوعب رفع 110 أطنـان من الحمـولة
تحويل سفن الحاويات الواردة الى ميناء زايد إلى ميناء خليفة
أبوظبي (الاتحاد)- أفادمارتن دي لندي الرئيس التنفيذي لمرافئ أبوظبي المشغل لميناء خليفة بأن سفن بضائع الحاويات الواردة إلى ميناء زايد سيتم تحويلها خلال الفترة من سبتمبر 2012 وحتى نهاية مارس 2013، على أن يتم نقل سفن البضائع العامة والسائبة والسائلة في مراحل لاحقة.
وقال مارتن «تتمتع مرافئ أبوظبي بمكانة رائدة على صعيد المنطقة، حيث تتضمن حقيبة الخدمات التي تقدمها محطة مخصصة للحاويات، ومحطة تفريغ الحاويات، ومخازن، ومخازن مبردة، وأرصفة مخصصة للبضائع العامة».
ولفت إلى أن مناولة الحاويات في موانئ أبوظبي نمت خلال السنوات الخمس الماضية بنسبة 300%، لترتفع إلى 767,7 ألف حاوية نمطية العام الماضي، مقارنة بنحو 250 ألف حاوية بنهاية عام 2006.
وشهدت عمليات النقل بالسفن البحرية نمواً قدره 11% في عام 2011، حيث استقبل ميناء زايد قرابة 160 ألف مسافر.
وخلال الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، سجلت شركة مرافئ أبوظبي، نمواً مطرداً في حجم البضائع والمسافرين عبر ميناء زايد.
وأظهر تقرير الشركة لأعمال المناولة خلال النصف الأول من العام، ارتفاع مناولة الحاويات في موانئ الإمارة إلى 349 ألف حاوية، مقابل 339 ألف حاوية بنهاية النصف الأول من العام الماضي.
وأضاف التقرير “سجلت الحركة الملاحية في موانئ الإمارة 18 ألفاً و454 حركة، واستحوذ ميناء وقناة مصفح على 54% من إجمالي الحركة الملاحية بالإمارة، مسجلاً 10,08 أف حركة بحرية، وميناء مغرق بنحو 3,7 ألف حركة والميناء الحر بواقع 3,40 ألف حركة، بينما سجل ميناء زايد 1175 حركة، أما ميناء خليفة الجديد فشهد 30 حركة بحرية”.
الشامسي: البنية التحتية للميناء تستوعب 5 ملايين حاوية إذا دعت الحاجة
أبوظبي (الاتحاد)- أكد الكابتن محمد الشامسي، نائب الرئيس التنفيذي لوحدة الموانئ في شركة أبوظبي للموانئ، أن البنية التحتية لميناء خليفة تحقق قدرة استيعابية تصل إلى نحو 5 ملايين حاوية نمطية حالياً، فيما يعمل الميناء بطاقة استيعابية تبلغ 2,5 مليون حاوية نمطية، لافتاً إلى أن الميناء قادر على استيعاب خمسة ملايين حاوية سنوياً خلال المرحلة الأولى في حال دعت الحاجة.
وقال في تصريحات للصحفيين على هامش بدء العمليات التشغيلية أمس “نحن في غاية الرضا بانطلاق العمليات التشغيلية في ميناء خليفة وبنيته التحتية المتطورة”.
وقال “هذه هي البداية فقط، ونتطلع قدماً للتوسع في المستقبل، في حال دعت الحاجة والطلب في السوق لذلك”.
واستعرض الشامسي في جولة بالميناء غرف التحكم في استقبال السفن والتعامل مع مناولة الحاويات بنظام شبه أوتوماتيكي، لافتاً إلى أن المعدات الحالية تتضمن 6 كرينات “رافعات” كبيرة و20 حاضنة و30 رافعة تنصيص، مستعرضاً طريقة نقل الحاويات من السفينة حتى موقع التخزين وكذلك الوقت المستغرق لتحميل الشاحنات أو تفريغها والذي لا يتجاوز 25 دقيقة، مقابل ساعة بالنظام اليدوي والذي كان مستخدماً في ميناء زايد.
