على مدى نصف قرن، ذاع صيت «ميني» على أنها علامة قادرة على التكيّف والتغيّر في مجال السيارات، ولا سيما أنها أدخلت تغييرات حسنة التوقيت حولتها من دخيل مشاكس إلى رمز ثقافي.
فمنذ أن طرحت في السوق عام 1959 بسعر 496 جنيهاً استرلينياً برزت على أنها سيارة صغيرة فريدة من نوعها في عالم من السيارات المخصصة للأسر. وقد مثّلت البديل الصغير والاقتصادي للمركبات التي تستهلك كميات كبيرة من الوقود، ولا سيما أنها صُممت كحل لمواجهة مشكلة تقنين الوقود الناجم عن أزمة قناة السويس في خمسينات القرن الماضي. استعانت شركة السيارات البريطانية (BMC) بالمصمم السير أليكس إيسيغونيس الذي ابتكر سيارة ببابين وبمحرك من أربع أسطوانات مع نظام دفع بالعجلتين الأماميتين، وهيكل أحادي صغير للغاية، ولكن مع قدرة الاستفادة من نسبة 80% من أرضية السيارة للركاب والأمتعة.
وأنيط تصنيع السيارة التي تم إطلاقها عام 1959 بعلامتين تابعتين لشركة السيارات البريطانية BMC هما “أوستن” و”موريس”. واستمرت الشركتان بصنع السيارتين بمواصفات متشابهة للغاية حتى عام 1969، حين رضخت شركة السيارات البريطانية BMC لمطالب الجمهور ودَعت السيارة ببساطة «ميني» فحوّلت ذلك الاسم إلى علامة تجارية مستقلة.
طريق
في السنوات القليلة اللاحقة، شقت «ميني» طريقها إلى عالم السيارات والثقافة مع شخصية يمتزج فيها الغموض والحيوية والثقة العالية. وبفضل تصميم إيسيغونيس الرائع وبفضل الفكرة الثورية التي أضافها مصمم سيارات الفورمولا واحد جون كوبر والتي حسّنت قدرات السيارة الديناميكيةـ غدت «ميني» سيارة صغيرة وسريعة، وما زالت تتحلّى بهذه المزايا حتى اليوم.
إنجاز
استمر تصنيع سيارة «ميني» الأصلية، في جميع أنواعها وأشكالها، حتى عام 2000، مما يشكّل إنجازاً دام لمدة 41 عاماً أصبحت في خلالها السيارة البريطانية الأكثر مبيعاً على الإطلاق مع مبيع 5.3 مليون سيارة حول العالم. مع أن السيارة خضعت لتطورات طفيفة في ذلك الوقت، فقد شهدت تغييرات من ناحية المصنعين.
ففي ثمانينات القرن الماضي، تطورت شركة السيارات البريطانية BMC لتصبح مجموعة روفر، التي تم بيعها بعد ذلك لمجموعة BMW في عام 1994. ومع هذا الانتقال تمهّدت الطريق لظهور سيارة أحدث وأجرأ وأقوى.
لقد مهدت الألفية الطريق لوصول سيارة «ميني كوبر» الجديدة. فكانت سيارة بهيكل متطور وبمحرك قوي. فجذب أداؤها المحسن (85 كيلوواط/115 حصاناً) اهتمام الجيل الجديد من عشاق السيارات وولاءه. وفي عام 2001، كشفت «ميني» عن نسخة أنضج من سيارتها مع طرح «ميني هاتش» وسيارة «ميني كوبر اس» المجهّزة بشاحن فائق.
وفي عام 2009، احتفلت «ميني» بعيدها الخمسين وبتاريخها العريق وحيويتها الدائمة مع إطلاق طرازين محدودي العدد، وهما 50 Mayfair و50 Camden. ويشير وصول هذين الطرازين التذكاريين إلى المنطقة على الأهمية المتزايدة التي تكتسبها العلامة في الشرق الأوسط مع تحقيق نمو سنوي في المبيعات. وفي عام 2011، حققت «ميني» إنجازين رئيسيين في الشرق الأوسط، ألا وهما تسجيل النمو الأكبر على الإطلاق (77%) منذ إطلاق العلامة في المنطقة وطرح سيارة «كاونترمان » بأربعة أبواب.
حصرية
أما علامة «جون كوبر ووركس» الفرعية فهي سيارة حصرية بأداء رفيع ينشده محبّو السرعة والأداء، فتحافظ بذلك على التاريخ العريق الذي كتبه طراز «ميني» Cooper الأصلي في عالم السباقات. ومع مستويات القوة والسرعة والتسارع الأعلى بين كل طرازات «ميني»، ومع التجهيزات المتاحة والإضافات، يشكل هذا الطراز نسخة محسنة للغاية مقارنة بالطراز الأساسي. وفي عام 2012، طُرحت «جون كوبر ووركس كاونتري مان» للمرة الأولى في المنطقة.
وعام 2015 شكلت سيارة «جون كوبر ووركس هاتش» الجديدة كلياً أحد أبرز سيارات معرض قطر للسيارات للعام 2015، إذ تتحلى بالمحرك الأقوى على الإطلاق لأي سيارة صنّعتها «ميني» ، وهو محرّك سعة ليترين وبتكنولوجيا التوربو الثنائي TwinPower Turbo بقوة تبلغ 231 حصاناً وعزماً يبلغ 320 نيوتن متر.
محطة
وعام 2015، وبعد 56 عاماً من الابتكار في التصميم والأداء، وصلت رحلة «ميني» إلى محطة تاريخية جديدة مع طرح هويتها الجديدة التي تجمع بين طاقة الشباب والتفكير المبتكر والتاريخ العريق، حيث افتتحت ميني كلابمان عند إطلاقها عام 2015، فصلاً جديدا لعلامة تجارية أتقنت فنّ إعادة الابتكار لأكثر من 50 عاماً. وشكّلت بداية لهوية بصرية جديدة.
المصدر: البيان