أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، أن أبوظبي أصبحت اليوم مصدرا للابتكار والإبداع، وليس فقط مركزا للمال والأعمال.
وقال معاليه خلال افتتاح ملتقى أسواق المال العالمية الذي انطلقت فعالياته أمس بأبوظبي بحضور أكثر من 1300 مشارك من كبار المسؤولين والخبراء الاقتصاديين والماليين على مستوى العالم والمنطقة والدولة، إن تحول أبوظبي إلى مركز للإبداع والابتكار سيعود بالنفع على العالم.
وأضاف: أظهرت أبوظبي ودولة الإمارات أن الشعوب المختلفة بإمكانها العيش والعمل معا في سلام ووئام.
كما سلط معاليه الضوء في كلمته على العلاقة بين الثقافة والتمويل.
وقال: «إن أسواق المال العالمية تعترف بأهمية الأعمال في إمارة أبوظبي والتي لعبت دورا رئيسيا في تعزيز ثقافتها، فقد كان أداء القطاع المصرفي في الإمارات مثالا يحتذى به في توفير الأمن والابتكار وقوة الأسوق.
وأضاف: تفخر أبوظبي ودولة الإمارات ببيئة الأعمال لديها، ونأمل أن تثقوا بنا فالثقة تعزز التنمية المستدامة».
وأشار معاليه إلى أن 2015 هو عام الإبداع في الإمارات وهو ما تؤكده الابتكارات التي تحققت من قبل أسواق المال في الدولة، مؤكدا مواصلة القائمين على أسواق المال في الابتكار معتمدة على ثلاثة أُسس والتي اعتمدت من قبل رواد القطاع المالي في الامارات: الانفتاح والوصول والشفافية.
من جهته، أكد معالي ناصر أحمد السويدي، رئيس دائرة الطاقة ورئيس مجلس إدارة بنك أبوظبي الوطني، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية على مكانة ملتقى أسواق المال العالمية باعتباره الحدث المالي الأبرز في المنطقة والمنصة المتميزة لتبادل الآراء حول أهم لقضايا المالية والاقتصادية.
وقال: «يشكل الملتقى فرصة فريدة لعملاء بنك أبوظبي الوطني للتواصل وللتعلم من المشاركين في الملتقى والتي تشمل رواد القطاعات وصناع القرار والمستثمرين والاقتصاديين والخبراء».
وأضاف: تقع أبوظبي ودولة الإمارات في قلب المنطقة التي تمتد بين الغرب والشرق من غرب أفريقيا إلى شرق آسيا وتتمتع بمعدل نمو مرتفع.
وقال: يوفر موقعنا الجغرافي فرصة فريدة للاستفادة من الاستثمارات بين الشرق والغرب حيث تلعب أبوظبي دورا رئيسيا في منطقة الخليج والعالم.
وأشار الى أن «العديد من المشاريع والاستثمارات في أبوظبي هي ثمرة رؤية أبوظبي 2030، وهي مبادرة حكومة أبوظبي لتطوير وتنويع الاقتصاد.
ومن المنظور المالي، وضع سوق أبوظبي العالمي مدينة أبوظبي على خريطة العالم بصفته اللاعب الرئيسي في قطاع الخدمات المالية.
أكد أن مواجهة التطرف تحتاج إلى جهد جماعي لدول المنطقة بدلاً من انتظار التحالف الدولي
كولن باول: قيادة الإمارات مثال في رعاية الإنسان
أبوظبي (الاتحاد)
أكد الجنرال «متقاعد» كولن باول، وزير خارجية أميركا الأسبق، أن قيادة الإمارات تعتبر مثالا في مجال الرعاية الكبيرة التي توليها للإنسان والاهتمام المتواصل بتوظيف كل الإمكانات من أجل تحسين حياة الإنسان ورفعته.
وأوضح باول في كلمة خلال مؤتمر أسواق المال العالمية الذي انطلق بأبوظبي أمس، أن الاستثمارات المالية يجب أن تنعكس مباشرة على تحسين حياة الإنسان، وأن التنمية والاقتصاد عامة يجب أن يصبا في مصلحة توظيف الشباب وتحسين حياتهم.
وأشار باول إلى أن أحد أسباب التطرف تعود لأسباب اقتصادية أساسها عدم قدرة الشباب على الحصول على عمل مناسب.
