أكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع على روح المبادرة التي تتمتع بها الإمارات، مشيراً إلى أنها سعت من خلال مشروعها الوطني بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، إلى الالتزام بتشجيع الابتكار، فضلاً عن التنمية الاقتصادية والتكنولوجية والبشرية، مؤكداً أن كل شخص لديه القدرة على المساهمة بذلك لتحقيق الاستفادة للجميع، مشيراً إلى أن أبوظبي هي الموقع المثالي لهذا الحدث الذي جسدت من خلاله المعنى الحقيقي لاحتضان الابتكار .
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها أمس في المؤتمر السنوي للشبكة العربية للابتكار(AINAC 2014 ) الذي يقام برعاية معهد مصدر و”بريتيش بتروليوم” ويختتم أعماله اليوم في فندق روتانا بمدينة ياس في أبوظبي .
وقال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان إن الاهتمام بتشجيع الإبداع والابتكار في الإمارات هو رسالة سامية وهدف رئيسي يندرج ضمن أولويات القيادة الرشيدة برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، نحو دعم الجهود والمبادرات التي تستهدف تنمية الابتكار وتشجيع البحث العلمي ورعاية الموهوبين العرب الذين يمثلون مستقبل الأمة بما يملكون من أفكار وطموحات وإبداعات .
وأشار إلى أن الإمارات من خلال توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ربطت بشدة بين السياسات الحكومية والقوانين الوطنية وهو ما أكدته كلمة رئيس الدولة التي أشار فيها إلى التزام الدولة “باحترام حقوق الإنسان وتوفير سبل العيش الكريم لجميع الذين يعيشون على أرضنا” .
وقال إننا جميعاً مشتركون في هذه الرؤية ونؤيد بشدة الالتزام الوطني لبناء والحفاظ على اقتصاد المعرفة، مشيراً إلى أن توجهات القيادة الرشيدة لدولة الإمارات تعكس هذا الالتزام من خلال جميع الممارسات العملية التي وضعت الإمارات كدولة محورية في المنطقة والعالم، لافتاً إلى أن الإمارات بذلت ولا تزال تبذل جهوداً حثيثة لتوفير الأمن والاستقرار والصحة والسلامة والتعليم وفرص العمل، والمرافق، والترفيه، والإسكان، ورعاية كبار السن من أجل توفير حياة أفضل لمواطنيها ولجميع من يعيش على أرضها .
وأشاد وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بجميع الحضور من النساء والرجال والشباب المبدعين المشاركين في المؤتمر مؤكداً أن العالم العربي بأسره ممتن لهذه المواهب بما تمتلك من طاقة وشجاعة تبني الحاضر وتصنع المستقبل، مؤكداً إيمان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، صاحب المشروع الاجتماعي الحكيم والقوي الذي أسس دولة الإمارات بالشباب وقوله “المورد الحقيقي الوحيد في البلد هو شبابها”، مشيراً إلى أن حكمته كانت مصدر قوتنا، حيث علمنا أن أي حكومة جيدة يجب أن تعمل على أن يستفيد شبابها من فرص التعليم الجيد وأن يمتلك هذا الشباب بفضل هذه الحكومة فرصة الاستثمار في أفكاره ووعيه الاجتماعي وكفاءاته العلمية واحلامه وطموحاته، آملاً أن يتاح ذلك لجميع الحضور من شتى البلدان العربية . وأضاف بأن هذا المؤتمر الذي تنظمه الشبكة العربية للابتكار هو فرصة لنا لنقل الأفكار من الظل إلى الواقع، ومن الحركة إلى الفعل، ونحن هنا للاحتفال بالابتكار ورعاية أبنائنا الطلاب الذين حضروا تسبقهم إبداعاتهم، فلنحيل هذه الإبداعات إلى مشاريع تسهم في تشكيل مستقبل منطقتنا والعالم .
وحضر المؤتمر الشيخ إبراهيم آل خليفة، خبير استشارات الأعمال والشريك المؤسس لكلية البحرين الجامعية، واستعرض العديد من الأساتذة خبراتهم العلمية حيث تحدث كل من جميل أبو وردة والدكتور خالد إسماعيل والدكتور سامي محروم والدكتورة حنين استيفان وحبيب الأسعد ورمزي جابر وزينة صعب ورجا حتر وليلى مكريشي عن قيم الابتكار وأهمية تشجيع البحث العلمي ودعم الطلاب من خلال مثل هذه المؤتمرات التي تمثل فرصة لتبادل الخبرات وعرض الابتكارات العلمية للطلبة من خلال منصة تساعدهم في التواصل مع الرعاة لتبني مشاريعهم العلمية .
وأقيم على هامش المؤتمر معرض “مساحات الابتكار” حيث استعرض الطلبة عدداً كبيراً من الابتكارات العلمية وتحدث معاذ مرعب من مؤسسة النيزك للتعليم المساند والإبداع العلمي في فلسطين عن دور المؤسسة باعتبارها غير ربحية في ترسيخ مفهوم الإبداع في مجال التعليم من خلال استحداث قسم للروبوت من أجل تطوير مفاهيم التعليم لدى الأطفال، مشيراً إلى أن المؤسسة تمتلك برنامجاً للريادة يستهدف الطلاب من سن 14 إلى 17 عاماً يتخلله برنامج تدريبي يؤهل المتفوقين لرحلة علمية لوكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” ورحلة للتخييم العلمي في متحف الفضاء لعلوم الطيران في جامعة ميرلاند، ونحن هنا اليوم لعرض تجربتنا لتقديم مثل هذه الأفكار الإبداعية .
مشاركات الطلبة
تحدثت شمسة الظاهري من جامعة الإمارات عن مشاركتها وزميلاتها من خلال ابتكار علمي يتجسد في صناعة سترة تمنع من الغرق والوقوع وتحديد أماكن وجود الشخص، مشيرة إلى أن المشروع حصل على المركز الأول على مستوى جامعة الدولة ضمن برنامج “بالعلوم نفكر” التابع لمؤسسة الإمارات لتنمية الشباب .
وتحدث الطالب محمد إسلام هاشم من مصر من شركة متخصصة في صناعة التقنيات للتعلم عن بعد، حيث قدم فكرة مشروع لصناعة نظارة ذكية للمكفوفين تقدم من خلالها 28 خدمة عن طريق الأوامر الصوتية مثل التعريف بالوقت، والتعرف إلى الوجوه، والأماكن المنزلية، واختيارات اللبس، وعرض الأخبار اليومية، والكتيبات الصوتية .
وقدم الدكتور عبد الرحيم برويس من الجزائر فكرة مشروع عن جهاز يتصل جزء منه بالسائق وجزء آخر بالسيارة باستطاعته تحليل إشارات دماغ السائق أثناء القيادة وإرسال رسائل للجهاز المرتبط بالسيارة لتخفيض سرعة السائق بشكل تلقائي عند استشعار الجهاز المرتبط بالسائق لأي مؤثرات تشير إلى ضعف في نشاط الحالة البدنية أو شعور السائق بأي إجهاد أو إرهاق بدني .
وقدمت ياسمين الشلبي من مؤسسة مبادرة “جهازك حياتي” فكرة عن المبادرة وقالت إنها مبادرة شبابية تماماً لا تهدف إلى تحقيق ربح مادي وهي تتمثل في فريق عمل مكون من بعض الشباب بهدف تقديم الرعاية الصحية لمرضى السكر من خلال تزويدهم بالشرائح الخاصة بإجراء عمليات الفحوص اللازمة بشكل دوري .
أبوظبي – عادل رمزي – الخليج