محمود الحضري
أكد ناصر النويس رئيس مجلس إدارة مجموعة روتانا الفندقية أن أبوظبي قطعت شوطاً طويلاً على طريق التحول إلى أهم وجهة عالمية في السياحة الترفيهية والثقافية والرياضية، موضحاً أن صورة القطاع النهائية تكتمل في غضون أربع سنوات، مع توالي إنجاز المشاريع.
وقال في حوار أجرته معه “الاتحاد” إن جزيرة السعديات، واحدة من أبرز الوجهات السياحية ذات البعد العالمي، في ظل افتتاح وإطلاق العديد من المشروعات في مجال الضيافة والترفيه، وهو ما يعزز من جاذبيتها، لتكون أبرز مواقع العالم في السياحة الثقافية.
وشدد على أن تحويل جزيرة السعديات إلى وجهة سياحية ذات خصوصية، سيسهم في تحقيق أهداف التنمية السياحية لأبوظبي، مؤكداً أن “روتانا” تعمل على أن تكون لاعباً رئيسياً في هذه المنظومة الجديدة، ويمثل منتجع روتانا السعديات واحداً من مساهمات روتانا لتقديم قيمة مضافة للقطاع السياحي في العاصمة.
وقال “افتتاح منتجع روتانا سيتزامن مع افتتاح متحف “اللوفر أبوظبي” بالجزيرة عام 2015..وستتحول الجزيرة تدريجياً إلى نموذج سياحي عالمي”.
وتشهد السعديات افتتاح متاحف عالمية، على رأسها متحف “اللوفر أبوظبي” عام 2015، ومتحف زايد الوطني عام 2016، ومتحف “جوجنهايم أبوظبي” عام 2017. وتواكب توسعات “روتانا” النمو السياحي بالعاصمة.
وتمتلك “روتانا” فندقين في جزيرة ياس التي تعتبر وجهة ترفيهية رياضية عالمية، إذ تضم أحدث حلبات العالم لسباقات الفورمولا 1 وأحدث مدينة ألعاب مائية “ياس ووتر ورلد”، إلى جانب أكبر مدينة ترفيهية مغطاة بالعالم “عالم فيراري أبوظبي”.
إلى ذلك، قال النويس إن الإمارات تمتلك مقومات سياحية تفوق المستويات العالمية، ما يؤهلها لتكون لاعباً أساسياً في القطاع على مستوى العالم. وقال “معدل النمو السياحي في الدولة تجاوز 10% سنوياً..وليس هناك ما يحول دون ارتفاع حصة السياحة إلى 25٪ من الناتج المحلي الإجمالي بنهاية العقد الحالي”.
وكان تقرير اقتصادي أصدره مجلس السفر والسياحة العالمي أظهر أن قطاع السفر والسياحة الإماراتي أسهم بنسبة 14٪ في الاقتصاد الوطني خلال عام 2012، متجاوزاً المتوسط العالمي وقدره 9 بالمائة..
ووفرت أنشطة القطاع عوائد مباشرة وغير مباشرة بلغت 193,6 مليار درهم (52,7 مليار دولار) لإجمالي الناتج المحلي لدولة الإمارات في العام 2012، ومن المتوقع أن ترتفع هذه المساهمة بنسبة 3,2% العام الحالي.
وأشار النويس إلى أن هناك مميزات تكاملية في الأنشطة السياحية على مستوى الدولة، الأمر الذي يدعم تنامي القطاع، وتزايد عدد الزوار سنوياً. وحول رؤية دبي السياحية 2020، قال النويس إن استقطاب 20 مليون سائح إلى دبي “ليس صعباً”، بفضل البنية التحتية التي تتمتع بها الإمارة والمزايا السياحية التي تتمتع بها. لكن تحقيق دبي الرؤية الطموحة، سيتطلب تشييد المزيد من الفنادق لتلبية متطلبات الخطط التوسعية، لافتاً إلى أن من بين مفردات رؤية دبي 2020 العمل على تطوير القطاع السياحي، لزيادة التدفقات السياحية ومضاعفة المساهمة السنوية للقطاع السياحي في الاقتصاد المحلي.
