أصيب قرابة 70 فلسطينياً بقمع الاحتلال مع احتدام المواجهات أمام بوابات المسجد الأقصى المبارك، وحملة اعتقالات طالت عشرات الشبان. ودعت الفصائل الفلسطينية والفعاليات الشعبية إلى يوم غضب فلسطيني نصرة للقدس والمسجد الأقصى المبارك، يشمل نفيراً للمدينة المقدسة، ومواصلة الاعتصام قبالة بوابات الأقصى. وجدد المستوطنون، اقتحامهم للمسجد الأقصى المبارك، بحراسة مشددة من قوات الاحتلال الخاصة.
وواصل موظفو دائرة الأوقاف الإسلامية، يتقدمهم مدير عام الأوقاف والمسجد الأقصى الشيخ عزام الخطيب التميمي، اعتصامهم أمام المسجد الأقصى، من جهة باب الناظر، وبالقرب من الحي الإفريقي الملاصق للمسجد. وعمّت الاحتجاجات معظم أحياء وبلدات القدس المحتلة، أبرزها في منطقة باب الأسباط عقب انتهاء صلاة العشاء، بمشاركة آلاف الفلسطينيين، ومجموعة كبيرة من القيادات الدينية والوطنية، ما أسفر عن إصابة العشرات من المصلين، بينهم ثلاث إصابات وُصفت بالخطيرة جداً.
وحذر عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة شؤون القدس أحمد قريع، من التداعيات الخطيرة للتصعيد «الإسرائيلي» في المسجد الأقصى المبارك المحاصر والمغلق منذ أسبوع، مندداً ب«اعتداء شرطة الاحتلال على المعتصمين أمام بوابات المسجد، وإصابة العشرات، منهم خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري».
وأشار إلى أن هذه الإجراءات العنصرية ستجر المنطقة برمتها إلى دوامة عنف وتطرف لا تحمد عقباها.
وكانت حركة فتح، أعلنت عن مسيرات غضب في القدس، في حين دعا خطيب المسجد الأقصى رئيس الهيئة الإسلامية العليا الشيخ عكرمة صبري، الفلسطينيين الى النفير العام نُصرة للمسجد الأقصى الجمعة المقبلة. وأصدرت دائرة الأوقاف قراراً بإغلاق جميع مساجد القدس والتوجه لخطبة وصلاة الجمعة على بوابات المسجد الأقصى؛ في وقت أكد فيه خطيب الأقصى عكرمة صبري، أن المصلين لن يقبلوا العبور عبر البوابات الإلكترونية التي وضعها الاحتلال.
وطالب رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله، ألمانيا بالتدخل الفوري والعاجل للضغط على الكيان «الإسرائيلي» لوقف اعتداءاته، والتراجع عن إجراءاته في إعاقة حرية العبادة والوصول إلى المقدسات، وذلك خلال لقائه الممثل الألماني لدى فلسطين بيتر بيرفيرث.
كما اطلع الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي ممثل الاتحاد الأوروبي رالف طراف على خطورة الأوضاع في القدس والمسجد الأقصى المبارك بعد نصب البوابات الإلكترونية على مداخله.
وأكد البرغوثي الإجماع الفلسطيني على رفض الإجراءات «الإسرائيلية» التي تمثل تعديات على صلاحيات دائرة الأوقاف، ومدخلًا لإحداث تغييرات تمس بإسلامية الأقصى وبالحقوق الفلسطينية.
كما أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية مصادقة سلطة الاحتلال على مخطط لبناء 900 وحدة استيطانية جديدة، وطالبت مجلس الأمن الدولي بتطبيق قراراته الخاصة بالاستيطان، وقالت الوزارة إن تصعيد العدوان على المسجد الأقصى المبارك، والتنكيل، والعقوبات الجماعية بحق الفلسطينيين في القدس، والتغول الاستيطاني الإحلالي والتهويدي في القدس، محاولات متعمدة لعرقلة الجهود الأمريكية الهادفة لاستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني و»الإسرائيلي».
ووجه مسؤولون، بينهم أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفسطينية صائب عريقات، ووزير شؤون القدس عدنان الحسيني، ومفتي القدس الشيخ محمد حسين، والبطريارك ميشيل صباح، رسائل عاجلة إلى أعضاء المجتمع الدولي والعربي والإسلامي، لوضع حد لتمادي الاحتلال في انتهاكه الصارخ للوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى، محذرين من تحويل الصراع السياسي الى صراع ديني، الأمر الذي سيترتب عليه تبعات خطيرة، ومدمرة على أمن واستقرار المنطقة برمتها. (وكالات)
المصدر: الخليج