طور الإنسان بصفة دائمة، خصائص المركبات الإيروديناميكية، مما انتهى به في نهاية المطاف إلى تطوير معجزة الطيران، على مدار أعوام عديدة، وتحقيق تقدم ذكي ومذهل في هندسة الطيران من البدايات المتواضعة للطائرات الشرعية بدون محركات، إلى الطائرات القادرة على حمل مئات الركاب، بالإضافة إلى البضائع.
نقاط ضعف
وكانت نوافذ الطائرات في البدايات مربعة الشكل، لأنه لا يستوجب تغيير ما اعتدنا عليه في المنازل والسيارات منذ أجيال. لكنه عندما بدأت الطائرات التجارية تسود في الخمسينيات، وهي قادرة على الطيران بسرعات وعلى ارتفاعات أعلى من أي وقت مضى، تحطمت طائرتان بكل معنى الكلمة في الجو.
واكتشفوا وقتها أن السبب هو النوافذ المربعة. الزوايا الحادة في النوافذ المربعة، هي نقاط ضعف في بدن الطائرة، حيث يتركز الإجهاد، ما يضعف النوافذ بفعل الضغط الجوي.
وعندما يزداد الضغط على النوافذ، تحدث الكارثة عند الزوايا الأربع. لكن النوافذ المستديرة المحدبة، ليس لها نقطة إجهاد محددة، ويتوزع الإجهاد على كامل مساحتها، ما يقلل من احتمالات تحطمها أو حدوث شروخ بها. كما أن الأشكال المستديرة أكثر قوة، وتقاوم الانبعاج، وبالتالي، يمكنها أن تتحمل أقصى الظروف من الضغط المرتفع، ما بين داخل وخارج الطائرة.
أسئلة
ومن الأسئلة الأخرى المطروحة في أذهان المسافرين جواً، لماذا يجب أن يكون مقعد الراكب معتدلاً عند الإقلاع والهبوط؟،
هناك سببان لذلك، أولهما أنه يكون من الأسهل إخلاء الطائرة في حالة الطوارئ، ولأن هذا يقلل من معدل الإصابات. قد تكون الأسباب مخيفة، لكن غالبية حوادث الطيران تحدث في هاتين الحالتين، إما الإقلاع أو الهبوط.
وأظهرت دراسة أجرتها شركة بوينغ، أن 58 % من الحوادث القاتلة في الطيران، تحدث في أي من هذين الوقتين. وعندما تحاول المضيفات التأكد من أن المقاعد معتدلة في هاتين الحالتين، فإنهن يحاولن التأكد من أن الراكب لن يضطر إلى المناورة وبذل جهد للقيام من المقعد في حالة الطوارئ، إذا وقعت أثناء الإقلاع أو الهبوط.
فلا يريد أحد أن تكون عملية الإخلاء بطيئة بسبب عدم اعتدال المقعد في حالات الطوارئ. كما أن التأكد من اعتدال المقاعد في وقت الإقلاع والهبوط، يعني تقليل احتمالات ارتطام وجه الراكب في ظهر المقعد الذي أمامه خلال الهبوط الطارئ.
فإذا لم يكن المقعد معتدلاً أثناء الهبوط والإقلاع، وحدث أي طارئ، فإنه يحتمل أن يرتطم رأس الراكب، لأن وزن الرأس سوف يدفع به بقوة أكبر، في حال ميل المقعد، ما يرفع احتمالات الإصابات الخطرة.
المصدر: البيان