وقال “دبي والإمارات بشكل عام نجحت في تخطي الأزمات كافة التي واجهتها، واستقطبت ملايين السياح، وتوفر مقومات عالمية في المنتج السياحي، والأمن والأمان والاستقرار”.
وبين أن الامارات كانت من أوائل الدول التي احتضنت الفنادق “الإسلامية” والتي تلبي تطلعات ورغبات شريحة واسعة من السياح والنزلاء، ليس من العالم العربي فقط، بل من دول عديدة حول العالم، متوقعاً أن تتوسع الاستثمارات في هذه النوعية من الفنادق مستقبلاً.
التوسعات
وتعتزم «روتانا» افتتاح 3 فنادق جديدة بأبوظبي والعين بحلول عام 2015، لترفع بذلك محفظتها في العاصمة إلى 15 منشأة فندقية، بحسب النويس. وتدير المجموعة 8 آلاف غرفة فندقية بالإمارات. وتأتي تلك الاستثمارات ضمن استراتيجية توسعية، تسعى من خلالها المجموعة إلى رفع الفنادق الخاضعة لإدارتها داخل وخارج الدولة إلى 90 منشأة تتبع مختلف علاماتها الفندقية، بطاقة 25 ألف غرفة، وذلك بحلول عام 2016.
وقال النويس إن قيمة محفظة الفنادق التابعة للمجموعة سترتفع مع نهاية الخطة التوسعية إلى 21 مليار درهم، لاسيما مع افتتاح فنادق في الإمارات والعديد من دول العالم، بما في ذلك الأردن وقطر والمغرب والسودان وعمان وتركيا، إلى جانب خطط التوسع في مناطق أخرى مثل الهند وأفريقيا. وهناك 12 فندقاً لعلامات «روتانا» قيد التنفيذ حالياً.
ومحلياً، ستقوم روتانا العام المقبل بافتتاح فندقين في العين تحت علامتي «أرجان» و»روتانا». وأوضح النويس أن المجموعة أنجزت معظم أعمال الفندقين، تمهيداً لدخولهما الخدمة العام المقبل. أما الفندق الثالث فسيكون في جزيرة السعديات، التي ستحتضن واحداً من فنادق المجموعة الفاخرة، التي تمثل قيمة مضافة، بحسب النويس. وقال «قمنا بتعيين استشاري المشروع، وبدأنا أعمال التطوير لفندق ومنتجع السعديات روتانا المقرر افتتاحه عام 2015».
وتصل تكلفة إقامة الفندق إلى 800 مليون درهم، وتطوره شركة التطوير والاستثمار السياحي.
وسيضم «السعديات روتانا» 367 غرفة ووحدة فندقية، منها 354 غرفة وجناحاً، و13 فيلا شاطئية.ويقع المنتجع على شاطئ السعديات الذي يمتد مسافة تسعة كيلومترات في الجزيرة التي ستكون وجهة سياحية وثقافية عالمية مع اكتمال أعمال تطويرها. وتخطط المجموعة لزيادة محفظتها في دبي، من خلال مشروعين جديدين ستقوم بالإعلان عن تفاصيلهما قريباً.
وقال النويس «هناك فرص كبيرة في القطاع السياحي بدبي، في ظل نمو السياح بنحو 10% سنوياً».
إقليمياً، لا تزال المجموعة تخطط لاستثمارات جديدة توسع من خلالها انتشارها الجغرافي.
وأوضح النويس أن المجموعة وقعت مؤخراً اتفاقية إدارة فندقين في إسطنبول، هما «تانجو أرجان» و»بورجو أرجان»، وسيضيفان 410 غرف إلى محفظة روتانا الفندقية، وستتم إدارتهما لصالح المجموعة التركية داب – يابي التي تقوم بتسويق فنادقها الواقعة بمنطقة مالتيبي التركية. وأضاف «غطت فنادق المجموعة حالياً مختلف مدن الإمارات، وهي توجد في دول الخليج، إلى جانب سوريا ولبنان، ومصر، والمغرب، والجزائر». وزاد النويس «كنا نخطط لدخول ليبيا، إلا أن الظروف التي مرت بها أخرت المشروع، ولكننا نسعى حالياً لإدارة مشروع جديد في تونس». وأشار إلى أن «روتانا» اتخذت خطوات متقدمة في التوسع خارج المنطقة العربية، بتوقيع اتفاقيات لإدارة فنادق في الهند وإيران.