وأشار باول إلى أن الجماعات المتطرفة في المنطقة هي نتيجة لانهيار بعض الدول وعدم قدرة مؤسسات تلك الدول على العمل، كما هو الوضع في العراق عقب عام 2003 عندما تم حل الجيش العراقي، حيث لم تعد مؤسسات الدولة قادرة على ممارسة مهامها، الأمر الذي منع السياسيين وحد من قدرتهم على إيجاد حلول للتناقضات والنزاعات الطائفية، وقلص الفرص أمام القيادات السياسية للتوصل إلى تسويات سياسية، للمشاكل الداخلية، الأمر الذي كانت محصلته ظهور «داعش».
وقال باول، إن مواجهة التطرف تحتاج إلى جهد جماعي على مستوى كافة دول المنطقة بشكل أساسي، لتقوم بدور أساسي في هذه المهمة، وتثبت أنها قادرة على حماية مناطقها لا أن تنتظر التحالف الدولي.
وعبر عن اعتقاده بأن النزاع في سوريا والعراق سينتهي بحل سياسي.
وفي ما يتعلق بالملف النووي الإيراني، قال باول، إنه اصبح من الواضح أن النظام الإيراني لن يتخلى عن مشروعه النووي، ولذلك فإنه من المهم الآن العمل على وضع سقف لهذا المشروع والتوصل إلى اتفاق يضع البرنامج النووي الإيراني تحت رقابة صارمة. وأضاف: أعتقد أن الأمور تسير في هذا الاتجاه.
وقال باول إن العالم يتغير، وإن المسألة الأهم هي كيفية الاهتمام بالشباب وتأهيلهم وتعليمهم من أجل أن يصبحوا قيادات في مجالهم.
وتحدث عن نفسه وعائلته المهاجرة إلى أمريكيا من جامايكا، وكيف كان يحلم بأن يصبح قائداً للقوات الأميركية، وقال «إن هذا كان طموحه منذ أن كان في العاشرة من عمره، حيث كانت فكرة تقلد رجل أسود لهذا منصب غير مقبولة».
وقال إن التركيبة السكانية الآن في الولايات المتحدة تتغير. ولفت إلى أنه خلال الـ 25 عاماً المقبلة سيمثل الأميركيون من الأصول الأفريقية والآسيوية والإسبانية أكثر من 50٪ من السكان الأميركيين، معتبراً أنه لتحقيق النجاح في الحياة لا بد من إعداد هؤلاء الشباب للقيادة. وقال: نحن بحاجة إلى بداية جيدة.
جلسات نقاش
أبوظبي (الاتحاد)
شارك اليكس ثيرسبي الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك أبوظبي الوطني ومارك شوارتز نائب رئيس جولدمان ساكس ورئيسها في آسيا الباسيفيك في جلسة نقاش حول دور آسيا في المنطقة التي تربط بين الغرب والشرق، التي من خلالها عبروا عن تفاؤلهم بمستقبل آسيا، بما فيها الصين والهند وجنوب شرق آسيا، حيث نمت التجارة بشكل ملحوظ في كل هذه الدول، الأمر الذي أدى إلى تدفق الاستثمار.
كما ناقشوا المخاطر المرتبطة بالمنطقة وتأثير تباطؤالاقتصاد الصيني.
وشدد مارك شوارتز على ضرورة أن تقوم الصين بمواصلة الإصلاحات وخاصة في مجال سوق المال، فضلاً عن الإصلاحات الاجتماعية ومعالجة القضايا البيئية القاسية.
إلا أنه لم ير أي مخاطر على الصعيد المالي رغم الديون المثقلة عليها.
واتفق المشاركون في الجلسة أن الآراء التي تتم تداولها في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية حول فشل الاقتصاد الصيني غير مبررة.
وقال اليكس ثيرسبي: «إن النظام المصرفي قوي ويتمتع بسيولة عالية»، مضيفاً أن معدل الادخار في الإمارات تعكس إمكانات النمو.
وتعليقاً حول مسألة الديون للقطاع العام والخاص التي بلغت نحو 28 تريليون دولار، أوضح شوارتز أن: «280٪ من إجمالي الناتج المحلي قد يبدو كبير، إلا أن هناك توقعات بالنمو». وحول انخفاض أسعار النفط وتأثيرها على استراتيجية المنطقة التي تربط بين الغرب والشرق، وقال اليكس: لدى منطقة الخليج القدرة على الصمود لفترة طويلة.
المصدر: يوسف البستنجي (أبوظبي) – الاتحاد