وتناول البنية التحتية التي أنجزتها الشركة وتشمل محطة الحاويات الرئيسية ومبنى الشركة ومكاتب الجهات المحلية بالإمارة وأجهزة أشعة إكس ري والطرق والجسور، مشيراً إلى أن الشركة انتهت من اختبارات المحاكاة لمناولة الحاويات وإجراءات الأمن والسلامة ووسائل الكشف عن البضائع.
وأضاف أن تنفيذ المشروع يأتي في إطار رؤية أبوظبي بتنويع مصادر الدخل ودعم القطاع البحري والعمل على استدامة التنمية.
واستعرض الشامسي خلال جولة للإعلاميين تاريخ إنشاء الميناء والمراحل الزمنية التي استغرقها، وأبرز العمليات الإنشائية والبنية التحتية التي تم إنجازها خلال الفترة من 2008-2012.
ونوه الشامسي إلى أن نسبة التوطين بالشركة بلغت 35% خلال العام الحالي وهي النسبة المستهدفة، لافتاً إلى أن الميناء يضم للمرة الأولى مواطنين مرشدين بحريين.
وأكد الشامسي اختبار كل المباني التشغيلية ومدى مطابقتها لمعايير البناء المناسبة لعمليات الميناء وأنشطته التشغيلية، كما تم اختبار كل الأرصفة البحرية وأرصفة التشغيل وعلى رأسها رصيف مناولة الحاويات الرئيسي والمستقبل لحركة السفن والبوارج وناقلات الحاويات، إلى جانب اختبار مناطق التشغيل على الأرصفة والمحيطة بالرافعات العملاقة، والتي تجري فيها أنشطة المساعدة لأعمال الرافعات من التفريغ والمناولة للحاويات والبضائع وسهولة رصها في مناطق التفريغ المبدئي أو نقلها من خلال الرافعات الأتوماتيكية المساعدة إلى مناطق الفرز والنقل الخارجي، أو نقلها إلى مستودعات التخزين الخاصة ببعض الشركات.
وتم إضافة إلى ذلك اختبار الرافعات الثقيلة الرئيسية ودخولها أيضاً عمليات تشغيل تجريبي، إلى جانب معدات النقل الأتوماتيكي الرابطة بين عمليات التفريغ ومناطق النقل والتخزين، إضافة إلى اختبار المرافق والطرق والجسور ومرافق الحركة وعمليات الانسياب بين أرجاء ومناطق الميناء كافة.
ويتم أيضاً اختبار عمليات التشغيل الإدارية سواء المراقبة على الميناء أو الإرشاد أو عمليات تأمين الميناء، واختبارات السلامة والجودة واختبارات الاستعدادات للطوارئ والتدخل السريع لمواجهة الأزمات.
كما يتم اختبار الرافعات الثقيلة من خلال حمولات اختبارية للوقوف على مدى استعدادها لمزاولة عمليات المناولة وتفريغ حمولات السفن التجارية والناقلات، سواء من الحاويات أو البضائع التي سيستقبلها الميناء الرئيسي بعد دخوله عمليات التشغيل.
وهناك اختبار الرافعات الأوتوماتيكية أو المعروفة برافعات التكديس، وذلك للوقوف على مدى قدرتها على نقل الحركة وانسيابية نقل العمليات من الأرصفة التشغيلية إلى مناطق الفرز والتخزين، حيث ستكون تلك الرافعات الإدارة الرابطة بين مناطق التشغيل المختلفة في الميناء.
العامري: الميناء يختص بأنشطة المناولة والتفريغ والشحن
أبوظبي (الاتحاد)- قال سالمين العامري المدير التجاري لمحطة الحاويات في ميناء خليفة “سيعنى الميناء بأنشطة المناولة والتفريغ والشحن لكل من الحاويات النمطية المتعارف عليها، إضافة إلى أنشطة مناولة وتفريغ البضائع بجميع أشكالها سواء البضائع السائبة أو البضائع المدحرجة”.