وكشف النويس أن المجموعة تجري مفاوضات للتوسع في السوق الأفريقي. وقال «نتواصل مع مطوري فنادق في كل من أنجولا، وساحل العاج، وكينيا، للحصول على عقد إدارة».
فنادق المجموعة تحقق نمواً بنسبة 10٪ بالربع الأول
أوضح النويس أن نتائج عام 2012 كانت «جيدة جداً» لفنادق روتانا من حيث الإشغال والعائدات، كما أن أسعار الغرف شهدت ارتفاعاً، لاسيما في الإمارات، وبعض الأسواق التي أسهمت في تعويض الأسواق المتضررة من الأحداث الداخلية التي تشهدها، لاسيما في مصر وسوريا.
وقال النويس «حققنا نمواً بنحو 10% في الأرباح خلال الربع الأول، ونتوقع أن نصل بنسبة النمو إلى 15% بنهاية العام، مع تحقيق إشغال لا يقل عن 80%».
وأشار إلى أن فترة الاسترداد لرأس المال المستثمر في الفنادق، لاسيما في ظل التعافي السياحي الملموس بالدولة، تتراوح بين 6 و8 سنوات، ما يعتبر من أفضل المعدلات عالمياً.
وأوضح النويس أن مجموعة «روتانا» حققت الهدف الرئيسي لها خلال السنوات الماضية، والذي استهدف تغطية الدول العربية ومعظم دول الشرق الأوسط، وستواصل التوسع في المدن والمناطق التي تمثل نقاط جذب وأسواقاً ناشئة.
وقال «تمثل المرحلة المقبلة نقطة الانطلاق إلى دول جديدة، وأسواق واعدة، وستكون البداية العام الحالي، في تركيا والهند».
وأوضح أن التركيز سيكون على إدارة مشروعات فندقية، في حين تعتمد قرارات المشاركة في مشروعات استثمارية على الأهمية النسبية وآفاق الاستثمار.
وبين أن التوزيع الجغرافي لفنادق المجموعة في العديد من الأسواق ساعد على تجاوز تداعيات الأزمة المالية العالمية على القطاع السياحي، والتي أثرت على أداء المجموعة في أسواق منها مصر وسوريا ولبنان. وقال «وجود عدد كبير ورئيسي لفنادق «روتانا» في الإمارات ساعد بقوة في الاستفادة من نمو السوق السياحي بإمارات الدولة».
وأوضح النويس أن الإمارات لعبت دوراً محورياً في تجاوز تداعيات التراجع في العائدات بأسواق أخرى، مؤكداً أن المجموعة لم تتأثر من حيث الدخل، ونمو العائدات يتراوح بين 8% و10% سنوياً.
كما أن الاستقرار في الإمارات أسهم في دفعة قوية للقطاع السياحي، والذي استفاد بقوة من أسواق أخرى في المحيط الإقليمي العربي، مشيراً إلى أن روتانا حصلت على لقب أفضل علامة فندقية في المنطقة على مدى 6 سنوات متتالية، وهو ما يعكس نجاح استراتيجيتها.
ولفت إلى أن الشركة تسعى إلى امتلاك فندق في كل مدينة عربية بحلول عام 2015، مؤكداً أن السوق الإماراتي هو محور عمل شركة روتانا في الإدارة الفندقية، حيث يستحوذ على ما بين 65 و70% من الفنادق التي تديرها المجموعة، ولن تقل النسبة بحال من الأحوال مستقبلاً عن 50%.
وأوضح أن روتانا تسعى إلى ترسيخ مكانتها كشركة إماراتية للإدارة الفندقية، بينما يأتي الامتلاك والاستثمار كأولوية ثانية، انطلاقاً من مبدأ الفصل بين الملكية والإدارة، ولتجنب تضارب المصالح.
وقال «دخول روتانا مستثمراً وشريكاً في القطاع الفندقي ليس هدفاً في حد ذاته من جانب الشركة، بل تلبية لرغبة شركائنا الجدد ولدخول أسواق نعتبرها مهمة».
المصدر: صحيفة الاتحاد