أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة أن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى الفاتيكان ولقائه قداسة البابا فرانسيس حدث تاريخي بكل المقاييس جسد دور سموه في سعيه المخلص والتزامه القوي بتحقيق السلام والتعايش والاستقرار في مختلف أنحاء العالم.
جاء ذلك في كلمة لمعاليه فيما يلي نصها..
لقد شعرت بغاية الفخر والاعتزاز بكوني من أبناء الإمارات وأنا أشاهد وقائع وفعاليات الزيارة الكريمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى الفاتيكان وشاركت أبناء وبنات الدولة جميعهم السعادة بأن هذه الزيارة وبالفعل هي حدث تاريخي بكل المقاييس ..فهي أولا قد جسدت دور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان المميز ليس فقط في تحقيق النهضة الشاملة والناجحة في كافة ربوع الوطن بل وأيضا في سعيه المخلص والتزامه القوي بتحقيق السلام والتعايش والاستقرار في مختلف أنحاء العالم.
وهي ثانيا زيارة تاريخية مهمة لما أظهرته من اعتقاد راسخ لدى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولدى دولة الإمارات كلها بأهمية تعميق مبادئ الحوار والتعايش بين أهل الأديان والثقافات في العالم وبأن الحوار الصادق والتواصل النزيه بين الأشخاص وبين الجماعات وبين الدول التي تمثل ديانات وثقافات وحضارات وخلفيات متنوعة من شأنه أن يؤدي إلى وجود عالم أفضل أكثر سلاما وأكثر رخاء وأكثر استقرارا لما فيه منفعة الجميع.
وإنها ثالثا زيارة تاريخية لأنه كان واضحا أن الفاتيكان والبابا فرانسيس يشاركون الإمارات في هذه النظرة المتفائلة لمستقبل العالم وفي أهمية العمل المشترك من أجل أن ينتقل العالم كله إلى مجالات رحبة تسود فيها مبادئ العدالة والتسامح والتفاهم والسلام ..عالم تتغير الظروف القائمة فيه نحو الأفضل دائما وتقوى فيه أواصر التعاون الدولي وتتحقق التنمية والتقدم في كافة ربوعه وأرجائه ..عالم تقوم فيه العلاقات بين الجميع على الثقة والتعاون والاحترام المتبادل ..لقد كان واضحا للجميع ما عبر عنه قداسة البابا من تقدير كبير لدولة الإمارات ولإنجازاتها في كافة المجالات وكذلك لمبادراتها الخيرية والإنسانية المستمرة في العالم كله.
وهي رابعا زيارة تاريخية لأنها قد أكدت على رؤية مشتركة بين الجانبين في أن تكون الأديان قوة دفع إيجابية في حياة البشر تسهم في مواجهة المشكلات الاقتصادية والاجتماعية في العالم وفي تعميق التفاهم والتعايش بين الأمم والشعوب وكذلك دورها في تنشئة الإنسان وإعداده إعدادا جيدا ليكون مواطنا ناجحا في المجتمع والعالم .. لقد أكدت الزيارة كذلك على رؤية مشتركة للتصدي لمثيري النزاعات والصراعات والفتن والضغائن بين أتباع الأديان ومكافحة التعصب والتطرف بكافة أشكاله البغيضة.
إنها زيارة تاريخية بحق لما هو واضح من أنها خطوة مهمة سوف يترتب عليها نتائج ومبادرات ملموسة ومتواصلة تسهم في التواصل المثمر بين البشر والتخلص من العداوة والكراهية بسبب الدين أو المعتقد والقضاء على أية مظاهر للعنف أو التطرف أو للتمييز أو التفرقة بين الناس بالإضافة إلى الإفادة الناجحة من كافة معطيات العصر في سبيل تعميق مبادئ المحبة والتعايش بين الجميع.
وهي خامسا زيارة تاريخية أكدت على طبيعة الإسلام السمحة وإسهاماته الكبرى في مسيرة البشرية وجاءت في ذلك تجسيدا لما ورد في القرآن الكريم من قول المولى سبحانه وتعالى : “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا” .. لم يقل لتتعاركوا أو ليحارب بعضكم بعضا بل لتتعارفوا وتتقاربوا لتحيوا المعروف بينكم حتى تعيشوا معا في أمن وسلام وفاء لمنشأ وجودكم واستخلافكم في الأرض.
