أكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة، أن انفتاح المجتمع الإماراتي على اكتساب المعرفة، ساهم في تطور ثقافته وتوسع آفاقها، وزاد من عمق فهمها، كما زاد من احترام العالم لها، مشددا على أن العاصمة أبوظبي هي المكان المثالي لانعقاد قمة الثقافة 2017 نظراً لقدرتها على خلق النظام البيئي الثقافي العالمي.
وجاء ذلك في الكلمة الأساسية التي ألقاها الشيخ نهيان بن مبارك أمس خلال فعاليات قمة الثقافة 2017 التي تستضيفها منارة السعديات في أبوظبي، بحضور نورة الكعبي وزيرة دولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، محمد خليفة المبارك رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة الهيئة البحرينية للثقافة والآثار، وسيف سعيد غباش المدير العام للهيئة ، الدكتور مغير الخييلي رئيس هيئة الصحة في ابوظبي، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، منصور المنصوري مدير عام المجلس الوطني للإعلام بالإنابة، الدكتور زكي نسيبة مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي المستشار في وزارة شؤون الرئاسة، وعدد من المسؤولين والمهتمين بالشأن الثقافي والفني.
وأشار الشيخ نهيان بن مبارك إلى أن الإمارات نجحت في إحداث نقلة حضارية ثقافية منذ تأسيسها.
وقال الشيخ نهيان بن مبارك: «لقد كان ظهور ثقافة عالمية في دولة الإمارات نتيجة طبيعية لتنميتنا، فكل خطوة اتخذناها على مدى السنوات الخمس والأربعين الماضية نقلتنا إلى مجتمع عالمي، وقد تسارع زخم هذا الانتقال تحت قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وبدعم كبير من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، فهم قادة يدركون جيدا قدرات مجتمعنا المحلي وقدرة أبنائه ويسعون جاهدين لتطويرها، كما انهم ملتزمون باحترام حقوق الإنسان وتوفير فرص العيش الكريم لجميع من يعيشون على أراضينا من جميع الجنسيات والأعراق والأديان».
وأضاف: إن تحول الإمارات العربية المتحدة إلى نظام بيئي ثقافي عالمي لم يحدث بين عشية وضحاها، بل جاء نتاج جهود متراكمة، فعندما قام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بتوحيد الإمارات وإقامة الدولة في عام 1971، كانت معرفة معظمنا بالعالم الخارجي قليلة نسبيا باستثناء البعض ممن سافروا إلى الخارج بقصد التجارة، او أولئك الذين احتكوا مع الأجانب الذين عاشوا في ذلك الزمن وعملوا على أرضنا، كما لم يكن لدينا نظام تعليم وطني، فقد كنا ببساطة نعيش بين أنفسنا، لكن الله وهبنا زعيما شجاعا ومستنيرا كان يعلم أنه يجب علينا إقامة صلات قوية ببقية العالم إذا أردنا أن نبني البلد الذي نطمح إليه.
وتابع الشيخ نهيان بن مبارك: لقد أدرك المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أن الأولوية الأولى للإمارات التي تم تشكيلها حديثا يجب أن تكون التعليم الجيد، وحقيقة لقد قام مع قرينته سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، «أم الإمارات» بدور عظيم في تعليم المرأة حيث آمن أنها يجب أن تلعب دورا مساويا للرجل إذا أردنا أن نطور بشكل كامل ومنصف.
وقال:»إن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كان يعلم أن مهاراتنا اللغوية يجب أن تتجاوز لغتنا العربية الحبيبة وأن تحتضن القوة العالمية للغات أخرى، كما كان يعلم أنه يترتب علينا أن نزج أنفسنا في عجائب العلم والتكنولوجيا والاستفادة من أحدث التطورات، وأن نرى ونسمع ونشارك الناس الذين ليسوا جزءا من ثقافتنا الخاصة، فقد كان مؤمنا بضرورة فهم واحترام عشرات الثقافات والجنسيات والعرقيات والأديان والمعتقدات المختلفة في بلادنا.
وأشار وزير الثقافة وتنمية المعرفة إلى أن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أراد أن تصبح دولة الإمارات قوة سليمة في الاقتصاد العالمي، وقد أدت أعماله إلى هذا التطور، وبعد ان حققت الإمارات حلم مؤسسها، فقد أصبحت مفرق طرق عالمي مع عدد سكاني متنوع بشكل مثير للدهشة يبلغ حوالي عشرة ملايين شخص يمثلون نحو 200 جنسية مختلفة، ونحن نرى أن تنوع المشاركين في هذه القمة ينسجم مع الواقع المتعدد الثقافات الذي تحظى به الإمارات.
المصدر: الخليج