قال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المعرفة، إنه من المهم جداً فتح باب الاستثمارات وتعزيز الفرص الواعدة في إفريقيا، حيث يبدي العديد من الإماراتيين رغباتهم في فتح آفاق استثمارية جديدة.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها في مؤتمر الاستثمار الإفريقي الثالث الذي ينعقد في فندق بارك حياة بدبي، بحضور قرابة 300 من قادة الأعمال وممثلي الحكومات لتباحث الفرص الاستثمارية الأجنبية في إفريقيا خلال المؤتمر.
وأضاف: لنا شرف عظيم المشاركة في هذا المؤتمر، حيث تمثل الإمارات مفرق طرق مهماً على الساحة العالمية، وليس من المستغرب أن يكون لكل دولة إفريقية والقارة بشكل عام تمثيل قوي في الدولة، والعديد من مواطني القارة الإفريقية يعيشون ويعملون في الدولة ويستثمرون في عدة قطاعات مهمة ويشغرون العديد من المراكز في مجالات الأمن والسلامة ، وهم يتمتعون برفاهية ويحظون باحترام الجميع، ويعملون على إثراء الواقع الثقافي في الدولة.
وتابع الشيخ نهيان: المؤتمر والذي يحمل اسم (إفريقيا – جسور الخليج)، سيمثل أهمية كبيرة ويعزز من التجارة والاستثمارات الثنائية، وتعزيز تلك الاستثمارات يتطلب الجهود الكبيرة والمثابرة والعمل الشاق والنجاح، وهذا يتطلب بيئة محفزة للاستثمار والإبداع والتفاهم المتبادل والشفافية والمواقف التنافسية.
نمو مضاعف في 5 سنوات
قال د. شيخ موديبو ديارا، رئيس الوزراء المالي السابق، ورئيس الشبكة القانونية الإفريقية (ALN) وهي تحالف مستقل لشركات المحاماة في إفريقيا، ويمثل الأكبر والأكثر تكاملا في القارة: إن حجم النمو في القارة الإفريقية قد نما 10 أضعاف بين 2010-2015، وأبدى العديد من المستثمرين الإماراتيين رغبتهم لفتح استثمارات لهم في القارة، وأبدت الصناديق السيادية في الدولة والمنطقة ككل لفتح العديد من الاستثمارات في إفريقيا.
وأضاف ديارا: تسعى «مبادلة» الإماراتية إلى فتح استثمارات لها في العاصمة الجنوب إفريقية جوهانسبورغ، كما أبدت كل من «إديا» و«أديبيك» الرغبة بفتح استثمارات لها في القارة، وهذا يظهر اهتماماً متزايداً من قيادة الدولة الرشيدة للاستثمار في إفريقيا.
وأشار ديارا إلى أن شركة «اتصالات» من الممكن أن تتخذ قراراً مهماً خلال الفترة القادمة بشراء «موركون تيليكوم» وزيادة حضورها في إفريقيا، ومن أكثر القطاعات تحفيزاً على الاستثمار في القارة هي قطاعا الضيافة والفنادق، وأبدت عدة شركات كبيرة في الإمارات مثل إعمار ونخيل رغبة بالاستثمار في العقارات الفندقية والسكنية. وتلعب الإمارات دور المحفز في جذب الاستثمارات من كافة أنحاء العالم نحو إفريقيا، وهذا من شأنه أن يقلل من المشاكل والضغوط الاقتصادية في القارة، وتمتلك إفريقيا العديد من المنتجات التي قد تجذب الاستثمارات الأجنبية كالطعام والغذاء، وندعو الشركات الإماراتية التي تنشط في قطاعات الطاقة والطاقة النظيفة مثل «مصدر» إلى الاستثمار في القارة.
تقرير ماكينزي
وفي سياق المؤتمر، كشف النقاب عن نتائج تقرير «فرص الاستثمار في إفريقيا ، تحقيق إمكانات إفريقيا الاقتصادية» والذي أعده معهد ماكينزي العالمي وشركاه، حيث أشار التقرير إلى أن الفرص الاستثمارية في إفريقيا هي مشجعة جداً بحلول 2025، حيث ستبلغ حجم الاستثمارات في إفريقيا نحو 5.6 تريليون دولار أمريكي.
وأشار التقرير إلى أن 400 شركة إفريقية ستوفر إيرادات سنوية بمقدار مليار دولار، مع العلم أنه لا يوجد أي اسم لشركة إفريقية ضمن أغنى 500 شركة عالمية، وبلغ متوسط نمو الناتج المحلي الإجمالي الإفريقي في 2015 نحو 3.3%.
ولفت التقرير إلى أنه وبحلول 2034 ستمثل القوى البشرية العاملة الإفريقية الأكبر على مستوى العالم، وهي ستتجاوز نظيرتيها الهندية والصينية، وسيشهد قطاع الصناعات التحويلية تطورات مهمة في السنوات اللاحقة حيث سيوفر أرباحاً تتجاوز 1 تريليون دولار أمريكي بحلول 2025.
وأضاف التقرير: إن القارة الإفريقية هي موطئ قدم لأكثر من 700 شركة توفر دخلاً بمقدار 500 مليون دولار سنوياً.
متحدثون رئيسيون
ويستقطب المؤتمر نخبة من كبار المتحدثين، ومن أهمهم جايا جوبالاكريشنان، مدير المؤسسة الدولية بسنغافورة السابقة، وجينداي فريزر، مساعدة وزير الخارجية الأمريكي السابقة للشؤون الإفريقية، وجيمس مواريا الرئيس التنفيذي لشركة سينتم.
استكشاف فرص الاستثمار
قال الدكتور شيخ موديبو ديارا إن هذا المؤتمر يهدف إلى ربط إفريقيا بالأسواق الدولية، وتوفير منصة لإجراء مناقشات حول مختلف الموضوعات البارزة التي تهم أسواق إفريقيا والخليج.
واعتماداً على المعرفة العميقة للشبكة القانونية بإفريقيا، حيث يسعى الحدث إلى إضافة قيمة إلى المحادثات التي تتناول فرص الاستثمار في إفريقيا وتوفير حلول لمختلف التحديات التي تواجه ممارسة الأعمال التجارية في القارة السمراء.
المصدر: الخليج