وهي سادسا زيارة تاريخية بكل المقاييس لأنها وإن كانت خطوة مرموقة في السعي نحو تحقيق العدالة والتسامح والتفاهم والسلام في العالم فهي أيضا خطوة مهمة تجاه تحقيق الأهداف الإنسانية الكبرى في تحقيق التنمية الشاملة في العالم والإسهام في القضاء على الفقر والجهل والمرض ..هذه الزيارة بإذن الله خطوة مهمة للإعلان بكل قوة على أن العنف والتطرف لدى البعض ليس مقتصرا على منطقة دون أخرى وأن ازدراء الأديان أو اتخاذها وسيلة لتبرير العنف أو الكراهية لا علاقة لها بتعاليم الأديان الصحيحة وأن واجبنا ومسؤوليتنا معا هو مساعدة المجتمعات على التغلب على هذه الظاهرة بشكل ناجح وأن علينا توفير كافة الشروط اللازمة لذلك وإشاعة روح الثقة والأمل في المستقبل الآمن لدى الجميع.
وهي سابعا زيارة تاريخية لأنها تضع أمام العالم كله ما تمثله الإمارات الحبيبة في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الوالد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله من نموذج عالمي مرموق في التعايش والتسامح والتنمية والاستقرار ..نحن بحمد الله دولة تحرص كل الحرص على توفير كل سبل الحياة الكريمة لجميع أبنائها وأيضا لكل المقيمين فيها من أصحاب كافة الديانات والمعتقدات في إطار من التفاهم والاحترام والتعايش الإيجابي والحفاظ الدائم على قيم التآخي والتواصل والعمل المشترك لما فيه مصلحة الجميع باعتبار ذلك كله طريقا أكيدا لتواصل الأديان والثقافات وتآخي أبناء البشرية في كل مكان.
إن هذه الزيارة التاريخية المهمة إنما هي تذكرة لما تحظى به دولة الإمارات من مقومات كثيرة أصبحت معها وهي النموذج العالمي الرائد في التعايش والسلام وهذه المقومات هي القيادة الرشيدة والشعب الواعي والحضارة العربية والإسلامية الخالدة والقيم والتقاليد الأصيلة والإنجازات الهائلة في كافة المجالات والمؤسسات القوية والتشريعات الفعالة بالإضافة إلى التعددية الثقافية الناجحة ..كل ذلك أرسى دعائم قوية تدعم الفهم والتفاهم بيننا وبين شعوب العالم وتدفعنا دائما إلى التعامل بوعي وثقة مع كافة الحضارات الإنسانية الأخرى.
إن هذه الزيارة التاريخية إنما هي كذلك تذكرة بما تتمتع به مسيرة الدولة من حكمة قادتها – لقد كان مؤسس الدولة المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – عليه رحمة الله ورضوانه – حكيم العرب لديه رؤية واضحة لمستقبل وطنه وأمته أعلى من خلالها قيم المحبة والتفاهم والاستقرار التي هي الأساس في بناء هذه الدولة العصرية والناجحة بكل المقاييس ..إن هذه الزيارة التاريخية تجعلنا نحمد الله كثيرا على أن القيادة الحكيمة للمغفور له الوالد الشيخ زايد بما اشتملت عليه من قيم ومبادئ رفيعة إنما يسير على هديها قادة الإمارات جميعا وأصبحنا دولة تنطلق من مبادئ الإسلام الحنيف الذي يحتفي بقيم التسامح والتعايش والحوار وأصبح جميع سكان الدولة قادرين تماما على الإسهام النشط في مسيرة العالم ..نرفض العنف والإرهاب ونحرص على الحياة الكريمة مع الآخرين في إطار فهم عميق لمكانة الأديان في حياة البشر ودورها في تشكيل عالم يقوم على القيم والأخلاق الحميدة ويلتزم بمكافحة الكراهية والعنف وازدراء الأديان أو الإساءة للمعتقدات .
إن هذه الزيارة التاريخية هي فوق ذلك كله كانت تذكرة طيبة باعتزازنا الكبير لما يمثله صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان من قيادة وطنية عظيمة وما يبذله سموه من جهد هائل وعمل مستمر في سبيل تنمية الدولة وتطوير علاقاتها المتنامية مع دول العالم أجمع ..نعتز بأنه يسير على نفس المنهج والأسلوب الذي تعلمناه من الوالد الراحل مؤسس الدولة عليه رحمة الله ورضوانه نعتز بحرصه الكبير على المكانة المرموقة للإمارات في المنطقة والعالم بما يجعلنا نسير قدما نحو تحقيق التقدم والنمو ..نتمسك بمبادئنا دون انجذاب لشعارات خادعة أو آراء دخيلة أو أفكار مشوشة ..إنني أنتهز هذه المناسبة كي أتقدم بكل فخر واعتزاز بالتحية إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وأدعو الله سبحانه وتعالى أن يوفقه دائما إلى كل ما فيه خير الإمارات وشعبها لتظل باستمرار وهي الدولة الناجحة دائما في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الوالد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله ومتعه بموفور الصحة والعافية.
وام