كاتب سعودي
لعل الفترة التي سبقت الأزمة في سورية كانت الربيع الذي عاشه حسن نصرالله بترويج نفسه المنقذ للبنان والمقاوم لإسرائيل. لكن الحق لا بد أن يحصحص خصوصا عندما يكون الشخص منصَّبا من آخرين، وينتظر توجيهاتهم ويعمل لرضاهم ضد بلده وأمته.
لم يقتنع كثيرون عندما كانت أصابع الاتهام تتجه نحو الرجل في تصفية أكثر من 17 قياديا وطنيا لبنانيا أشهرهم رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان الأسبق وصانع وجه لبنان الحديث، الذي لا يزايد على وطنيته أحد. أثبتت المحكمة الدولية تورط حزبه في الاغتيالات، ثم أكدها هو نفسه عندما رفض تسليم المتهمين.
دخل “شبيحة حسن” بيروت وأمعنوا قتلا وإساءة وتدميرا لكل الرموز اللبنانية الوطنية عام 2008. دخل لبنان حالة من الفشل السياسي والاقتصادي والأمني بسبب رفض الحزب الانصياع لمصالح الوطن واستمرار استخدام “العنترية” الوهمية. اتخذت أحزاب معينة قرار التحالف مع الحزب المسلح أكثر من الدولة، لأهداف ليس أهمها مصلحة لبنان وإنما مصلحة السياسيين أنفسهم.
عندما دخلت عصابة الحزب “الحسني” إلى سورية، ظهرت حقيقة الرجل الذي طالما حاولنا إثباتها، وهي حقيقة مخزية تدل على أنه أكبر “خازوق” يزرع في العالم العربي. هذا الاكتشاف لم يكن غريبا على سياسيي لبنان، فهم يجلسون مع الحزب ويعرفون من أين يتلقى أوامره.
عندما نتمعن في الحالة اللبنانية التي سببها صمت الجميع وسلبيتهم تجاه الحزب وتآمره على لبنان وإصراره على إبقاء حالة عدم التوازن، نتفهم ردة فعل دول مجلس التعاون على حديثه بخصوص مملكة البحرين.
إفشال الدول العربية، هدف واضح لمن يُسيِّرون هذا الرجل. العراق حالة واضحة، وسورية حالة فشل أخرى سبقتها لبنان بعد تسلط الحزب على مفاصل الدولة. هذا الفشل يسمح للحليف بالسيطرة على القرارين السياسي والاقتصادي.
يفرض الواقع السياسي والاقتصادي الحالي في المنطقة أن نضع كلام نصرالله في موقعه الطبيعي. بعد فشل محاولات التهديد والوعيد الإيرانية، جاء دور استخدام الحليف التقليدي لمحاولة إيجاد أزمة في المنطقة.
تسريع محاولة خلخلة الأمن في الخليج العربي قد يؤدي لإيجاد مخاوف في السوق تضمن لإيران البقاء، والاستمرار في برنامجها النووي والسيطرة على القرار كما فعلت سابقا. لكن دول المجلس وشعوبها لن يكونوا بيدقا بأيدي “الملالي”.
المصدر: الاقتصادية
http://www.aleqt.com/2015/01/16/article_923230.html