وأضاف العامري “يستطيع الميناء خدمة أكبر السفن في العالم، حيث يبلغ عمق قناته الملاحية نحو 16,5 متر وحوالي 18 متراً عند جدار الرصيف وتتسع بعرض 250 متراً وطول 12 كيلومتراً، فيما يبلغ طول كاسر الأمواج البيئي نحو 8 كيلومترات”.
وقال “يعمل ميناء خليفة، حالياً بـ 6 رافعات “بناماكس” الأكبر من نوعها في العالم، لنقل الحاويات من السفن إلى رصيف الميناء، وتعد من المعالم البارزة للميناء حالياً، كما تضم المعدات المستخدمة في أعمال الميناء 30 رافعة ترصيص آلية، و20 رافعة متحركة”.
يذكر أن ميناء خليفة استقبل في نوفمبر من عام 2010، أول سفينة على رصيف شركة الإمارات للأمنيوم “إيمال”، الذي يعمل حالياً بكامل طاقته.
وتستكمل الشركة خلال المرحلة المقبلة رافعات للعمل في التفريغ ونقل الحاويات والبضائع إلى مناطق التكديس أو مناطق ومستودعات التخزين، إلى جانب نقل الحاويات إلى مناطق فرز البضائع التي يتم تطويرها داخل الميناء.
غرفة التحكم الآلي
بدوره، قال أحمد المطوع مدير العمليات في ميناء خليفة “توجد بميناء خليفة أول غرفة تحكم من نوعها بالمنطقة والتي تضم قسم التخطيط الذي يختص بالاطلاع على بيانات السفينة القادمة واستيفائها لجميع الشروط والإجراءات، وقسم متابعة سير الحاويات وقسم تحديد مواقع السفن على رصيف البواخر وقسم مناولة الحاويات للشاحنات القادمة لتسلمها والذي يستطيع تحميل 220 حاوية للشاحنات خلال 60 دقيقة”.
وتعد “شركة أبوظبي للموانئ” مطوراً رئيسياً للموانئ والمناطق الصناعية ومناطق التجارة والعمليات اللوجستية والخدمات ذات الصلة.
وتهدف الشركة إلى إنشاء منصة نمو مستدام تشجع على التوسع والتنويع الاقتصادي لإمارة أبوظبي، من خلال إدارة الموانئ التجارية في جميع أنحاء الإمارة ودعم مشاريع البنية التحتية مع الشركاء وتأسيس شركات جديدة ومشاريع مشتركة، مع الشركاء الذين يعملون في خدمة وتشغيل قطاعات الموانئ والمناطق الصناعية.
وتسعى شركة أبوظبي للموانئ لتكون في الطليعة في مجال الخدمات اللوجستية والبنية التحتية الصناعية، وتركز حاليا على بناء إحدى أكبر المناطق الصناعية في العالم، كيزاد.
وتم استكمال جميع تجهيزات الرصيف الرئيسي للميناء بما فيه منطقة التشغيل في المرحلة الأولى لاستقبال السفن والشحنات ويبلغ طول الرصيف نحو 2 ,1 كيلومتر، وهي مساحة واسعة تكفي لاستيفاء الطاقة الاستيعابية القصوى المخططة للميناء.
وتحيط بالرصيف منطقة تبلغ مساحتها نحو 2 كيلومتر تتم فيها أنشطة التفريغ والمناولة مما يوفر المساحات المطلوبة لاستقبال أكبر عدد من السفن وسهولة وانسيابية نقل البضائع والحاويات إلى المناطق التشغيلية الخلفية.
ويضم الميناء عدداً من الأبنية الرئيسية التي تختص كل منها بمهمة أساسية في أعماله، وتتوزع تلك المباني بشكل ملائم لطبيعة أعمالها وانسيابيتها مع المرافق الأخرى.
المصدر: جريدة الاتحاد